•كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ «الجريدة»، أن المجلس عقد اجتماعاً مساء أمس الأول، قرر خلاله المضي في الاستراتيجية الحالية بالتعامل مع الحرب في قطاع غزة، والقائمة على تجنيب إيران وحلفائها الأساسيين، خصوصاً «حزب الله» في لبنان، «الوقوع في الفخ الإسرائيلي الذي يحاول جرهم للحرب»، لأن «مثل هذه الحرب ليست لمصلحة الشعب الفلسطيني وستصرف الأنظار عن جرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين»، وفي الوقت نفسه محاولة قيادة دفة العمل الإسلامي الداعم للفلسطينيين والاستفادة من أي أجواء دولية مناصرة لغزة ومناهضة لإسرائيل.

وأكد المصدر أن الرئيس إبراهيم رئيسي عرض، خلال الاجتماع، نتائج اتصالاته الدولية واتصالات ولقاءات وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وأشار إلى إعجابه بمواقف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الثابتة فيما يخص الوضع الفلسطيني، ورؤيته للمنطقة على أساس تصفير الخلافات بين الدول الإسلامية، والتعاون من أجل أفق أمني وسياسي واقتصادي جامع لكل دول المنطقة.

Ad

وأضاف أن طهران رفضت طلباً أميركياً بالالتزام باتفاق شفهي مبرم بينهما منذ أشهر، حول عدم قيام القوات الموالية لطهران بمهاجمة القواعد والقوات الأميركية في المنطقة، وهو الاتفاق الذي صمد رغم بعض الانتهاكات المحدودة.

وأفاد بأن الأمين العام لـ «القومي الأعلى» علي أكبر أحمديان، المعني بالأمر، رد عبر وسطاء على الطلب الأميركي، بأن دخول القوات الأميركية مباشرة إلى جانب القوات الإسرائيلية، يجعل من إيران غير قادرة على ضمان التزام جميع الفصائل المحسوبة عليها بالاتفاق، وأن هناك فصائل ومجموعات مسلحة موجودة بالفعل في سورية والعراق لا تنسق تحركاتها مع إيران.

وأشار إلى أن أحمديان أكد أن الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل قد يخلق رد فعل شعبياً عربياً أو إسلامياً يمكن أن يهدد حياة جنود ودبلوماسيين ومصالح الولايات المتحدة، وأنه يجب على الأخيرة ألا تحمل طهران مسؤولية ردود الفعل هذه بطريقة مسبقة.

جاء ذلك بعد الهجوم الذي جرى أمس على القاعدة الأميركية في ميدان كونكو الغازي السوري شمال منطقة دير الزور، إضافة إلى محاولات للهجوم بطائرات مسيّرة على قاعدة التنف في المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق، وقاعدتي عين الأسد والحرير في العراق.