شباب في الفنادق والتعاونيات
أول العمود: غزة تُعري العالم بديموقراطياته العريقة وإعلامه المزيف.
***
لا يوجد مؤشر علمي مبني على دراسة ميدانية تؤكد أن توجهات الشباب من الجنسين لا تزال تقف عند النظرة المعيبة للعمل في الوظائف الخدمية والمهنية.
آلاف الوظائف كشفتها حالة وباء كورونا حينما اضطر الشباب للعمل في الجمعيات التعاونية، وفي المقابل ما لاحظناه من انكشاف واضح في طواقم التمريض التي دفعت وزارة الصحة للاستعانة بألف ممرض من باكستان مع وجود معهد تمريض وطني!
هناك أعمال يجب أن يدخلها الشباب الكويتيون، ومنها العمل في وظائف الفنادق والمطاعم والمقاهي والصحف والجمعيات التعاونية ومحطات الوقود وصيانة السيارات والوظائف البحرية وشركات الأمن والإنقاذ والطيران والشحن والعلاقات العامة، بما يضمن لهم خبرات مهنية ذات أثر إنتاجي فعلي تخلق منهم عناصر قابلة للحركة في سوق العمل. ارتفعت أعداد الكويتيين في سوق العمل إلى 23 ألف كويتي خلال 2021 لكن غالبيتهم في القطاع الحكومي! وهذه حال لن تستطيع الحكومة استيعابها سنوياً بسبب تضخم بند الأجور والرواتب.
تشجيع الشباب على العمل وفي وظائف لطالما عزف عنها لأسباب اجتماعية مطلوب الآن، فهي وظائف حقيقية لا وهمية مثل آلاف الموظفين في جهاز الحكومة، لكن في المقابل على الهيئة العامة للقوى العاملة أن تعيد سياسات التشجيع وتجعل الشباب يقدمون على العمل في المهن التي أشرنا إليها بشرط تقديم الحافز المالي والأمان الوظيفي بقدر كاف حتى يتم إحلال آلاف الوظائف تدريجياً والتدرج الوظيفي المعتاد (مديرون، فنيون، تنفيذيون، بائعون، مقدمو خدمة وهكذا).
الموارد الاقتصادية في الكويت محدودة، وهي موارد زائلة لا شك، وإعداد أجيال من الشباب في وظائف لم يعتد عليها بات مهماً لمستقبلهم.