لم يكن مستغرباً اتجاه الأنظار إلى الكويت بين الحين والآخر، وعلى الأخص في أثناء اشتعال الأزمات في عالمنا العربي، أقول ذلك بعد متابعتنا والعالم أجمع لطوفان «الحزن والألم» في فلسطين المحتلة، والذي امتد حتى أصاب المجتمع الدولي بأكمله، مستذكراً مواقف الكويت السابقة من قضية فلسطين، وتميزها في السابق بمبادراتها ومواقفها الجريئة، واستنادها اليوم إلى مخزون مبادراتها في السياسة الدولية بثقة واطمئنان. لا شك أن وجود الكويت في موقع حيوي ومهم، أي في محيط الجيرة لإيران والعراق بالإضافة الى المملكة العربية السعودية، قد أكسبها قواماً جيوستراتيجياً متميزاً، وأكسب شعبها القدرة على استيعاب وتفهم الأنماط المختلفة من العلاقات بالجوار الإقليمي وقضايا العالم العربي، وأكسب صناع القرار في مؤسسة السياسة الخارجية الدافع للقيام بتسويات وموازنة العلاقات في ظل الأهداف الأربعة التي ارتكزت عليها الخارجية الكويتية، وهي دعم المجتمع الدولي، والالتزام بالشرعية الدولية، والتعاون الإقليمي والدولي، والمساهمة في النمو الاقتصادي والتنمية البشرية. كما يذهب الكاتب في السياسة الخارجية «هيل» إلى أن السياسة الخارجية تكمن في التدويل المستمر للقضايا، فنجد اليوم وفي ظل «طوفان الأقصى» الجريح اندماج آلية التدويل مع الشأن المحلي والإقليمي لتخرج الكويت بموقف متميز عبر دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني، وحمايته من جرائم الإبادة التي بات الشعب الأعزل الذي حرم من التعليم وسبل العيش الكريم بنسائه وأطفاله يتعرض لها ويدفع ثمنها.

كلمة أخيرة: جميل أن يكون لدينا ذلك العدد من مراكز حفظ القرآن، والأجمل الحرص على الاهتمام بنوعية وقدرات المعلمات بالإضافة إلى تقدير الطالبات، وأقترح اشتراط رخصة المعلم للعمل في التدريس في تلك المراكز.

Ad