التأثير العالمي لمبادرة «الحزام والطريق» يتجاوز نطاق المشاريع المعلمية
تُعرف مشاريع جسر بيلجيساك، الذي يربط البر الرئيسي الكرواتي وشبه جزيرة بيلجيساك، وسكة حديد جاكرتا-باندونغ فائقة السرعة، ومحطة بوابة فادو الطرفية الإيطالية الرائدة نصف الأوتوماتيكية، تُعرف جميعها بأنها مشاريع رئيسية عالمية مشهورة ضمن مبادرة «الحزام والطريق».
لم تحظَ هذه المشاريع المثيرة للإعجاب بسمعتها الكبيرة لمجرد روعة هياكلها فقط، بل ولدورها الفعّال في إحياء وإنهاض النمو الاقتصادي المحلي والإقليمي في المناطق التي توجد بها.
وفيما يلي؛ نورد بعض الحقائق والأرقام وقصص بروز بعض المشاريع المعلمية الهامة التي تسلط الضوء وتوضح التأثير الواسع لمبادرة «الحزام والطريق» الصينية التي تتجاوز حدود النفع العام.
الترابط والازدهار
يقول المثل الصيني الشهير «إن بناء الطريق هو الخطوة الأولى نحو الازدهار». وعلى ضوء ذلك؛ توفر البنية التحتية دعماً قوياً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأي دولة.
لاوس؛ الدولة الحبيسة في جنوب شرقي آسيا، أحد الأمثلة حول دور البنية التحتية الحديثة في دفع وتعزيز الترابط فيها، ولطالما كانت التنمية الاقتصادية في لاوس مقيدة بطريق سكة حديد يبلغ طوله 3.5 كيلومترات يربطها مع تايلند، لكن ذلك تغير في ديسمبر 2021 مع إطلاق سكة حديد الصين-لاوس بطول 1035 كيلومتراً.
وبالانتقال إلى القارة الأوروبية، كان ميناء بيرايوس، أكبر موانئ اليونان على حافة الإفلاس، إلا أنه انتعش بفضل ما قدمته الصين من الأموال والتكنولوجيات والمعدات المتقدمة ضمن مبادرة الحزام والطريق.
وفي مجال الترابط الجوي، وقّعت الصين اتفاقيات تعاون جوي ثنائية مع 104 دول مشاركة في بناء «الحزام والطريق»، وفتحت خطوطاً جوية مباشرة مع 57 دولة معنية لتسهيل النقل الجوي العابر للحدود، وفقاً لنتائج بيانات إحصائية رسمية.
الاستثمار والتوظيف
وإضافة إلى البنية التحتية لقطاع النقل، والمجمعات الصناعية مشتركة الاستثمار ومناطق التعاون الاقتصادي التي تنتصب كشواهد راسخة على مشاريع مبادرة الحزام والطريق، فإنها تلعب في ذات الوقت دوراً هاماً وواضحاً في تعزيز الاستثمار والتجارة وخلق فرص التوظيف بالنسبة للشعوب المحلية في الدول المشاركة في المبادرة.
في هذا السياق؛ تبرز منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني - المصري (تيدا)، التي تعتبر حالياً واحدة من المشاريع الرائدة التي تواكب مبادرة الحزام والطريق مع التنمية في ممر قناة السويس.
وعلى مدار السنوات الـ15 الماضية، جذبت منطقة التعاون المذكورة 145 شركة للاستقرار والعمل فيها، ما استقطب استثمارات تخطت الـ1.7 مليار دولار.
بدورها؛ تروي منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة في كمبوديا، وهي مشروع مشترك يجمع مستثمرين صينيين وكمبوديين ضمن مبادرة الحزام والطريق، قصة مشابهة، فقد استقطبت المنطقة حتى الآن 175 شركة من الصين والولايات المتحدة وأوروبا وجنوب شرقي آسيا.
في هذا السياق؛ قدر البنك الدولي أن الاستثمارات المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق ستنتشل 7.6 ملايين شخص من براثن الفقر المدقع، و32 مليون شخص من الفقر المعتدل بحلول عام 2030.
تتبوأ الطاقة مكانة أولوية على الأجندة بين أكثر من 20 آلية للحوار والتعاون متعددة الأطراف التي أطلقتها الدول المشاركة في بناء «الحزام والطريق»، كما تعتبر التنمية الخضراء في مكانة القلب من تعاون الطاقة ضمن المبادرة.
ومنذ أن أعلنت الصين أنها ستبلغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل حلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، دأبت الصين على بذل جهود جبارة ومستدامة في السعي نحو تحقيق تنمية أكثر اخضراراً وصداقة للبيئة.
وتشير نتائج إحصاءات معنية إلى أن الصين نفّذت مشاريع تعاون في مجال الطاقة الخضراء مع أكثر من 100 دولة ومنطقة، كما تخطت استثماراتها في مجال الطاقة الخضراء ومنخفضة الكربون في الدول المشاركة في بناء «الحزام والطريق» نظيرتها في مشاريع الطاقة التقليدية.
وستواصل الصين ترقية وتعزيز تعاون الطاقة عالي الجودة ضمن مبادرة الحزام والطريق، وبناء شراكات طاقة أكثر ترابطاً واخضراراً وشمولية في المستقبل.