تصاعد التوتر الإقليمي، أمس، ليرفع منسوب خطر وقوع اشتباك إسرائيلي ـ إيراني مباشر أو بالوكالة، مع اتساع نطاق جبهة لبنان، وتمسّك تل أبيب باجتياح بري لقطاع غزة، في وقت قالت واشنطن إنها لن تتردد بالتحرك العسكري، خصوصاً بعدما تعرضت قواتها لهجوم جديد في العراق.
وعلى الجبهة الجنوبية، يتواصل العد العكسي للهجوم الإسرائيلي البري بعدما فشلت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن في ثني تل أبيب عن القيام باجتياح بري للقطاع، وبات تركيز واشنطن مقتصراً على تأجيل العملية مقابل الإفراج عن مزيد من الرهائن والسعي لتحسين عمل الممر الإنساني بعد أن دخلت أمس قافلة مساعدة ثانية إلى القطاع المحاصر تماماً، والذي يتعرض لحملة جوية إسرائيلية وحشية انتقامية بعد هجوم حركة حماس في 7 الجاري الذي أدى إلى مقتل 1400 إسرائيلي بينهم أكثر من 300 جندي وأسر نحو 220 بينهم عشرات الجنود.
وغداة فشل قمة القاهرة في استصدار بيان نهائي، سُجل اختراق كبير للجبهة مع مصر، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قصف بالخطأ موقعاً مصرياً قرب الحدود في كرم أبوسالم وسط توتر بين البلدين بشأن مخططات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
ومن على الجبهة الشمالية، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، تحذيراً لـ «حزب الله» اللبناني من ارتكاب «خطأ حياته» والانخراط في الصراع، مهدداً بـ «دمار لا يمكن تخيله للحزب ولبنان».
وفي إشارة إلى عزمه على المضي بخطط اجتياح قطاع غزة لـ «اجتثاث حكم حماس» رغم تلويح إيران ووكلائها بفتح جبهة واسعة في الشمال، أكد نتنياهو أن «حرب غزة مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا».
واتسعت في الساعات القليلة الماضية رقعة المواجهات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، وتمددت ساحة الاشتباكات من شريط حدودي بعمق 2 كلم على طول الحدود، إلى عمق 5 كلم، بعد أن استهدف الإسرائيليون، في خرق كبير لقواعد الاشتباك، مساء أمس الأول، مناطق في عمق الجنوب، في حين قُتل أكثر من 10 مقاتلين للحزب في غضون ساعات قليلة.
وكان وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات شنّ هجوماً على إيران بعد أن تجنّب مسؤولون إسرائيليون الدخول في حرب تهديدات معها، مهدداً بقصف «رأس الأفعى إيران» في حال دخل «حزب الله» الحرب.
وفي دليل على خطورة الأوضاع، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن واشنطن سترسل المزيد من معدات الدفاع الجوي بما يشمل أنظمة «ثاد» المضادة للأهداف التي تحلق على ارتفاعات عالية، وفرقاً إضافية من أنظمة باتريوت للدفاع الجوي إلى الشرق الأوسط، وستجهّز المزيد من القوات لنشرها.
وفي طهران، حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أمس، الولايات المتحدة وإسرائيل من أن الوضع في الشرق الأوسط قد يصبح «خارجاً عن السيطرة»، مضيفاً أن المنطقة أشبه ببرميل بارود وأي خطأ آخر يمكن أن يفجرها.
وتعرضت قاعدة عين الأسد العراقية لقصف من فصائل موالية لطهران تعهّدت بمزيد من الهجمات في حال تصاعد العنف في غزة.
وفي سورية، خرج مطارا دمشق وحلب أمس عن الخدمة مجدداً جراء تعرضهما لقصف إسرائيلي.
وفي تفاصيل الخبر:
تصاعد خطر وقوع حرب إقليمية واسعة، قد تنجر إليها الولايات المتحدة، بين إسرائيل من جهة وإيران ووكلائها من جهة أخرى، بالتوازي مع الحرب التي بدأها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة منذ 16 يوماً، بعد الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس في 7 الجاري وأدى إلى مقتل 1400 إسرائيلي بينهم أكثر من 300 جندي وأسر نحو 220 بينهم عشرات الجنود.
نتنياهو
وأطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، تحذيراً لـ «حزب الله» اللبناني بشأن احتمال انخراطه في الصراع، وسط توسع وزيادة عمق جبهة تبادل القصف المنضبط بين الطرفين في جنوب لبنان.
