نظمت اللجنة الاجتماعية في رابطة الأدباء الكويتيين جلسة حوارية بعنوان «الصحة النفسية للكاتب»، مع الكاتب د. حمد الرومي، حضرها عدد من المهتمين، وعدد من أعضاء الرابطة، والأمين العام للرابطة حميدي المطيري، والكاتبة تغريد الداود، وغيرهم.

وقال الرومي، في بداية حديثه، إن أي موضوع أو حدث قابل للنقاش عادة ما يندرج تحت ثلاثة محاور، هي: الأسباب التي أدت إلى هذا الأمر، ثم الآثار التي تخلفها هذه الأسباب، وأخيراً إيجاد الحلول، وهذه المحاور نسبية، وعقب ذلك بطرح أسئلته للحضور حتى تكون الجلسة تفاعلية، وأولها ما أسباب التي تكون صحة الكاتب فيها نوع من الإشكالية أو التحدي، مضيفا: «كلنا يمكن أن تكون صحتنا النفسية عرضة للتغيير».

Ad

وطرح مجموعة من الأسباب من خلال تبادل الآراء والأفكار مع الحضور، ومنها الحساسية المفرطة لبعض الكتاب، وأن يكون عرضة للرأي العام، فليس كل كاتب يتقبل أن يكون إصداره للنقد، والبيئة المحيطة، وتتدخل فيها عدة أمور منها المجتمع والثقافة، وأيضا الكاتب لديه إدراك، ووعي، واطلاع، وعند بداية كتابته لأي مشروع يشعر أنه يحتاج إلى البحث فسوف يبحث.

ولفت إلى أن كثرة الاطلاع والبحث تجعل بعض الكتّاب عرضة لأن يتعبوا نفسيا، مبينا أن هناك فرقا بين الكاتب الذي لديه مجال آخر للرزق وبين الكاتب الذي يكون مصدره الأساسي الكتابة، فمن يتخذ الكتابة مصدر رزق أساسيا يكون عرضة للضغط النفسي.

وانتقل د. الرومي إلى محور التأثير، وسأل: «كيف تؤثر صحتي النفسية على الكتابة»، وبين أن اضطرابات الشخصية، ومتلازمة الصفحة البيضاء «Blank Page Syndrome» هي الحالة النفسية التي يفقد فيها الكاتب القدرة على الكتابة لمدة محددة قد تطول أو تقصر، والعزلة الاجتماعية، إضافة إلى الاحتراق الوظيفي. وبالنسبة للحلول، أوضح أنها تتمثل في التحدث مع شخص يملك ثقافة الإنصات ويعيش تجربة الكاتب، وتقليل سقف التوقعات، وغيرها.

العلاج بالكتابة

وعلى هامش الجلسة، سألت «الجريدة» د. الرومي عن قيمة العلاج بالكتابة والأدب والفن في شفاء المريض، وأجاب أنه «نوع من المتنفس، وهو نوع من العلاج السلوكي الإدراكي إذا كان للمريض رغبة ويجد به الراحة النفسية، فهذا النوع من المجالات الأدبية مثل الفن والمسرح والقراءة يساهم في تخفيف الأعراض النفسية التي يعانيها ونحن بدورنا نشجع عليه وندعمه».

وأجاب عن سؤال: «هل كل مبدع مريض نفسيا؟» بقوله: «لا أعتقد ذلك، بالنهاية كل مبدع لديه تحديات تؤثر على صحته النفسية».

وعن أعماله الدرامية، قال: «بعد رمضان»، وعلى صعيد المسرح ستقوم فرقة مسرح الخليج العربي بجولة لعرض مسرحية «طاهرة»، التي حصدت جوائز في مهرجان الكويت المسرحي الـ22، لافتا إلى أن أولى جولاتهم كان من المفترض أن تكون في الأردن، لكن بسبب الظروف الراهنة تأجلت.