فلسطين تئن، غزة العزة تحت الرماد، والأهالي صامدون رغم الركام، والأعداء مستمرون في طغيانهم ولايزال هناك من يعزي الصهاينة ويقف معهم، والدول العظمى تتكالب وتتسابق في الكشف عن قباحة إنسانيتها ووقاحة أخلاقياتها للنيل من الشعب الحر للاستمرار في سلب موطنه.
غزة التي تلتهمها نيران الصهاينة لم تسقط رغم شدة العداء، بل ظلت صامدة في وجه الأعداء، ويتسابق أهلها على الشهادة بفخر وبطولة في حين لايزال هناك من العرب والمسلمين من يختبئون في جحورهم خوفاً من الصهاينة ومن يناصرونهم الذين يخشون حتى من أطفال القدس الذين واجهوا الصواريخ بصدورهم دون خوف.
فمن يدعون العروبة والإسلام ممن يجالسون الصهاينة ويعقدون معهم الصفقات من أجل مصالحهم الضيقة والدنيئة هم جزء من هذا اللوبي القذر الذي يكن حقده للإسلام، ويسعى لتدمير دول العالم الإسلامي والعربي عبر أساليبه الملتوية وألاعيبه غير المنتهية وتمدده بوسائله المختلفة، والكارثة والمصيبة التي تؤكد الانحلال والإحلال الدنيء هؤلاء الذين يستقبلون الصهاينة بالورود والأحضان، ويحولون بلدانهم إلى مأمن لهم، ويوفرون كل وسائل الحماية والدعم لإسرائيل للاستمرار في حملاتها، بل يعلنون بلا حياء تطبيعهم واعترافهم بالصهاينة، فهل هؤلاء من أمة الإسلام؟
إن بلدنا السامي وديرة الإنسانية الكويت التي دائما تصبح محط أنظار العالم بمواقفها الوطنية واعتزازها بعروبتها وصامدة في وجه الأعداء، ومستمرة في دعمها لفلسطين، واتخاذ كل الإجراءات لنصرة شعبها ومساندتهم بكل السبل والوسائل لأنها كويت الرفعة والعزة، ورغم صغر مساحتها، فإنها بحجم هذا العالم في مواقفها المشرفة، وهو درس لابد أن يتعلمه المستعربون والمستسلمون الذين لا ينتمون إلى ديننا بل جعلوه مجرد شعار لهم لإيهام شعوبهم.
إن فلسطين الحرة في قلوبنا، لا تحتاج الى المواقف الرخيصة من المتخاذلين والمطبعين مع الصهاينة، بل يحتاجون إلى أن يكف الخونة والمرتزقة وباعة المواقف الوهمية والبطولات الزائفة عنهم الأذى.
آخر السطر:
يقول نزار قباني:
يا أيها الثوار
في القدس، في الخليل، في بيسان، في الأغوار
في بيت لحمٍ، حيث كنتم أيها الأحرار
تقدموا، تقدموا
فقصة السلام مسرحية، والعدل مسرحية
إلى فلسطين طريقٌ واحدٌ، يمر من فوهة بندقية