المجلس الوطني: «فيلكا» أغنى المناطق الأثرية في الكويت
• «بعثات عالمية أكدت وجود الإنسان على أرض الكويت منذ العصور الحجرية»
كشف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن جزيرة «فيلكا» تعدّ من أغنى الأماكن في دولة الكويت بالآثار.
وقال المجلس، في مذكرة إجابة وزير الإعلام عن سؤال النائب عبدالعزيز الصقعبي:
يبلغ عدد المناطق الأثرية في فيلكا 10 مناطق، تحتوي كل منطقة منها على عدد من المواقع الأثرية البالغ عددها 106 مواقع أثرية في هذه المناطق وخارجها.
وأضاف المجلس: بناء على الاتفاقيات ومذكرات التعاون المبرمة بين المجلس وبعثات التنقيب الأثري للكشف عن آثار جزيرة فيلكا منذ عام 1958، تم العثور على العديد من البقايا الأثرية بشقيها المنقول وغير المنقول، ويقصد بالبقايا الأثرية غير المنقولة هي الثابتة التي اكتسبت هذه الصفة بطبيعتها، مثل بقايا المساكن والأبنية التاريخية المشيّدة لغايات مختلفة، أما البقايا الأثرية المنقولة فهي المنفصلة عن الأرض، والتي تعكس استخدامات مختلفة في الحياة اليومية للإنسان قديماً.
وأضاف أن المنطقة الأثرية الأولى بجزيرة فيلكا، وهي منطقة الآثار أو المتحف، تضم 10 مواقع أثرية يعود أقدمها إلى العصر البرونزي (الألف الثاني قبل الميلاد)، وتعرف بمواقع المساكن الدلمونية (F3)، وقصر الحاكم والمعبد الدلموني (F6)، وأحدثها يعود إلى بداية القرن العشرين الميلادي (استراحة الشيخ أحمد الجابر)، وتضم الحصن الهلنستي (القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد).
أما المنطقة الثانية (قرية الزور القديمة)، فتمثّل بداية الاستيطان في ساحل الزور القديم، حين انتقل لها الأهالي بعد انتشار وباء الطاعون في قراهم القديمة على الساحل الشمالي إبان مطلع القرن التاسع عشر الميلادي وحتى الغزو العراقي.
أما المنطقة الثالثة (الخضر وميناء الخضر وقرية سعيدة وميناؤها)، فتضم هذه المنطقة موقعين مهمين وميناءين قديمين هما: ميناء الخضر، أقدم الموانئ بجزيرة فيلكا، وميناء قرية سعيدة، وموقع الخضر من المواقع المهمة العائدة للعصر البرونزي ضمن ما يُعرف بثقافة دلمون، أما قرية سعيدة التي تضم 25 تلا أثرياً، فهي إحدى القرى الأثرية الثلاث الواقعة على الساحل الشمالي لجزيرة فيلكا.
أما منطقة الآثار الرابعة (خرائب الدشت) فهي قرية خرائب الدشت الأثرية التي تعود في معظم مبانيها إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلادي.
المنطقة الشمالية
وتعتبر منطقة الآثار الخامسة (قرية القرينية) من أهم القرى الشمالية، وتشبه في نمطها قريتَي خرائب الدشت وسعيدة، وقد كشف فيها عن ميناء قديم ومنازل تعود إلى فترة العصر الإسلامي المبكر والعصر الإسلامي المتأخر.
أما منطقة الآثار السادسة (العوازم) فتقع في شرق جزيرة فيلكا، وتم اكتشاف 54 موقعاً أثرياً فيها، تتراوح بين مستوطنات وظواهر أثرية كالتنانير الحجرية.
وأضاف المجلس أن منطقة الآثار السابعة (السد العالي) هي ظاهرة طبيعية أنشئت عليها العديد من الظواهر الأثرية، إذ يعتقد أن السد العالي هو الشاطئ القديم لجنوب شرق جزيرة فيلكا، ورصد في المنطقة 23 موقعاً أثرياً تعود إلى فترات زمنية مختلفة.
أما منطقة الآثار الثامنة (الصباحية) فإن قرية الصباحية تقع على الساحل الجنوبي لجزيرة فيلكا، وهي من القرى الزراعية الدارسة (الأثرية)، وسميت بالصباحية نسبة لأسرة الصباح الكريمة، وتعتبر القرية الوحيدة التي لا تزال شاهدة على الزراعة في جزيرة فيلكا، حيث تحتوي على أطلال منازل ومزارع لا تزال معالمها بادية للعيان.
