مصر والأردن: الحرب على غزة ستسبب كارثة إقليمية
• السيسي وعبدالله الثاني يعارضان العقاب الجماعي والتجويع والتهجير القسري لسكان القطاع
• روسيا: خطر اندلاع صراع إقليمي مرتفع جداً
• شي جينبينغ يعطي الأولوية لوقف القتال
غداة إلغاء لقائهما الرئيس الأميركي جو بايدن في عمّان، حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس من «كارثة إقليمية تخشى عواقبها» في حال «عدم توقف العدوان الإسرائيلي على غزة».
وأكد الزعيمان، خلال قمة ثنائية في القاهرة، أن «اتساع العدوان وانتشار آثاره سينقلان المنطقة إلى منزلق خطير ينذر بالتسبب في دخول الإقليم بكارثة تُخشى عواقبها»، مؤكدَين موقفهما الموحد الرافض لسياسة العقاب الجماعي من حصار أو تجويع لسكان غزة، وأن أي محاولة لتهجيرهم إلى مصر أو الأردن مرفوضة.
وجدد السيسي وعبدالله الثاني التأكيد على ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين ورفع الحصار وإيصال المساعدات.
واعتبر الزعيمان أن كارثة قصف المستشفى المعمداني، التي تسببت في إلغاء قمتهما الرباعية مع الرئيسين الأميركي جو بايدن والفلسطيني محمود عباس، تصعيد خطير، مجددَين إدانتهما لهذه الجريمة البشعة، التي أثارت غضباً عربياً ودولياً.
وجرى التأكيد على الموقف الثابت تجاه قضية فلسطين، وضرورة نيل شعبها حقوقه المشروعة وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وخلال استقباله قائد القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا، استعرض السيسي جهوده لخفض التصعيد، وطالب بتضافر الجهود الدولية لاحتواء الموقف المتأزم في غزة ووقف تصاعده في اتجاهات خطيرة وامتداد تبعاته إلى المحيط الإقليمي برمته.
وشدد السيسي، الذي حصل على تفويض برلماني لاتخاذ ما يلزم لدعم القضية الفلسطينية وحماية الأمن القومي المصري، على أهمية إيصال المساعدات للقطاع على نحو مستدام، وذلك كأولوية قصوى في ضوء الأوضاع المتردية بالقطاع.
بايدن والمساعدات
وقبل استضافتها قمة دولية في محاولة لوقف التصعيد في غزة، اتفق السيسي خلال اتصال هاتفي مع بايدن على «إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح بشكل مستدام»، بحسب الرئاسة المصرية.
وبعد المكالمة، أعلن بايدن، أثناء عودته من تل أبيب، أنّ السيسي وافق على السماح بإدخال 20 شاحنة كدفعة أولى من المساعدات، متوقعاً ألا تعبر رفح قبل الجمعة؛ لأنّ الطريق حول المعبر يحتاج لإصلاحات، بعد أن استهدفته إسرائيل 4 مرات منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر.
وشدد بايدن على أهمية دخول المساعدات إلى غزة، مؤكداً للصحافيين على متن طائرته، أنه كان «صريحا جداً مع الإسرائيليين» في هذا الموضوع، مشيراً إلى أن «قيادة الجيش الأميركي تناقش مع قادة إسرائيل البدائل الممكنة للعملية العسكرية البرية في غزة».
وفي تطور لافت، انضمت فرنسا إلى روسيا والصين، في شجبها لاستخدام حليفتها الولايات المتحدة حق «الفيتو» لإفشال مشروع قرار قدمته البرازيل في مجلس الأمن يحث جميع الأطراف على احترام القانون الدولي، وفتح المعابر بلا عوائق من غزة وإليها.
وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال استقباله نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، على ضرورة وقف الحرب الدائرة في غزة والإنفاذ «الفوري» للمساعدات واحتواء التصعيد وتجنب امتداده إلى مناطق أخرى.
حرب إقليمية
في السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن خطر تصاعد النزاع الفلسطيني ــ الإسرائيلي إلى صراع إقليمي مرتفع للغاية. ورفض محاولات إلقاء اللوم على إيران في كل شيء.
بدوره، حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ليل الأربعاء ــ الخميس من حرب إقليمية في حال توسع العدوان الإسرائيلي، مؤكداً تسخير كل الإمكانات والجهود لوقف هذه الحرب «المستعرة» على القطاع.
