شارك وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله في الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان العسكري الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني والذي عُقد اليوم الأربعاء في مقر الأمانة العامة للمنظمة بمدينة جدة حيث دعا وزراء خارجية الدول الإسلامية إلى الوقف الفوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ورفع الحصار المطبق على القطاع، مؤكدين على إدانتهم الشديدة لما يتعرض له المدنيون في قطاع غزة من عدوان غير مسبوق من القتل وإزهاق الأرواح والقصف والتدمير ومعبرين عن رفضهم المطلق لاستهداف المدنيين تحت أي ذريعة كانت أو تهجيرهم من منازلهم وحرمانهم من المساعدات الإنسانية بما يتعارض مع كافة الأعراف والقوانين الدولية وكل المبادئ والقيم الإنسانية.
وألقى وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح كلمة دولة الكويت في هذا الإجتماع جاء نصها على النحو التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة،،،
معالي محمد سالم ولد مرزوك وزير الشؤون الخارجية والتعاون للجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة،،،
معالي حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي،،،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة الأخوات والإخوة الحضور الكريم،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
يطيب لي بداية أن أعرب عن بالغ التقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة رئيس القمة الإسلامية الحالية على مبادرتها لعقد هذا الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على ضوء الأوضاع الراهنة في فلسطين المحتلة كما أعرب عن عميق الامتنان لمعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وكافة كوادر الأمانة لجهودهم في تحضير وإعداد أعمال اجتماعنا الطارئ.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،،،
ينعقد اجتماعنا اليوم ونحن نشهد بكل أسى تصاعد العمليات العسكرية المرتكبة من قبل قوات سلطة الاحتلال الإسرائيلي ضد الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة واستهدافها للمدنيين العزل بعمليات عسكرية وغارات جوية مكثفة أسفرت عن مقتل مئات الأبرياء العزل وإصابة الآلاف منهم كما استهدفت الخدمات الأساسية والحيوية ومنها قطع امدادات الكهرباء والمياه والغذاء والوقود في قطاع غزة والعمل على تهجير قسري لسكان القطاع البالغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين والقرارات الدولية والشرعية ذات الصلة واضعة خيارات الشعب الفلسطيني المحاصر بين الموت أو التطهير العرقي أو التهجير القسري بما يشكل بكل وضوح جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
لقد شهدنا منذ ساعات ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لجريمة حرب نكراء جراء قصفها لمستشفى المعمداني في قطاع غزة مؤدية إلى مقتل وإصابة المئات من الأبرياء وفي هذا السياق تدين دولة الكويت بأشد العبارات تلك الجرائم المرتكبة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي تُشكّل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه هذه الجريمة النكراء.
وإذ تجدد دولة الكويت إدانتها الشديدة لما ترتكبه قوات الاحتلال الاسرائيلي من جرائم واعتداءات سافرة فإننا نطالب المجتمع الدولي لا سيما مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لوقف الاعتداءات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة ودفع اسرائيل للامتثال لكافة القرارات الأممية ذات الصلة والقانون الدولي الإنساني وضرورة توفير حماية دولية للمدنيين وتأمين ممرات لوصول الفرق الطبية والمساعدات الإغاثية بصفة عاجلة للمحاصرين في قطاع غزة كما نؤكد على دعم ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه و نحذر من أية محاولات لتهجيره.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،،،
إن دولة الكويت قد حذرت مراراً من تبعات تعاطي المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية وفق معايير مزدوجة وتقاعسه من إيجاد حل سلمي عادل وشامل ونهائي لهذه القضية وضرورة ردع إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال من ممارساتها الاستفزازية من تدنيس المقدسات الدينية وانتهاكاتها المستمرة في التضييق على الشعب الفلسطيني الشقيق وإقامتها لمستوطنات غير قانونية وغير شرعية وقتلها لمئات من المدنيين الأبرياء واتخاذها لإجراءات وقرارات أحادية تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأراضي المحتلة كل ذلك وأكثر خلق حالة من فقدان الأمل والثقة لدى أجيال متعاقبة من الشعب الفلسطيني في حقها بالعيش حياة كريمة وآمنة كبقية شعوب العالم.
ختاماً تؤكد دولة الكويت على موقفها الراسخ والثابت والمبدئي في التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 متمسكين بخيار السلام العادل والشامل وفقاً للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة بما يفضي على المنطقة وشعوبها من أمن واستقرار وتنمية.