وقال نتنياهو، خلال جولة لتفقد القوات الإسرائيلية المنتشرة على الحدود المقابلة لمناطق جنوب لبنان: «إذا دخل حزب الله الحرب فسيؤدي ذلك إلى دمار لا يمكن تخيله للحزب ولبنان».
وأضاف نتنياهو أنه إذا قرر «حزب الله» الدخول في الحرب، بشكل كامل، فإنه يحن إلى حرب لبنان الثانية وسوف يرتكب خطأ حياته، في إشارة منه إلى حرب «تموز 2006» التي قتل فيها أكثر من 1200 لبناني. وتابع: «سنشله بقوة لا يستطيع حتى أن يتخيلها، وستكون عواقب ذلك عليه وعلى دولة لبنان مدمرة».
وفي إشارة إلى عزمه على المضي بخطط اجتياح قطاع غزة لـ «اجتثاث حكم حماس» رغم تلويح الحزب اللبناني، في رسالة نقلت عبر وسطاء إقليميين، بفتح جبهة واسعة في الشمال، شدد نتنياهو على أن «حرب غزة مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا».
«جبهة الشمال»
واتسعت في الساعات القليلة الماضية رقعة المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. وتمددت ساحة الاشتباكات من شريط حدودي بعمق 2 كلم على طول الحدود، إلى عمق 5 كلم، بعد أن استهدف الإسرائيليون، في خرق كبير لقواعد الاشتباك، مساء أمس الأول، مناطق في عمق الجنوب، لا سيما بلدة ياطر، واخترقت مسيرة إسرائيلية الأجواء اللبنانية وصولاً إلى منطقة الريحان وجبل صافي في قضاء جزين، حيث نفذت غارة على أحد المواقع، وبعض المعلومات تتحدث عن أن الغارة استهدفت محيط «موقع الجبور»، الذي كان الإسرائيليون قد أعلنوا قبل فترة أنه يحتوي على مدرج مطار للطائرات المسيرة.
وشيع حزب الله عدداً من قتلاه بعد أن سجل أمس الأول، مقتل 6 عناصر في أعلى حصيلة للقتلى في يوم واحد يقر بها الحزب رسمياً، كما أعلن أمس مقتل 5 عناصر من الحزب على الأقل.
وشدد النائب عن حزب الله حسن فضل الله، أمس، على أن الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله هو من يدير المواجهات في الجنوب، مشيراً إلى أن عدم الظهور الاعلامي لنصرالله هو «جزء من إدارة المعركة».
وقال فضل الله إن إسرائيل كانت تخطط لضربة استباقية ضد الحزب قبل تحرك جبهة غزة، كما تراجعت عن ضربة استباقية بعد هجوم «حماس» بضغط من واشنطن.
رأس الأفعى
وكان وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، قد شن هجوماً على إيران بعد أن تجنب مسؤولون إسرائيليون الدخول حرب تهديدات مع طهران في الأيام الماضية.
وقال بركات، لصحيفة ديلي ميل البريطانية، إن «الملالي الإيرانيين سوف يمحون من على وجه الأرض إذا هاجم حزب الله، وكيلهم الإرهابي في لبنان، إسرائيل»، مضيفاً: «لن نقضي على الحزب فحسب، إذا فتح الجبهة الشمالية، لكن سنستهدف إيران نفسها، وإذا وجدنا أنهم ينوون استهداف إسرائيل، فلن نكتفي بالرد على تلك الجبهة، بل سنذهب إلى رأس الأفعى، وهو إيران». وشدد على أن «رسالة إسرائيل واضحة للغاية، ألا وهي ملاحقة قادة إيران أيضاً».
تأهب أميركي
وفي دليل على خطورة الأوضاع، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن واشنطن سترسل المزيد من العتاد العسكري إلى المنطقة دعما لإسرائيل، ولتعزيز الموقف الدفاعي للولايات المتحدة في المنطقة بعد «التصعيد الأخير من إيران والقوى التي تعمل بالوكالة»، في إشارة إلى «حزب الله» والفصائل العراقية واليمنية والسورية والفلسطينية المسلحة المتحالفة معها.
وأضاف أوستن أن الولايات المتحدة سترسل المزيد من معدات الدفاع الجوي بما يشمل أنظمة «ثاد» المضادة للأهداف التي تحلق على ارتفاعات عالية وفرقاً إضافية من أنظمة باتريوت للدفاع الجوي إلى الشرق الأوسط وستجهز المزيد من القوات لنشرها.
