غليان عربي بعد «مجزرة المعمداني»

• مصر والأردن يحذران من جرهما للحرب
• بايدن يبرئ إسرائيل من المجزرة ويبارك مواصلة الحرب

نشر في 19-10-2023
آخر تحديث 18-10-2023 | 21:00
ساحة مستشفى المعمداني كما بدت بعد الاعتداء الإسرائيلي الهمجي عليه (رويترز)
ساحة مستشفى المعمداني كما بدت بعد الاعتداء الإسرائيلي الهمجي عليه (رويترز)

تظاهر الآلاف في عدد من الدول العربية والإسلامية من لبنان إلى تونس مروراً بتركيا وإيران، أمس، معربين عن غضبهم ومطالبتهم بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي بعد قصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 470 شخصاً، واتهمت عواصم عربية الاحتلال الإسرائيلي بشنّه، في حين نفى الأخير مسؤوليته عنه، مدعوماً بتبنٍّ أميركي لروايته.

وخلال زيارته لإسرائيل أمس، برّأ الرئيس الأميركي جو بايدن تل أبيب من القصف، وقال إن صاروخاً فلسطينياً أطلقته «جماعة إرهابية»، في إشارة إلى حركة «الجهاد الإسلامي»، حاد عن مساره وسقط على المستشفى، مع تأكيد البيت الأبيض أن بايدن استند في استنتاجه إلى «تحليل للصور الجوية وعمليات اعتراض لاتصالات ومعلومات مفتوحة المصدر».

وجدد بايدن دعم واشنطن العسكري لتل أبيب، قائلاً لأعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية، خلال اجتماع غير مسبوق لرئيس أميركي معهم: «ستحصلون على كل ما تريدونه»، فيما بدا أنه ضوء أخضر أميركي للجيش الإسرائيلي لتكثيف عملياته في غزة، والمضي فيما تقول التقارير إنه مخطط لاجتياح بري واسع.

اقرأ أيضا

في المقابل، حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إسرائيل من جرّ مصر إلى الحرب في حال قامت بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية، مقترحاً في المقابل أن يُنقل المدنيون الغزيون إلى صحراء النقب لحمايتهم حتى انتهاء الحرب في حال كانت إسرائيل جادة في إعادتهم إلى أراضيهم.

وفي الأردن، صدر تحذير مماثل على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي، الذي قال إن عمّان ستعتبر أي تهجير إسرائيلي لفلسطينيي الضفة الغربية «إعلان حرب»، محذراً في الوقت نفسه من أن الحرب في غزة تتجه إلى الأسوأ بعد مجزرة «المعمداني»، وأن الكارثة الكبرى ستكون القيام باجتياح بري.

وفي حين لم يطرأ أي تغيير على وضع معبر رفح المعطل بسبب إجراءات إسرائيل، وكذلك على إقامة ممر إنساني في غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع، الذي يقف على شفا انهيار إنساني كارثي، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن بلاده لن تمنع مصر من إدخال مساعدات إنسانية، متراجعاً عن تصريحات سابقة رد عليها مصدر مصري بتجديد رفض القاهرة إخراج الأجانب من القطاع، مع توعده بمقابلة التصعيد بالتصعيد.

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها الاستثنائي المفتوح العضوية، في جدة أمس، أن «الاحتلال الإسرائيلي يعمل على التهجير القسري لأهالي غزة، وذلك يعتبر جريمة حرب». وقال الصباح إن «إسرائيل تعمل على تغيير الوضع القانوني في الأراضي المحتلة، وحذرنا مراراً من التعامل بمعايير مزدوجة مع القضية الفلسطينية، ونتمسك بخيار السلام العادل والشامل وإقامة دولة فلسطينية».

وكانت وزارة الخارجية أعربت، مساء أمس الأول، عن إدانة الكويت واستهجانها الشديدين للقصف الوحشي الذي تعرّض له مستشفى المعمداني من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى سقوط المئات من الضحايا والمصابين الأبرياء.

وأكدت «الخارجية»، في بيان، أن ما تقوم به قوات الاحتلال من استهداف للمستشفيات والمرافق العامة يُعدّ خرقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني، داعية المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى وضع حدّ فوري لهذه الممارسات اللا إنسانية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، والتي لا يقرّها دين ولا قانون ولا فطرة إنسانية سوية.

وجددت تأكيد موقف الكويت الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق بكل الوسائل الممكنة لتخفيف معاناته المستمرة، داعية إلى وقفة دولية جادة وسريعة لإيقاف هذه الجرائم الوحشية.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، حذر خلال لقاء مع الشيخ سالم الصباح في جدة من أن «مجزرة مستشفى المعمداني إبادة جماعية لسكان غزة، ومواصلة هذه الجرائم ستُخرج أجواء المنطقة عن السيطرة».

ودعا الوزير الإيراني في كلمته أمام «الوزاري الإسلامي» إلى مقاطعة إسرائيل دبلوماسياً من قبل جميع الدول الإسلامية، وفرض حظر نفطي عليها، في حين هدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بانتقام إسلامي في حال استمرت الجرائم.

ورفض مجلس الأمن الدولي أمس مشروع قرار قدمته البرازيل يدين الحرب بين إسرائيل و«حماس» خصوصاً الهجوم الذي شنته الحركة الفلسطينية، بعد «فيتو» من الولايات المتحدة لعدم ذكره «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، في حين شددت اللجنة التنفيذية لمؤتمر التعاون الإسلامي في بيانها الختامي على حق الفلسطينيين في مقاومة العدو، رافضة التهجير وداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وضرورة إدخال المساعدات.

وفي لبنان دعت عدة سفارات أجنبية وعربية رعاياها إلى مغادرة البلاد، وعدم السفر إليها مع استمرار الاشتباكات بين «حزب الله» وإسرائيل على الحدود، وتصاعد احتمالات فتح جبهة ثانية ضد تل أبيب في حال انتقل الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة جديدة من عمليته العسكرية في غزة.

back to top