لعبة الذمم

نشر في 20-10-2023
آخر تحديث 19-10-2023 | 18:40
 د. محمد عبدالرحمن العقيل

إن أكثر هزائم العرب بعد الخلافات الإسلامية، كانت بسبب الخيانات الداخلية، التي يعتمد عليها العدو بالدرجة الأولى في حربه علينا، وعلى الرغم من دناءة أعدائنا وخساستهم، فإننا لم نستغل هذه الثغرة المدمرة كما استغلوها هم في شراء ذمم منافقي العرب! وأظن أن استقطاب هذه الفئة المريضة من (المنافقين) في المجتمع والتركيز عليها يكفي لإسقاط أي دولة عظمى.

يقول الله عز وجل في اليهود والمنافقين: «لا يُقاتِلونَكُم جَميعًا إِلّا في قُرى مُحَصَّنَةٍ أَو مِن وَراءِ جُدُرٍ بَأسُهُم بَينَهُم شَديدٌ تَحسَبُهُم جَميعًا وَقُلوبُهُم شَتّى ذلِكَ بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَعقِلونَ»، فاليهود والمنافقون من أجبن الناس، لا يستطيعون مقاتلة المسلمين مجتمعين إلا في قرى محصنة بالأسوار والخنادق والعتاد، أو من خلف الحيطان، وبالرغم من تعاونهم الظاهر بسبب المصلحة المشتركة، فإن العداوة بينهم شديدة في الداخل، وقلوبهم متفرقة غليظة، لا تآلف ولا تراحم بينهم، لأنهم لا يجتمعون على كلمة الحق، إنما اجتماعهم اجتماع مصلحة وقتية. إذا كان القرآن الكريم قد كشف لنا ما في قلوبهم من تنافر وتباغض، فلمَ لا نستغل هذا لصالحنا، فالغرب واليهود محترفون في شراء الذمم الرخيصة، واستقطاب كل جبان لا ملّة له.

إن من الأخبار التي قد تفسر سر قوة ضربة «طوفان الأقصى» تصريح أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي عندما قال في إحدى منصات التواصل: «الذي يعتقد أن 100- 150 مخربا بمقدورهم دخول دولة لديها أكثر حراسة أمنية وقدرات إلكترونية، وطائرات مسيرة هجومية، ومخابرات داخلية وخارجية، ومعلومات استخباراتية إلكترونية تعرف كل شعرة بأجسامهم، كل من يعتقد أن هذا حدث بطريقة تلقائية غير مخطط لها دون تعاون إسرائيلي داخلي فهو منفصل عن الواقع!». وهذه رسالة صريحة تشير إلى وجود ثغرات أمنية تم اختراقها، إما بعيون استخباراتية فلسطينية محترفة جداً، استطاعت خرق المنظومة الأمنية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإما بالتعاون الداخلي مع من لا يؤيد قيام هذا الكيان الغاصب من عناصر الجيش والاستخبارات الإسرائيلية نفسها، وهذا ما يحسب لجماعة المقاومة التي أعدت هذا الاستعداد الاستخباراتي العالي، الذي كان السبب الرئيس، بعد توفيق الله، في هذه الهجمة الصاعقة التي أذلت الكيان الصهيوني، وكسرت شوكة الجيش الإسرائيلي، وبينت مدى جبنهم وهوانهم، وأما السيناريو الذي لا أود أن أصدقه فهو تعمد ترك الحدود!

أعزائي القراء، إن الإعلام لا يعكس المشهد السياسي بكل حقائقه، وهذا ما يبدو لنا في الظاهر، والله أعلم بما يضمرون، اللهم انصر المجاهدين الذين خرجوا في سبيلك ودفاعا عن المال والأرض والعرض، واخذل المنافقين وأعداء الدين ومن صار منهم.

back to top