وأرسلت الولايات المتحدة بالفعل قوة بحرية كبيرة إلى الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة الماضية بما شمل حاملتي طائرات والسفن المرافقة لهما ونحو ألفين من قوات مشاة البحرية.
والخميس الماضي، ذكرت البحرية الأميركية أنها اعترضت صواريخ وطائرات مسيّرة حربية أطلقتها جماعة أنصار الله الحوثية المتمردة من اليمن، وقالت إنها تعتقد أنها كانت تستهدف إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن أمس، إن هناك خطرا لاتساع نطاق الحرب، فيما عبّر وزير الدفاع الأميركي في تصريحات عن قلقه من تصعيد محتمل ضد القوات الاميركية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن التوغل البري الإسرائيلي في غزة سيكون صعباً بسبب شبكة الأنفاق التي أقامتها «حماس» والفصائل الفلسطينية الأخرى المسلحة في القطاع، مؤكداً أن «واشطن لن تتردد في التحرك العسكري إذا توسع النزاع بالمنطقة».
وفي طهران، حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أمس، الولايات المتحدة وإسرائيل من أن الوضع في الشرق الأوسط قد يصبح «خارجاً عن السيطرة»، فيما تعهد وزير الاستخبارات الإيراني بأن إسرائيل لن ترى الأمن بعد الآن مهدداً بأن «الانتقام الصعب قادم».
وقال عبداللهيان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الجنوب إفريقية ناليدي باندور في طهران، «اليوم، المنطقة أشبه ببرميل بارود، وأي خطأ آخر يمكن أن يفجرها، وأريد أن أحذر الولايات المتحدة والنظام الصهيوني الوكيل لها بأنه في حال لم يضعا حداً فورا للجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية في غزة، كل الاحتمالات ممكنة في أي لحظة، والوضع في المنطقة سيصبح خارجاً عن السيطرة».
وأضاف عبداللهيان: «أي أخطاء في الحسابات بشأن ارتكاب المجازر في غزة والتهجير القسري لسكانها قد تكون لها تبعات صعبة ومريرة على المنطقة ومثيري الحرب».
جبهتا العراق وسورية
وأعلن تحالف يطلق على نفسه اسم «المقاومة الإسلامية في العراق»، تبنى في اليومين الماضيين أكثر من 7 هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة على القوات الأميركية في بغداد والأنبار وأربيل، مسؤوليته عن استهداف قاعدة الأسد الاستراتيجية للمرة الثانية خلال 3 أيام. وزع مبيان للجماعة أن «الهجوم تم بصاروخين أطلقا من طائرتين مسيّرتين وأسفرا عن خسائر مادية».
ومنذ الأربعاء، تعرّضت قواعد تضمّ قوات أميركية وقوات من التحالف الدولي، هي عين الأسد وحرير في إقليم كردستان في شمال العراق ومعسكر قرب مطار بغداد، لخمس هجمات. وكذلك قاعدة اميركية في شرق سورية.
وقال متحدث باسم فصيل «كتائب سيد الشهداء» المنضوي في تحالف «المقاومة الإسلامية في العراق»، أن «ما نقوم به من قصف حتى الآن هو عمل بسيط»، مضيفاً: «مستعدون وجاهزون، وسندخل أي معركة بحسب نوع التدخل الأميركي». ووجه المتحدث تهديدات للدول الأوروبية.
قصف متزامن
وفي سورية، خرج مطارا دمشق وحلب، أمس، عن الخدمة جراء تعرّضهما لقصف إسرائيلي متزامن من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية ومن اتجاه الجولان، ما أدى لمقتل مدني وإصابة آخر. وهذه ثاني مرة تستهدف إسرائيل المطارين الرئيسيين بسورية بشكل متزامن ويخرجهما عن الخدمة منذ بدئها الحرب مع حركة حماس. كما استُهدف مطار حلب وحده مرة أخرى.
ووفق موقع واينت العبري، فإن «هذه الهجمات هي الأكثر شمولاً في سورية منذ بداية الحرب وتضمنت أسلحة وقنابل أكثر من تلك التي ألقيت ليلاً على نحو 100 هدف لحماس في غزة»، مبيناً أن «الجيش الإسرائيلي هاجم المدارج الجوية في المطارات في مختلف أنحاء سورية خوفاً حقيقياً من وصول قوات وأسلحة متطورة من إيران والعراق إلى لبنان وسورية».
