نقلت وكالة بلومبرغ عن أشخاص مطلعين على المداولات الحكومية الأميركية، أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ينظرون إلى مستقبل قطاع غزة بعد إزاحة «حماس»، وبدأوا مناقشة إمكانات محتملة، بما في ذلك تثبيت حكومة انتقالية مدعومة من الأمم المتحدة وبمشاركة حكومات عربية.
وتقول الوكالة إن المناقشات لا تزال في مراحلها المبكرة وتعتمد على تطورات لم تحدث بعد، ليس أقلها النجاح في الهجوم البري الإسرائيلي، مضيفة أن أي إمكانية من هذا القبيل ستحتاج إلى موافقة الدول العربية في المنطقة، وهو أمر غير مؤكد على الإطلاق.
وقال مسؤولون إسرائيليون مراراً إنهم لا ينوون احتلال غزة، لكنهم قالوا أيضاً إن استمرار حكم حماس غير مقبول بعد هجوم 7 أكتوبر الذي قتلت فيه الجماعة 1400 إسرائيلي وأخذت 200 شخص رهائن.
وأثار تحدي تحقيق كلا الهدفين مخاوف أميركية من أن إسرائيل لم تفكر بما فيه الكفاية فيما سيأتي بعد الهجوم البري وتخشى الولايات المتحدة أيضاً أن هجوم غزة بدون هدف واضح خارج إزاحة «حماس» يمكن أن يحوّل الصراع إلى حرب إقليمية.
وكجزء من المحادثات المستمرة، سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى إبطاء وتيرة الغزو لكسب الوقت لفرار المزيد من الأشخاص من شمال غزة ولمحادثات سرية وسّطت فيها قطر لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم «حماس»، وفقاً لأشخاص مطلعين على الجهود. وقد جرى إطلاق سراح أميركيتين أمس الأول في هذا السياق.
وسيكون إنشاء حكومة مؤقتة أمراً صعباً جداً، ويقول ويليام أوشر، أحد كبار محللي الشرق الأوسط السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية «سيتطلب أي خطة تنطوي على حكومات عربية تحولاً كبيراً في كيفية قبول الدول العربية للمخاطر والعمل معاً»، مضيفاً «كما سيتطلب قفزة ثقة من القدس، وهي سلعة نادرة».
واقترح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إعادة السيطرة على غزة إلى السلطة الفلسطينية. ووفقاً لتيد سينجر، (ضابط استخبارات سابق كبير في وكالة المخابرات المركزية متخصص في الشرق الأوسط)، فإنه «بعد طردها من غزة عام 2006، تفتقر السلطة الفلسطينية إلى المصداقية وتحكم الضفة الغربية بالكاد» فيما «فقد الشتات الفلسطيني صلاته الفعالة بغزة».
وحتى الساعة يتجنب مسؤولو إدارة بايدن طرح ترتيبات محتملة لحكم غزة علناً، وبحسب «سي إن إن» فإن الرئيس الأميركي جو بايدن طرح خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب في تل أبيب الأسبوع الماضي «بعض الأسئلة الصعبة» بشأن ما تم التخطيط له وما هي التأثيرات.
وبحسب «سي إن إن»، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها يحثون إسرائيل على أن تكون استراتيجية وواضحة بشأن أهدافها عندما تشن غزوا بريا لغزة، محذرين من احتلال طويل الأمد، مع التركيز بشكل خاص على تجنّب سقوط ضحايا من المدنيين.