أثارت مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على تعيين الدبلوماسية الأميركية «كارين ساساهارا» سفيرة لدى دولة الكويت بعض ردود الأفعال الغاضبة، لعل أبرزها الوعد الذي أطلقه النائب الفاضل الدكتور عبدالكريم الكندري باستجواب وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح لموقف الولايات المتحدة الداعم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
من حيث المبدأ التهديد مستحق لكن هناك بعض التفاصيل التي لم يدركها النائب الكندري لصغر سنه أيام الغزو في عام 1990 وأحببت أن أشرحها له: إن الحقيقة التي عاشها جيلي ومن يكبرني سناً أنه بعد إرادة الله ومن ثم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لم تكن دولة الكويت لتتحرر من الغزو العراقي الغاشم، والولايات المتحدة هي من أرسلت أكثر من نصف مليون مقاتل، وسبع حاملات طائرات، وآلاف الطائرات الحربية وآلاف الدبابات والمدفعية الثقيلة لتحرير الكويت.
والذي لم يعرفه النائب الفاضل أن أسماء كالرئيس جورج بوش الأب، ونائبه دان كويل، ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي برنت سكوكروفت، ووزير الدفاع ديك تشيني، ووزير الخارجية جيمس بيكر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال كولن باول، وقائد القوات المشتركة في حرب تحرير الكويت الجنرال نورمان شوارزكوف، ستبقى محفورة في ذاكراتنا لوقت طويل من الزمن.
في المقابل يجب أن تدرك السفيرة الأميركية المعينة «كارين ساساهارا» لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة من التباعد، كما يجب أن تدرك أن استمرار استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض الفيتو لصالح إسرائيل لم يعد مقبولاً، وأن استمرار دعم إسرائيل في كل المجازر الذي ترتكبها بحق الفلسطينيين لم يعد مقبولًا أيضا، وتوسع الاستيطان لم يعد مقبولاً، وفرض خيار التطبيع على بعض الدول العربية والإسلامية لم يعد مقبولاً أيضاً... وأيضاً.
يجب أن تدرك السفيرة الجديدة أن إسرائيل أكثر دولة في العالم صدرت ضدها قرارات أممية لعل أولها في سبتمبر من عام 1947 عندما قامت عصابات الهاغاناه برئاسة إسحق شامير الذي انتخب لاحقاً لمنصب رئيس الوزراء بقتل المبعوث الدولي السويدي الكونت فولك برنادوت، وأن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية لا تعدّ ولا تحصى.
العزيزة كارين أردت كمواطن كويتي أن أرحب بكِ على أرض الكويت، وأن أشرح لكِ لماذا التباين في هذا الأمر، وأتمنى من كل قلبي ألا تأخذي الأمر بشكلٍ شخصي، لأننا في هذا البلد نتناقش في السياسة مثلما نتنفس الهواء. فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.