كما دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى «فتح الممرات الآمنة للإغاثة في غزة، وضمان عدم اتساع رقعة العنف إقليمياً».
وقبل استقباله رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن استهداف المدنيين في غزة جريمة شنيعة واعتداء وحشي، مطالباً بضرورة العمل على توفير الحماية لهم.
وأكد الأمير محمد، خلال اتصال مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أهمية تعزيز الجهود لوقف العمليات العسكرية وخفض التصعيد لتلافي تداعياته الخطيرة على الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول أمس، أنه سيزور السعودية وقطر من الغد إلى 26 الجاري ليناقش الصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني وتداعياته الأمنية والتعاون التجاري.
توسع المواجهة
ومع إعلان كتائب حزب الله العراقي رسمياً انضمامها الى معركة «حماس» بعمليات ضد القوات الأميركية بوتيرة أعلى، حذر أمس وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، بعد لقاءات منفصلة مع نظيريه الإيراني حسين عبداللهيان والتركي حقان فيدان بجدة، من خطر توسع حرب غزة على أمن المنطقة برمتها، مشدداً على أن «كل الجهود يجب أن تنصب على وقف الحرب وحماية المدنيين».
وفي تصريحات لقناة «الجزيرة»، قال حسين إن «الأولوية حالياً لوقف العدوان وإيصال المساعدات، والوقوف في وجه خطة ترحيل أهالي قطاع غزة إلى سيناء، واتصالاتنا مع أطراف عدة مستمرة على المستوى الإقليمي والعالمي بشأن الوضع».
واعتبر أن حصول الشعب الفلسطيني على تقرير مصيره يحتاج إلى دعم عربي وإسلامي ودولي، مبيناً أن «على الغرب الضغط على إسرائيل، واستخدام بعض الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية معها لوقف العدوان ووضع خطط واضحة وتوفير وسائل ملموسة لخلق تضامن حقيقي ومستمر مع الفلسطينيين».
من جهته، قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر: «خسئ كل من قال أو أقر بتهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء أو الأنبار أو النقب أو إلى غير ذلك مطلقاً. بل كل من يتماشى مع هذه الفكرة الخبيثة الإرهابية، فإنه يؤيد من حيث يعلم أو لا يعلم تمدد وتوسع الكيان الصهيوني الإرهابي الغاشم».
وأضاف الصدر أن «صدور هذه الفكرة من بنيامين النتن (نتنياهو) أو من العجوز الخرف (بايدن) أو من ذيولهم في الشرق الاوسط، فإن ذلك يعني توسعة الحرب وتدويلها».
الصين وإيران
بدوره، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب بالأراضي المحتلة في وقت مبكر واعتباره»أولوية قصوى»، مشدداً على ضرورة منع توسع الصراع والتسبب في أزمة إنسانية «خطيرة».
وقال شي، خلال استقباله رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن الطريق الأساسي للخروج من الصراع المتكرر يكمن في «حل الدولتين لتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل»، مبدياً استعداده لتعزيز التنسيق مع مصر والدول العربية نحو تسهيل التوصل إلى حل «شامل وعادل ودائم» للقضية الفلسطينية في أقرب فرصة ممكنة.
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس «المطالبين بالمدنية والحضارة الغربية إلى أن يروا ما يحدث في فلسطين وغزة»، مؤكدا أن «هذه المأساة الإنسانية والإبادة الجماعية ستغير النظام العالمي الحالي».
وأضاف أن «الغضب والكراهية التي نشآ في العالم ضد الكيان الصهيوني نتجت من النظام العالمي غير العادل، والذي غيّر مكان الظالم والمظلوم»، مشيراً إلى أن «هناك مجرماً يرتكب جريمته ومجرما آخر يحميه في المحافل الدولية».
ولفت إلى أنه «في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تم رفض وقف القصف ضد الشعب المضطهد في فلسطين وغزة من قبل النظام المتسلط»، مؤكداً أنه «لا يمكن تبرير القسوة على النساء والأطفال والأشخاص الموجودين في ملاجئهم».
وطالب وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ونظيره السوري فيصل المقداد بضرورة محاسبة الاحتلال على جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، مشددين على أن «جوهر التصعيد يكمن في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة».
وفي ماليزيا، قال رئيس الوزراء أنور إبراهيم، إنه لن يدخر أي جهد دبلوماسي مع الشركاء الدوليين لمنع وقوع المزيد من المذابح ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة.