كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تستعد لاحتمال أن يحتاج مئات الآلاف من المواطنين الأميركيين إلى الإجلاء من الشرق الأوسط إذا تحوّلت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة إلى حرب إقليمية، في حين قال مسؤولون لـ «رويترز»، إن الجيش الأميركي يتخذ خطوات جديدة لحماية قواته في الشرق الأوسط، مع تزايد المخاوف من هجمات تشنها جماعات مدعومة من إيران، مضيفين أنه يترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية إجلاء عائلات العسكريين إذا لزم الأمر.
ونقلت «واشنطن بوست» عن 4 مسؤولين مطلعين على تخطيط الحكومة الأميركية للطوارئ، أن الأميركيين الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان يثيرون قلقاً خاصاً، مشيرة إلى أن نحو 600 ألف مواطن أميركي في إسرائيل، و86 ألفاً في لبنان.
في المقابل، نقلت «رويترز» عن المسؤولين الأميركيين قولهم، إن الإجراءات الجديدة تشمل زيادة الدوريات العسكرية الأميركية، وتقييد الوصول إلى مرافق القواعد التي تضم القوات، وزيادة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة وعمليات المراقبة الأخرى.
وقال أحد المسؤولين، إن القوات الأميركية في العراق وسورية تعرضت للاستهداف بشكل متكرر منذ بدء الصراع بين إسرائيل وغزة في 7 الجاري، ما تسبب في إصابات طفيفة لأربعة عسكريين أميركيين حتى الآن، وخمسة مقاولين يعملون مع الجيش.
يأتي ذلك، في حين صعّدت واشنطن لهجتها ضد طهران، ولوّحت بتحميلها المسؤولية عن سلسلة الهجمات على قواتها المنتشرة خصوصاً في العراق وسورية. واتهم المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، إيران بأنها في بعض الحالات «تسهّل بدأب» الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة لجماعات مدعومة منها على قواعد عسكرية أميركية في العراق وسورية، مؤكداً أن هناك زيادة في مثل هذه الهجمات، وواشنطن لن تسمح لتهديد مصالحها في المنطقة «بالمضي دون ردع».
وفي غزة وبعد 18 يوماً من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، تصاعدت الخلافات الداخلية الإسرائيلية، خصوصاً بين المؤسسة العسكرية ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في وقت تزايد الكلام الأميركي عن خطورة القيام بعمل بري في غزة، وإن لم يصل بعد إلى حدّ تحذير إسرائيل من القيام به، رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته «حماس» في 7 الجاري وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي بينهم نحو 300 جندي، وأسر 220 أغلبهم من المدنيين، وبينهم العديد من الأجانب.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، عن مسؤولين أميركيين كبار، أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من افتقار إسرائيل إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق، ومن أن قوات الدفاع الإسرائيلية ليست مستعدة بعدُ لشنّ غزو برّي.
ووفق الصحيفة، قال المسؤولون إن على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت، على سبيل المثال، ستحاول القضاء على «حماس» باستخدام ضربات جوية جراحية بالاقتران مع غارات موجّهة من قوات العمليات الخاصة، كما فعلت الطائرات الأميركية والقوات العراقية والكردية لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل في العراق، أو التوغّل في غزة بالدبابات والمشاة، كما فعل المارينز والجنود الأميركيون، إلى جانب القوات العراقية والبريطانية، في الفلوجة عام 2004.
وبحسب «نيويورك تايمز»، يعتقد العديد من المسؤولين في «البنتاغون» أن عمليات تطهير الموصل والرقة في العراق بعد أكثر من 10 سنوات من «الفلوجة» هي نموذج أفضل للحرب الحضرية.
إلى ذلك، بعثت إسرائيل رسائل متضاربة بشأن إمكانية إعلان وقف لإطلاق النار أو الاستمرار في تأجيل الهجوم البري مقابل إطلاق الرهائن، وذلك بعد أن أفرجت «حماس» عن رهينتين إضافيتين أمس الأول، عبر مصر وقطر.
في غضون ذلك، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارة تضامنية قام بها للدولة العبرية، وصفتها وسائل إعلام فرنسية بأنها «متأخرة»، توسيع نطاق عمل «التحالف الدولي» ضد «داعش» لمحاربة «حماس».
ولم يقدّم ماكرون تفاصيل عن كيفية مشاركة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في قتال «حماس»، علماً بأن إسرائيل ليست عضواً في التحالف الذي يضم دولاً إسلامية وعربية.
وفي تفاصيل الخبر:
بعد 18 يوماً من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة الفلسطيني، تصاعد الحديث عن خلافات داخلية إسرائيلية، خصوصاً بين المؤسسة العسكرية ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فيما تزايد الكلام الأميركي عن خطورة القيام بعمل بري في غزة، وإن لم يصل بعد الى حدّ تحذير إسرائيل من القيام بها، ردا على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته «حماس» في 7 الجاري وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي وأسر 220.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، عن مسؤولين أميركيين كبار، أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من افتقار إسرائيل إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق في غزة، ومن أن القوات الإسرائيلية ليست مستعدة بعد لشنّ غزو برّي بخطة يمكن أن تنجح.
ووفق الصحيفة، أصرّ مسؤولو إدارة بايدن على أن الولايات المتحدة لم تخبر إسرائيل بما يجب عليها فعله، وما زالت تدعم الغزو البري، لكن «البنتاغون» أرسلت جنرالاً برتبة ثلاث نجوم من مشاة البحرية، هو اللفتنانت جنرال جيمس غلين، إلى جانب ضباط آخرين لمساعدة الإسرائيليين في مواجهة تحديات خوض حرب المدن.
وقال مسؤولون أميركيون إن على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت، على سبيل المثال، ستحاول القضاء على «حماس» باستخدام ضربات جوية جراحية بالاقتران مع غارات موجّهة من قبل قوات العمليات الخاصة، كما فعلت الطائرات الأميركية والقوات العراقية والكردية لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل في العراق، أو التوغّل في غزة بالدبابات والمشاة، كما فعل المارينز والجنود الأميركيون، إلى جانب القوات العراقية والبريطانية، في الفلوجة عام 2004. وقال مسؤولون أميركيون إن كلا التكتيكين سيؤدي إلى خسائر فادحة، لكنّ عملية بريّة يمكن أن تكون أكثر دموية بكثير، للقوات والمدنيين.
وبحسب «نيويورك تايمز»، يعتقد العديد من المسؤولين في «البنتاغون» أن عمليات تطهير الموصل والرقة في العراق بعد أكثر من 10 سنوات على الفلوجة هي نموذج أفضل للحرب الحضرية.
وفيما بدا أنه رد على التقرير، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي انه «لا مجال للشك في أن الجيش جاهز لهجوم بري على غزة ولاحتمال توسّع ميادين الحرب البعيدة والقريبة».
بدوره، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، داني هاغاري، أن إسرائيل تتعلم من التجربة الأميركية في الشرق الأوسط، غير أنه أشار إلى أن «حربنا تقع على حدودنا وليس على بعد آلاف الأميال من إسرائيل».
رهائن مقابل وقف النار
وغداة إعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الدولة العبرية أجّلت حملتها البرية المرتقبة لاجتياح غزة بريّا بطلب أميركي لإفساح المجال أمام جهود إطلاق سراح عشرات الرهائن، كشفت أوساط عبرية عن احتدام النقاش بين المؤسسة العسكرية والقيادات السياسية بزعامة نتنياهو حول ضرورة اتخاذ قرار يوازن بين «الرغبة في التوصل إلى صفقة معقولة لإطلاق الرهائن، وضرورة ضرب حماس إلى حد إنهاء كل قدراتها في غزة».
وفيما أكد وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، أن إسرائيل لن تتراجع عن غزو غزة بسبب الرهائن، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنه «إذا اقترحت حماس الإفراج عن حزمة كبيرة من الأسرى، فسنكون بالطبع مستعدين للقيام بأشياء في المقابل».
وغداة إطلاق «حماس» سراح امرأتين إسرائيليتين، هما يوشيفيد ليفشيتز (85 عاما) ويوخفد ليفشيتز، ونوريت يتسحاك لـ «دواعٍ إنسانية»، بوساطة مصرية وقطرية، لفت المسؤول إلى أنّ «الإسرائيليين أبلغوا الوسطاء المصريين أنه إذا أرادت حماس التوصل إلى نوع من صفقة الرهائن، فعليها إطلاق سراح جميع النساء والأطفال الذين تحتجزهم»، من دون أن يوضح إذا كانت إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار أو لإدخال الوقود الى غزة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أكد، أمس الأول، ردا على سؤال عمّا إذا كان يؤيد وقفا لإطلاق النار بالقول: «ينبغي الإفراج عن الرهائن، وبعدها يمكن أن نتحدث»، في حين قالت «الخارجية» الأميركية إن وقف إطلاق النار قد يصب في مصلحة «حماس».
ورحب الرئيس الأميركي بالإفراج عن الرهينتين الإسرائيليتين الذي يأتي بعد 3 أيام من إطلاق سراح رهينتين أميركيتين»، مشددا على ضرورة استمرار تدفّق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ماكرون
في غضون ذلك، اقترح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال زيارة تضامنية قام بها إلى الدولة العبرية، تمكين «التحالف الدولي» ضد «داعش» من محاربة حركة حماس.
وشدد ماكرون، وهو يقف إلى جانب نتنياهو في القدس، على أن فرنسا وإسرائيل تعتبران الإرهاب «عدوهما المشترك»، دون أن يقدّم تفاصيل عن كيفية مشاركة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قتال «حماس»، وإسرائيل ليست عضوا في التحالف الذي يضم دولا إسلامية وعربية.
وطالب ماكرون بإطلاق سراح المحتجزين لدى «حماس» فوراً، معبّرا عن «تضامنه مع إسرائيل وتأكيده حقها في الدفاع عن نفسها وأنها ليست وحدها».
في المقابل، شدد الرئيس الفرنسي على أنه تفادي توسّع الصراع، داعيا «إيران وحزب الله ألّا يشكلوا أي خطر أو تهديد في المنطقة».
ورأى ماكرون أن الاستقرار في الشرق الأوسط سيصبح ممكناً عندما تسمح إسرائيل باتباع نهج سياسي في النزاع مع الفلسطينيين، مشدداً على ضرورة أن «يكون لدى الفلسطينيين دولة يعيشون فيها بأمن واستقرار ».
من جهته، قال نتنياهو إن «حماس ترتكب جريمة حرب مزدوجة وتختبئ خلف المدنيين، وعند انتهاء الحرب لن يعيش سكان غزة تحت سيطرتها».
وحذر من أن الحرب التي تشهد حملة قصف جوي إسرائيلية غير مسبوقة تسببت في مقتل نحو 5800 وجرح أكثر من 14 ألف فلسطيني في القطاع، قد تطول.
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي «حزب الله» اللبناني في حال انضمامه إلى الحرب وفتح جبهة جديدة، وقال: «إذا تدخّل سنتصرف ضده بكل قوة وبطريقة تفوق التصور».
وجاء ذلك في وقت تبادلت إسرائيل و«حزب الله» القصف عبر الحدود. وشدد نائب الامين العام للحزب نعيم قاسم أن جماعته المدعومة من ايران في قلب الحرب فيما أعلن الحزب مقتل 2 من عناصره، أمس، ليرتفع عدد قتلاه المعترف بهم منذ بدء جولة التصعيد الحالية إلى 32.
400 هدف
ميدانيا، ذكر الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه قصف أكثر من 400 هدف في غزة، خلال 24 ساعة، مما أسفر عن مقتل «العديد من قادة حماس والعديد من الناشطين».
