بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، التطورات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وحذر من خطورة توسيع رقعة الصراع، وامتداد العنف ليشمل مناطق أخرى بشكل يهدد استقرار المنطقة وينذر بعواقب يصعب التنبؤ بمداها وتداعياتها.
وتطرق شكري مع عبداللهيان إلى الأوضاع الميدانية والإنسانية المتردية في قطاع غزة، ومسارات التحرك للتخفيف من وطأة المعاناة تحت وطأة القصف الإسرائيلي المستمر، واتفقا على تنسيق الجهود على المستويين الإقليمي والدولي، لتوفير النفاذ الآمن والمستدام للمساعدات لغزة.
وأحاط شكري عبداللهيان بنتائج قمة القاهرة، ومحصلة مداولاتها ولقاءاتها، للبناء عليها باعتبارها أول جهد جامع للأطراف الإقليمية والدولية من أجل التفاعل سياسياً مع الأزمة، من خلال تحديد مساحات مشتركة للتحرك، والبحث عن حلول تفضي إلى وقف التصعيد، والتشاور حول مستقبل التعامل مع القضية الفلسطينية.
وقالت «الخارجية» الإيرانية إن شكري رحب بإرسال إيران مساعدات إنسانية لغزة، وأكد ضرورة استمرار التنسيق بين القاهرة وطهران، وعبّر عن اعتقاده بأن الشعب الفلسطيني يجب أن يبقى في أرضه.
وبحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، مع وفد مجلس الشيوخ الأميركي بقيادة السيناتور ليندساي غراهام القضايا الدولية والإقليمية، خصوصاً الأوضاع في إسرائيل وغزة.
وتوافق الجانبان على خطورة الموقف الحالي وضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة الصراع، وحماية المدنيين ومنع استهدافهم وتوفير المساعدات لغزة، إضافة إلى ضرورة إحياء مسار السلام بالمنطقة.
وأكد السيسي رفضه استهداف جميع المدنيين وسياسات العقاب الجماعي والتهجير القسري للفلسطينيين وضرورة العمل الجدي لوقف التصعيد الراهن.
الرياض - دمشق
ويبدو أن التطورات الإقليمية أعادت الحياة إلى خط الرياض - دمشق، الذي يواجه جموداً منذ أشهر، وقبل استقباله نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب في دمشق، أجرى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اتصالا هاتفيا مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بحثا فيه استمرار التصعيد العسكري في غزة، وشدد على ضرورة العمل على إيجاد السبل اللازمة لنزع فتيل التوتر ووقف تصاعد الصراع الدائر في المنطقة، وأهمية إيجاد حل عادل ومنصف يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، وتخفيف تداعيات الأزمة وحماية المدنيين.
وبعد اجتماعهما في دمشق، دان وزيرا خارجية سورية ولبنان العدوان الإسرائيلي الممنهج ضد الشعب الفلسطيني، وأكدا ضرورة وقفه بشكل فوري، ووضع حد لجرائم الحرب، والإدخال الفوري وغير المشروط للمساعدات إلى غزة.
ورفض المقداد وبوحبيب بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني أو تصفية قضيته العادلة، وشددا على ضرورة تطبيق القرارات وإنهاء احتلال الأراضي العربية في فلسطين ولبنان والجولان وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
دعوة أوروبية
وفي تعديل طفيف على النبرة الأوروبية، قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس، إن الاتحاد يتجه الى تأييد هدنة إنسانية في قطاع غزة، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية. ووفق بوريل، فإن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ناقشوا في لوكسمبورغ دعوة الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في غزة، معتبرا أن «الدعوة لوصول الدعم الإنساني إلى القطاع هو الأمر الأكثر أهمية الآن». وأوضح أنه في الأوقات العادية تمر 100 شاحنة يومياً عبر معبر رفح، لكن في آخر يومين لم تدخل سوى 40 محملة بالسلع الإنسانية، مشددا على أن هناك حاجة فورية إلى الوقود، وأكد أهمية البدء في كيفية «إحياء» العملية السياسية والعمل على «إطلاق سراح الرهائن» كجزء من أي خطوة نحو وقف التصعيد.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه ألباريس: «نرى الحل في تفعيل خيار الدولتين للوصول إلى دولة فلسطينية»، مضيفاً: «سنطلب فرض هدنة إنسانية وتوافقا على هذه المسألة من دول الاتحاد الأوروبي كافة»، مؤكدا أن «انتقال العنف إلى لبنان أو الضفة الغربية سيفضي إلى عواقب وخيمة جدا».
