سعد حمدان: الفنان لا يمكن أن يصبح تاجراً
• استعرض تجربته ومسيرته مع فن الخزف في «كاب»
نظمت منصة الفن المعاصر «كاب» ندوة حوارية بعنوان «تجليات مع فن الخزف» للخزاف سعد حمدان، بمشاركة الباحثة آمنة الدريس.
وتناولت الندوة تاريخ فن الخزف في الكويت، وأحدث ما وصل إليه هذا الفن، وأيضاً تجربة الفنان سعد حمدان، وأسلوبه في صناعة الخزف، مع استعراض مسيرته الفنية.
صناعة الخزف
وعلى هامش الندوة، ذكر حمدان لـ «الجريدة» آخر التقنيات التي تم التوصل لها في مجال صناعة الخزف، بناءً على المعرض الأخير «روح الخزف»، الذي تضمَّن أعمالاً غريبة بالنسبة للجمهور والمهتمين بهذا المجال، مقدماً شرحاً لسبب هذه الغرابة، وكيفية وصول أعمال الخزف لهذا المستوى التقني العالي.
وكشف حمدان أن المستوى المتقدم في صناعة الخزف جاء نتيجة للدراسة بالخارج في صربيا وبودابست على أيدي أساتذة، مثل: فلاديمير بوغوفتش، وزولت سيميون، مؤكداً أنه كان حريصاً على التعلم على أيدي هؤلاء الأساتذة، لكي يحصل على التقنية العالية، وهو ما انعكس بشكل جلي على مختلف أعماله.
وشدد على أهمية تدريب الخزاف، وأن يتعلم على أيدي أشخاص ذوي خبرة كبيرة، لكي يتمكن من اكتساب مهاراتهم الفنية، وحتى يستطيع تنفيذ أفكاره وأعماله بشكل رائع. وقال إن الخزاف لابد أن يكون حرفياً ومفكراً، حتى يستطيع إتقان عمله، فمن خلال التفكير والحرفية العالية يستطيع الفنان إنجاز عمل فني متكامل.
وسلَّط حمدان خلال الندوة الضوء على عدة جوانب أخرى، منها دور التسويق، مؤكداً أن الفنان لابد أن ينتمي إلى غاليري أو مؤسسة تقوم بالتسويق لأعماله، ومشدداً على أن الفنان لا يمكن أن يتحوَّل إلى مسوِّق في يوم من الأيام، فمن غير المعقول أن يصبح الفنان تاجراً، مشيراً إلى أن هذا الأمر ينعكس أيضاً على دور النشر، خصوصاً أن التسويق الفكري في العالم العربي يعاني كارثة.
المدارس الفنية
من جانبها، أعطت الباحثة آمنة الدريس نبذة تاريخية عن الخزف في الكويت ونشأته. وذكرت أن أول معلِّم لتعليم الخزف كان الأستاذ شوقي الدسوقي، وكانت بدايته في مدرسة الشامية للمرحلة المتوسطة، وعند افتتاح المرسم الحُر عام 1960 انتقل إليه، وتتلمذ على يده الرعيل الأول من الفنانين، مثل: سامي محمد، وعيسى صقر، وحميد خزعل وغيرهم.
بعدها، قدَّمت الدريس تحليلاً لأعمال الفنان حمدان في معرض «روح الخزف» عام 2021، ومعرض «تجليات خزفية» عام 2016. وأكدت أن الفنان يجب أن يكون مطلعاً على علوم الفن، وأن يجتهد في مسيرته الفنية، حتى يُظهر للمتذوق الفني مدى إبداعه وابتكاراته، مبينة أنه لا بأس أن يتعلم الفنان ثقافة الذي قبله، فالمدارس الفنية لم تتطور إلا على هذا الأساس، وتحت عوامل ظروف المجتمع.