محاور الاجتياح
وبالعودة الى غزة، غداة إعلان الجيش الإسرائيلي أنه يعتزم تكثيف ضرباته على غزة استعداداً للمرحلة المقبلة من حربه الانتقامية ضد قطاع غزة وحركة حماس المسيطرة عليه، أفادت أوساط عسكرية بأن الوقائع الميدانية تشير إلى أن الدولة العبرية تحضر الأرضيّة لعمليّة بريّة تتوزع على خمسة محاور بعد التمهيد لها بقصف كثيف على غرار ما فعلته في حملة «الرصاص المصبوب» عام 2009.
ويتوقع أن تكون المحاور
الـ 5 للاجتياح البري كالآتي: من الشمال، عبر بيت لاهيا ومعبر اريتز. من الشرق، عبر جباليا ومدينة غزّة، ومن أقصى الجنوب، عبر معبر رفح.
ونشر الجيش الإسرائيلي أهمّ القوات المدرّعة، مع الدبابات الأحدث، والقادرة على المناورة والصدم، على جبهتي غزّة في الشمال والشرق، بينما أرسلت قوات الاحتياطي والمدرعات من الجيل الثالث إلى المناطق المواجهة لانتشار «حزب الله» اللبناني، والتي تم إخلاء الكثير منها من السكان.
وليل السبت ـ الأحد، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال دانييل هاغاري: «علينا أن ندخل المرحلة التالية من الحرب في أفضل ظروف ممكنة، وليس وفق ما يقول لنا أي طرف. اعتباراً من اليوم، سنكثف الضربات ونقلل حجم الخطر».
وأضاف: «سنكثف الهجمات، وبناءً عليه طلبت من سكان مدينة غزة أن يواصلوا انتقالهم إلى الجنوب لضمان سلامتهم».
وتزامن ذلك مع تأكيد رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، أنّ قواته ستدخل غزة لتنفيذ «مهمة عملياتية بهدف القضاء على عناصر حماس»، لافتا إلى أن «بنية القطاع معقدة ومكتظة، العدو (يقصد حركة حماس) يحضّر الكثير من الأشياء فيها، لكننا نحضّر له كل إمكانات الجيش».
وأمس، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه قتل نائب قائد منظومة الصواريخ التابعة لـ «حماس»، محمد قطامش، لافتا إلى أنه كان جزءا مهما في تخطيط وتنفيذ خطط رمي الصواريخ باتجاه البلدات والمدن الإسرائيلية في كل جولات القتال السابقة.
وأكدت وزارة الأمن الإسرائيلية أمس أن أكثر من 1200 ضابط وجندي أصيبوا بالإعاقة منذ بداية الحرب التي أعقبت الهجوم المباغت الذي شنته «حماس» على 11 قاعدة عسكرية ونحو 20 مستوطنة في السابع من الجاري، إضافة إلى مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي. وكشف أن عدد الذين تأكد احتجازهم لدى فصائل القطاع وفي مقدمتها «حماس» بلغ 212.
في المقابل، أطلقت الفصائل الفلسطينية رشقات صاروخية باتجاه مستوطنات غلاف غزة، وصولا إلى بلدة بيت شيمش بمحيط مدينة القدس المحتلة ومدينة تل أبيب.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية باعتقال مقاوم من قطاع غزة، بعد العثور عليه فاقداً للوعي في «غلاف غزة».
وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ «حماس»، أنها أجبرت قوة إسرائيلية مدرعة على الانسحاب، بعد عبورها السياج الزائل لقطاع غزة لعدة أمتار، وقالت إنها دمرت جرافتين ودبابة.
وأفادت بأن عناصرها تسللوا إلى مستوطنة كيسوفيم شرق غزة، واشتبكوا مع قوات إسرائيلية، بينما أفادت تقارير عبرية بإصابة 4 جنود جراء الهجوم.
ضحايا وتشريد
وأسفرت سلسلة غارات جوية شنتها المقاتلات الإسرائيلية على عدة مناطق في القطاع، بينها بيت لاهيا ومخيما الشجاعية وجباليا وتل الهوا ورفح وخان يونس ودير البلح، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن عدد ضحايا العدوان ارتفع إلى 4651 شهيدا منهم 1873 طفلا و1023 سيدة و187 مسناً، فيما بلغ عدد الإصابات 14245 إصابة.
وبحسب القدرة، فإن إسرائيل ارتكبت 24 مجزرة خلال الـ 24 ساعة الماضية راح ضحيتها 266 قتيلا منهم 117 طفلا ومصور صحافي يدعى المصور رشدي السراج، وغالبيتهم من جنوب القطاع الذي اكتظ بالنازحين، وسط ترقب للهجوم البري الإسرائيلي.