وكشفت «رويترز» أن زعماء الاتحاد الأوروبي سيدعون في قمتهم، التي تعقد يومي 26 و27 الجاري، إلى «هدنة إنسانية» حسبما أظهرت مسودة نتائج قمة للاتحاد الأوروبي، لكن «رويترز» نقلت عن مسؤولين في الاتحاد تشديدهم على أن النص قد يتغير قبل موعد القمة، خصوصا أن بعض الدول لديها تحفظات بشأن الدعوة إلى وقف إطلاق النار أو وقف القتال قائلة إنها يمكن أن ينظر إليها على أنها تحدّ من حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وعارضت ألمانيا المطالب بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وقالت وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك، أمس، خلال اجتماعها مع نظرائها في الاتحاد في لوكسمبورغ إن «مكافحة الإرهاب أمر ضروري»، مضيفة أنه «يمكن رؤية أن الهجمات الصاروخية المكثفة لا تزال تُشن على إسرائيل»، وقالت في إشارة إلى تصرفات حركة حماس ضد إسرائيل: «لن يكون هناك سلام وأمن لإسرائيل والفلسطينيين إلا إذا تمت مكافحة الإرهاب». وأوردت مسودة البيان الختامي للقمة، التي نشرتها «رويترز»، أن «المجلس الأوروبي يؤيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة إنسانية من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ووصول المساعدات إلى المحتاجين».
وجاء أيضا في المسودة «سيعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين، ودعم من يحاولون الوصول لبر الأمان أو تقديم المساعدة وتسهيل الحصول على الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى، ويكرر الاتحاد الأوروبي الحاجة إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن دون أي شرط مسبق».
وسيشدد زعماء الاتحاد الأوروبي أيضا على ضرورة منع اتساع الحرب إلى صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، و«التعامل مع الشركاء في هذا الصدد، بما في ذلك السلطة الفلسطينية»، حسبما ورد في مسودة النص.
وجاء في المسودة أن الزعماء سيبدون استعدادهم للمساهمة في إحياء المحادثات بشأن ترسيخ «حل الدولتين» لإسرائيل والفلسطينيين، وسيعربون عن ترحيبهم بمبادرة قمة القاهرة للسلام التي اقترحتها مصر.
الموفد الصيني
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط تشاي جون وصل أمس إلى الإمارات، في إطار جولة بالمنطقة ترمي إلى «تهدئة» الحرب الدائرة بين إسرائيل و»حماس» في غزة.
وبدأ تشاي جولته الأسبوع الماضي بزيارة لقطر، حيث التقى الخميس نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف، ووزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، وشارك السبت في قمة القاهرة للسلام، التي دعا إليها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وفي الإمارات يشارك تشاي في ندوة عن العلاقات الصينية - الإماراتية، ويعتزم بعد ذلك مواصلة جولته في الشرق الأوسط لـ «تعزيز التنسيق مع الأطراف المعنية بشأن الدفع لإعلان وقف إطلاق النار ووقف أعمال العنف وتهدئة الوضع»، حسبما أعلنت «ماو».
ونقلت «ماو» عن تشاي قوله إن بكين «تشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الكبير للنزاع الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وإلى أزمة إنسانية»، وأن «التصعيد المستمر للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يثبت مرة أخرى أنه لا ينبغي تجاهل القضية الفلسطينية ونسيانها»، وتعهده العمل مع «الأطراف المعنيين في المجتمع الدولي، لبذل جهود متواصلة لإنهاء النزاع بقطاع غزة في أسرع وقت ممكن».