تراجعت أسعار النفط، اليوم، ومحت المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة، إثر عدم ورود مؤشرات على دعم منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» لدعوة إيران لفرض حظر نفطي على إسرائيل، إلى جانب خطط الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات عن فنزويلا، بما يسمح بتدفّق المزيد من نفطها عالمياً.
وخففت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم، العقوبات بصورة كبيرة عن قطاع النفط والغاز في فنزويلا، بعد اتفاق توصلت إليه الحكومة الفنزويلية والمعارضة بشأن انتخابات 2024.
وقالت وزارة الخزانة في بيان: «بعد هذه التطورات الديموقراطية، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية تراخيص عامة تسمح بمعاملات تتعلق بقطاع النفط والغاز وقطاع الذهب في فنزويلا، فضلاً عن إلغاء الحظر المفروض على السوق الثانوية».
وحذّرت الوزارة من أنها على استعداد لتعديل أو إلغاء التراخيص في أي وقت إذا لم يلتزم ممثلو الرئيس نيكولاس مادورو بما اتفقوا عليه مع المعارضة.
تأتي التحركات الأميركية بعد أشهر من المفاوضات التي ضغطت فيها واشنطن على كراكاس لاتخاذ إجراءات ملموسة تمهيداً لإجراء انتخابات ديموقراطية مقابل رفع بعض، وليس كل العقوبات الصارمة المفروضة منذ عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وبينما ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.80 دولار، ليبلغ 95.61 دولاراً للبرميل في تداولات يوم اليوم، مقابل 93.81 دولاراً في تداولات يوم الثلاثاء، وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر 74 سنتاً إلى 90.76 دولاراً للبرميل، فيما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم نوفمبر، التي ينقضي أجلها اليوم 57 سنتاً إلى 87.75 دولاراً للبرميل. أما عقود خام غرب تكساس الوسيط الأكثر نشاطاً، تسليم ديسمبر، فتراجعت 51 سنتاً إلى 86.76 دولاراً للبرميل.
وقفزت أسعار النفط بنحو 2 بالمئة في الجلسة السابقة، وسط مخاوف بشأن اضطراب الإمدادات عالمياً، بعد أن دعت إيران إلى فرض حظر نفطي على إسرائيل بسبب الصراع في غزة، وبعد أن أعلنت الولايات المتحدة (أكبر مستهلك للنفط في العالم) سحباً بأكبر من المتوقع من المخزونات.
وقالت مصادر لـ «رويترز» إن «أوبك» لا تخطط لاتخاذ أي إجراء فوري بشأن دعوة إيران العضو بالمنظمة.وأصدرت الولايات المتحدة ترخيصاً لمدة 6 أشهر يسمح بمعاملات في قطاع الطاقة بفنزويلا، العضو في «أوبك»، بعد التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة لضمان نزاهة انتخابات 2024.
ومن شأن تدفق النفط الفنزويلي أن يهدئ أسعار النفط العالمية في ظل الصراع بين إسرائيل و»حماس»، والعقوبات المفروضة على روسيا وقرارات تحالف «أوبك+» لخفض الإنتاج، إلا أن فنزويلا بحاجة إلى استثمارات لتعزيز الإنتاج بعد سنوات من العقوبات.
وقال مصدر مطّلع بقطاع النفط، اليوم، إن إيران حددت سعر البيع الرسمي لخامها الخفيف إلى المشترين الآسيويين بعلاوة 3.85 دولارات للبرميل فوق متوسط خامَي عمان/ دبي لشهر نوفمبر. وزاد سعر نوفمبر 35 سنتاً عن الشهر السابق.
من جانب آخر، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، هيروكازو ماتسونو، اليوم، إن بلاده تحثّ السعودية والدول الأخرى المنتجة للنفط على زيادة المعروض، لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية، في الوقت الذي يهدد ارتفاع أسعار الوقود نتيجة الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» بالتأثير على الاقتصاد العالمي. واستوردت اليابان 2.70 مليون برميل يومياً من النفط الخام العام الماضي، وجاء أكثر من 90 بالمئة منها من الشرق الأوسط.
واليابان هي رابع أكبر مشترٍ للنفط الخام في العالم، وتعدّ السعودية والإمارات والكويت الموردين الرئيسيين لها.
وقال ماتسونو للصحافيين: «حكومة اليابان ستحث الدول المنتجة للنفط على تحقيق الاستقرار في سوق الخام العالمية من خلال زيادة الإنتاج والاستثمار في الطاقة الإنتاجية».
وذكر ماتسونو أن كيشيدا وولي العهد السعودي لم يناقشا استقرار سوق النفط الخام، لكنه قال «أطالب الدول المعنيّة، ومن بينها السعودية، باغتنام الفرص المختلفة وأداء دور رائد في تحقيق الاستقرار بسوق النفط الخام العالمية بطرق من بينها زيادة الإنتاج».