وأضاف أن الوزارة تلقت 1450 بلاغا عن مفقودين لا زالوا تحت الأنقاض منهم 800 طفل.
وتحدثت حكومة «حماس» عنّ تضرر 50% من الوحدات السكنية في القطاع بشكل كلي أو جزئي، جراء شدة القصف واستهداف أحياء سكنية بالكامل بآلاف أطنان القنابل الشديدة الانفجار.
وأكدت أنه تم حصر أضرار متفاوتة في أكثر من 165 ألف وحدة سكنية، فيما هدمت نحو 20 ألف وحدة سكنية هدما كلياً أو باتت غير صالحة للسكن.
وبحسب البيان، فإن 70% من سكان القطاع باتوا خارج منازلهم قسرياً في مراكز إيواء تصل لأكثر من 220 مركزا، أو تجمعات مستضيفة في مختلف المحافظات.
وقالت إنّ جيش الاحتلال دمر 5 مساجد بشكل كلي في القطاع، أمس، مما رفع عدد المساجد المدمرة منذ 7 الجاري إلى 31.
وجاء ذلك في وقت دخلت قافلة مساعدات إغاثية ثانية مكونة من 17 شاحنة لا تحمل الوقود إلى غزة عبر معبر رفح المصري إلى القطاع المحاصر الذي يشهد أوضاعا إنسانية كارثية.
قصف جنين
وتأتي التطورات بشأن غزة وجبهة لبنان في وقت نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة على مسجد الأنصار في جنين بالضفة الغربية المحتلة، أمس، التي تشهد مصادمات واشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية أودت بحياة 90 فلسطينياً منذ هجوم «حماس».
غزو غزة دون قبول حل الدولتين خطأ فادح سيشعل المنطقة
أكد الكاتب الصحافي الأميركي المعروف توماس فريدمان، أن الولايات المتحدة عليها فعل كل ما تستطيعه للضغط على تل أبيب لمنعها من غزو غزة، مؤكداً أن التصعيد غير المحسوب من شأنه أن يشعل المنطقة كلها، مما يهدد المصالح الأميركية.
وأوضح فريدمان - في عموده بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية - أن المخرج الوحيد أمام إسرائيل إن أرادت إعادة احتلال غزة لتدمير حركة حماس هو أن تقرن ذلك بالتزام جديد بالسعي لإنجاح حل الدولتين في الضفة وغزة مع الفلسطينيين المستعدين لذلك.
ونقل عن مسؤولين أميركيين بارزين قولهم إن الرئيس جو بايدن فشل في إقناع إسرائيل بالتراجع عن غزو غزة، والتفكير في جميع الآثار المترتبة على تلك الخطوة ليس بالنسبة لإسرائيل فحسب، ولكن بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية نفسها.
وبينما أعرب الرئيس عن فهمه العميق «للمعضلة الأخلاقية والإستراتيجية التي تواجهها إسرائيل»، فقد ناشد القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين أن يتعلموا من اندفاع الولايات المتحدة إلى الحرب بعد أحداث 11 سبتمبر2001، التي أخذت القوات الأميركية إلى «طرق مسدودة وأزقة مظلمة» في العراق وأفغانستان.
وقال إن الاندفاع الإسرائيلي، من دون التزام سياسي بحل الدولتين وإنهاء المستوطنات في الضفة الغربية، سيكون خطأ فادحاً مدمراً للمصالح الإسرائيلية والأميركية، وقد يتسبب في حريق عالمي لا يمكن إطفاؤه، ومن أهم معالمه تفجير هيكل التحالف الموالي للولايات المتحدة الذي عملت واشنطن على بنائه منذ أيام وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر عام 1973.
وشرح فريدمان أنه يقصد بذلك معاهدة كامب ديفيد للسلام، واتفاقيات أوسلو، وعملية التطبيع مع الدول العربية.
ولم يعارض فريدمان ما سمّاها عمليات الانتقام من «حماس»، لكنه يشترط فقط أن تتم بالطريقة الصحيحة، أي ربطها بالتزام بحل الدولتين.
وقال الكاتب الأميركي، الذي يصفه البعض بأنه من أكبر الكتّاب المؤيدين لإسرائيل، إن مسؤولاً كبيراً من فريق بايدن أخبره أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يدرك أن «التجاوز في غزة يمكن أن يؤدي إلى إشعال النار في الجوار كله»، غير أن حلفاءه من «المتطرفين» حريصون على تأجيج تلك النيران ليس في غزة فقط، وإنما في الضفة أيضاً، حيث قتل المستوطنون مدنيين فلسطينيين في أعمال انتقامية.