أما منطقة الآثار التاسعة (أم الدخان) فتقع قرية أم الدخان على الساحل الجنوبي من جزيرة فيلكا، إلى الغرب من قرية الصباحية، وهي من القرى الأثرية الدارسة (الأثرية) على الساحل الجنوبي، وتعود أطلالها إلى العصر الإسلامي المتأخر.
ومنطقة الآثار العاشرة (القصور)، وتعتبر قرية القصور أكبر المناطق الأثرية مساحة في جزيرة فيلكا، وتحتوي هذه القرية على 167 وحدة بنائية متنوعة، وبدأ التنقيب فيها عام 1975م، وكشف حتى الآن عن كنيستين والعديد من المنازل الأثرية العائدة إلى بداية العصر الإسلامي.
وهناك مواقع أثرية متفرقة تقع خارج نطاق المناطق الأثرية، مثل موقع تل الخزنة، وهو موقع أثري مهم يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويرجح أن يكون هذا الموقع بقايا معبد، وكشف فيه عن مبنى وكنز من العملات الهلنستية الفضية، وموقع رقم (S8) هو موقع قصر الشيخ محمد الجابر.
قلعة الزور
هو قلعة محلية مربعة الشكل لها أبراج زوايا تعود للقرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين.
من التحصينات المحلية العائدة لقرية القرنية، تقع على الساحل الشمالي وتعود إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر.
وقال إن البعثات التي أتت إلى الكويت للتنقيب عن الآثار في جزيرة فيلكا خلال السنوات الخمس الماضية، تتمثل في البعثات الكويتية/ البولندية، والفرنسية/ والإيطالية/ والسلوفاكية/ والدنماركية/ والفرنسية.
وكشف أن أعمال التنقيب الأثري لا تزال مستمرة في الأماكن المشار إليها في السؤال، وبالتالي فهي غير متاحة للزوار، وذلك للمحافظة عليها وحمايتها، إلى أن يتم الانتهاء من التنقيب والدراسات الأثرية على الموقع وما تم اكتشافه من قطع أثرية في باطن الأرض أو على سطح الموقع.
وتابع: قامت إدارة الآثار والمتاحف بتسييج بعض المواقع الأثرية في الجزيرة، إضافة إلى توفير حراس أمن على منطقة البعثات الأثرية (متحف فيلكا)، علماً أن هذه المنطقة مفتوحة للزوار، كما أن المجلس بصدد تسييج بقية المواقع، حيث تم طرح مناقصة خاصة بالتسييج، إضافة إلى وجود فريق من إدارة الآثار والمتاحف مهمته مراقبة المواقع الأثرية على مدار العام، سواء في جزيرة فيلكا أو المواقع الأثرية الأخرى داخل الكويت.
وأردف: هناك حاجة إلى استمرار وجود البعثات العلمية العالمية في الجزيرة، وتكمن أهمية عمل البعثات الأثرية في أن أرض الكويت تزخر بتراث حضاري إنساني دلّت عليه أعمال المسح والتنقيب الأثري التي أجريت منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي، سواء على الأرض الأم أو في الجزر الكويتية، وأثبتت نتائج تلك الأعمال وجود الإنسان على أرض الكويت منذ العصور الحجرية الحديثة، وتؤرخ التقارير الدنماركية وجود الإنسان على أرض الكويت بالعصر الحجري الوسيط وحتى الفترات الإسلامية المختلفة، من خلال دراسة ما خلّفته تلك المجتمعات من مبانٍ سكنية وإدارية ودينية وموانئ، وأيضاً ما عُثر عليه من قطع أثرية نتاج صناعات محلية أو مستوردة من الحضارات الأخرى المجاورة أو البعيدة عنها، وما زالت تلك الأعمال الميدانية مستمرة من أجل إلقاء المزيد من الضوء على تلك الحضارات، وأيضاً إبراز وتبيان مدى مساهمة تلك المجتمعات في بناء الحضارة الإنسانية الإقليمية والعالمية.
وتعمل البعثات الأثرية على توثيق وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن هذه المواقع ورسم خريطة تحتوي على المواقع الأثرية، ولتحقيق هذا الهدف ارتأى المجلس الوطني ضرورة التعاون مع المراكز العلمية العالمية المتخصصة بعلم الآثار لتنفيذ مشاريع ميدانية مشتركة.