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن الغارات الإسرائيلية تسببت في مقتل 704 فلسطينيين خلال الـ 24 ساعة الأخيرة بغزة. وأفادت بأن 5791 فلسطينياً قُتلوا في الغارات الجوية التي بدأت في 7 الجاري، فيما اطلقت حركة حماس صواريخ على تل ابيب وبئر السبع.
وأمس، دخل فوج رابع من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح المصري من دون الوقود اللازم للمستشفيات والخدمات.
وشدد كبير مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي، مارك ريغيف، على أن قرار الحكومة هو «عدم دخول الوقود، لأن حماس سوف تسرقه وستستخدمه لتشغيل الصواريخ التي يتم إطلاقها على إسرائيل لقتل شعبنا».
خطة إجلاء
الى ذلك، قالت صحيفة واشنطن بوست إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تستعد لاحتمال أن يحتاج مئات الآلاف من المواطنين الأميركيين إلى الإجلاء من الشرق الأوسط إذا لم يكن من الممكن احتواء إراقة الدماء في غزة، وفقًا لـ 4 مسؤولين مطلعين على تخطيط الطوارئ للحكومة الأميركية.
في المقابل، قال مسؤولون أميركيون لـ «رويترز» إن «الجيش يكثّف الإجراءات لحماية القوات الأميركية بالشرق الأوسط، مع تزايد المخاوف من الهجمات»، مضيفاً أن واشنطن تترك خيار إجلاء عائلات العسكريين مفتوحا إذا لزم الأمر.
وأشارت «واشنطن بوست» الأميركية نقلا عن المسؤولين، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لتفاصيل المداولات الداخلية، إلى أن الأميركيين الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان يثيرون قلقًا خاصًا، على الرغم من أنهم أكدوا أن عملية إخلاء بهذا الحجم تعتبر أسوأ سيناريو.
وكان هناك حوالي 600 ألف مواطن أميركي في إسرائيل، ويُعتقد أن 86 ألفًا آخرين كانوا في لبنان عند هجوم «حماس» في 7 الجاري، وفقًا لتقديرات وزارة الخارجية.
يأتي ذلك، فيما صعّدت الولايات المتحدة لهجتها ضد إيران، ولوّحت بتحميلها المسؤولية عن سلسلة الهجمات على قواتها المنتشرة خصوصاً في العراق وسورية.
واتهم المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، أمس الأول، إيران بأنها في بعض الحالات «تسهّل بدأب» الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة لجماعات مدعومة منها على قواعد عسكرية أميركية في العراق وسورية، مؤكداً أن هناك زيادة في مثل هذه الهجمات، والولايات المتحدة لن تسمح لتهديد مصالحها في المنطقة «بالمضي دون ردع».
في المقابل، كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، عن تلقي طهران رسالتين من واشنطن، الأولى تضمن عدم نيتها توسيع دائرة الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس، والثانية تطالبها فيها بضبط النفس، وكذلك الدول والأطراف الأخرى. وأكد عبداللهيان أن إيران لا تسعى لتوسيع الحرب في المنطقة، في تراجع عن التهديدات الإيرانية السابقة بالانخراط مباشرة في الحرب.
من ناحيته، قال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا اشتياني إن «أي خطأ يرتكبه الأعداء ضد إيران سيُقابل بردّ حازم وحاسم».
وكانت قواعد اميركية في سورية تعرّضت، أمس الأول، لهجمات بطائرات مسيّرة تبناها تحالف «المقاومة الإسلامية في العراق». وأجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اتصالا برئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، شدد فيه على أهمية «حماية الأفراد والمستشارين والقوافل والمنشآت الدبلوماسية الأميركية وقوات التحالف الدولي من العدوان والهجمات»، كما شكره على «تجديد التزام حكومته الكامل بحماية القوات الأميركية الموجودة في العراق بناء على دعوة من الحكومة العراقية». وتعرّضت عدة قواعد أميركية بينها «عين الأسد» في الأنبار وحرير في كردستان لهجمات في الأيام الماضية.