وزاد المسؤول الأميركي - في حديثه مع فريدمان - بأن نتنياهو لا يستطيع رفض تعليمات حلفائه، لأنه يحتاجهم للإبقاء على نفسه خارج السجن بتهم الفساد.
كما نقل فريدمان عن مسؤول أميركي كبير قوله إن القادة العسكريين الإسرائيليين هم الآن أكثر تشدداً من نتنياهو نفسه، وأوضح أنه يتفهم ذلك، «لكن الأصدقاء لا يسمحون لأصدقائهم بالقيادة وهم غاضبون»، لذلك يقدّم لهم النصيحة في مقاله.
وأساس تلك النصيحة أن الولايات المتحدة عليها أن تقول للحكومة الإسرائيلية بوضوح إن الاستيلاء على غزة من دون ربطها بحل الدولتين وتفكيك مستوطنات الضفة سيكون بمنزلة كارثة لإسرائيل وللولايات المتحدة أيضاً.
ودعا لتحقيق ذلك بإنشاء سلطة فلسطينية «أكثر فعالية وأقل فساداً».
وكرر فريدمان إيمانه بصدق الرواية الإسرائيلية بخصوص مستشفى المعمداني بغزة، وقال إنه جاء نتيجة لخطأ إطلاق صاروخ من طرف حركة الجهاد الإسلامي في غزة.
واشنطن تدعو مجلس الأمن لدعم إسرائيل وإدانة «حماس»
وزعت الولايات المتحدة، أمس الأول، مشروع قرار في مجلس الأمن يؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ويدين حركة حماس، ويطالب إيران بالتوقف عن تصدير الأسلحة إلى «الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تهدد السلام والأمن في أنحاء المنطقة».
ويدعو مشروع القرار إلى حماية المدنيين بمن فيهم أولئك الذين يحاولون النجاة بأنفسهم، ويشير إلى أن الدول يجب أن تلتزم بالقانون الدولي عند الرد على «الهجمات الإرهابية»، كما يحث على دخول المساعدات إلى قطاع غزة بشكل «مستمر وكافٍ ودون أي عوائق».
ولا يدعو المشروع الأميركي إلى أي وقف أو هدنة في القتال، ويدعو جميع الدول إلى الحيلولة دون «اتساع رقعة العنف في غزة أو الامتداد إلى مناطق أخرى في المنطقة، وذلك من خلال مطالبة حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى بالوقف الفوري لجميع الهجمات».
وتأتي خطوة الولايات المتحدة بعد أن استخدمت حق النقض ضد نص صاغته البرازيل الأربعاء، كان يدعو إلى هدنة إنسانية في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، للسماح بدخول المساعدات إلى غزة.
قافلة مساعدات ثانية تدخل غزة
دخلت أمس 17 شاحنة من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح المصري، هي الثانية بعد أن دخلت القافلة الأولى المكونة من 20 شاحنة أمس الأول، وسط تحذيرات دولية من خطورة الأوضاع الإنسانية في القطاع الذي أعلنت إسرائيل حصارا شاملا عليه، وبدأت حملة قصف جوي وحشية، داعية سكان شمال القطاع الى النزوح لجنوبه.
وفيما أعلنت الكويت والجزائر إطلاق جسرين جويين لنقل كل ما يحتاجه سكان غزة، تضاربت الأنباء حول تضمّن القافلة شاحنات وقود من السولار والبنزين، الذي تحتاجه المستشفيات الفلسطينية بشدة، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن إسرائيل مازالت تصرّ على منع إدخال أي محروقات للقطاع المحاصر بشكل كامل منذ 7 الجاري.
وبحسب مصادر أمنية وإغاثية في رفح، فإن القافلة الثانية من شاحنات المساعدات دخلت الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وجرى تفتيشها بواسطة منظمة الأونروا.
في السياق، قالت الأمم المتحدة إن تلك الشحنة بالكاد تعادل%4 من الواردات اليومية للقطاع قبل بدء الحرب، وإن 100 شاحنة لا بدّ أن تدخل يوميا لتلبية احتياجات 2.4 مليون نسمة نصفهم من الأطفال، وجاء ذلك في وقت تدفقت المساعدات الدولية إلى مطار العريش المصري، ووصلت أمس مساعدات من الهند وتونس وقطر.