خفّضت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني «إس آند بي»، النظرة المستقبلية لتصنيف إسرائيل إلى سلبية، نظراً لانتشار مخاطر الحرب مع «حماس» على نطاق أوسع، ليصبح تأثيرها أكثر وضوحاً على اقتصاد إسرائيل مما كان متوقعاً، وأكدت الوكالة تصنيف إسرائيل عند -AA، وهي رابع أعلى درجة.

يأتي ذلك فيما وضعت وكالة موديز الأسبوع الماضي، تصنيف ديون إسرائيل قيد المراجعة لخفض التصنيف، ووضعت وكالة فيتش التصنيف الائتماني للبلاد تحت المراقبة السلبية، بسبب الصراع الحالي، وفقاً لما ذكرته «بلومبرغ»، واطلعت عليه «العربية. نت».

Ad

وكتب المحللان مكسيم ريبنيكوف وكارين فارتابيتوف: «يمكن أن تنتشر الحرب بين إسرائيل وحماس على نطاق أوسع أو تؤثر على التقييم الائتماني لإسرائيل بشكل أكثر سلبية مما نتوقع».

وتابعا: «نفترض حالياً أن الصراع سيظل متمركزاً في غزة، ولن يستمر أكثر من 3 إلى 6 أشهر».

وتتوقع وكالة ستاندرد آند بورز انكماش اقتصاد إسرائيل بنسبة 5% في الربع الرابع مقارنة بثلاثة أشهر سابقة، وسط اضطرابات تتعلق بالأمن وانخفاض النشاط التجاري، وفقاً لبيان صدر يوم الثلاثاء، نظراً لأن جلب الاحتياطي من الجنود، ووقف السياحة الأجنبية وصدمة الثقة الأوسع، ستضر أيضاً بالنمو الاقتصادي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.

وأكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، أمام منتدى للاستثمار في الرياض، أمس، أن الحرب المتواصلة منذ 19 يوماً بين إسرائيل و«حماس» بدأت تؤثر بشكل سلبي على اقتصادات الدول المجاورة في المنطقة.

وقالت جورجيفا أمام «مبادرة مستقبل الاستثمار» المنعقدة في العاصمة السعودية «إذا نظرت إلى الدول المجاورة - مصر ولبنان والأردن - فإن التأثير واضح بالفعل».

وتسلل مئات من مقاتلي حماس في السابع من أكتوبر إلى إسرائيل من غزة في هجوم غير مسبوق، أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل.

وردت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة أدى إلى مقتل 5791 فلسطينياً معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة.

وجاءت تصريحات جورجيفا غداة تحذير قادة في قطاع المصارف الدولي من أن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قد توجه ضربة قوية للاقتصاد العالمي. وقالت «ما نراه هو المزيد من التوتر في عالم يعاني القلق».

وأضافت: «لدينا دول تعتمد على السياحة، وعدم اليقين أمر قاتل لتدفق السياح».

وتابعت: «سيشعر المستثمرون بالتردد من الذهاب إلى ذلك المكان. تكلفة التأمين، في حال نقل بضائع، فسترتفع مخاطر وجود المزيد من اللاجئين في البلدان التي تستضيف أساساً الكثير».

أسعار الفائدة والنمو

وقالت جورجيفا، أمس، إن النمو العالمي بطيء بالفعل عند 3% وسيظل بطيئاً في السنوات المقبلة، في حين أن أسعار الفائدة المرتفعة ستشكل عائقاً إضافياً أمام النمو. وخلال حلقة نقاشية ضمن منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض، قالت جورجيفا، إن «التضخم لا يزال مرتفعاً وهذا يتطلب أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة، مما يثبط النمو بشكل أكبر».

وذكرت أن التعاون الدولي في عالم مفكك هو مفتاح النمو، مضيفة أن هذه المسألة «ذات أولوية قصوى»، وفقا لـ «رويترز».

وقالت «نراقب تكاليف هذا التفكك، فهي كبيرة جداً. تحدثنا في مناسبات عديدة عن انخفاض بنحو 12% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي. فقط تخيلوا ما يمكن للعالم القيام به إذا كان لديه 12 أو 13 أو 14 تريليون دولار إضافية».

وأكثر من 5000 شخص قاموا بالتسجيل لحضور منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودي.

وتحدث مسؤولون وخبراء عن قدرة السعودية على تحمل الصدمات وتمويل الإصلاحات.

وأطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل أعوام «رؤية 2030» التي تهدف إلى تنويع مصادر دخل السعودية وتخفيف ارتهان اقتصادها للوقود الأحفوري، من خلال تحويل السعودية إلى مركز سياحي وتجاري يضم العديد من المشاريع الضخمة، بما في ذلك مشروع نيوم المدينة المستقبلية التي تبلغ كُلفتها نحو 500 مليار دولار.

وقال ناصر التميمي، محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية «في السعودية نفسها، كل شيء سيمضي قدماً، والشركات في الدول الغربية والهند والصين لن تفوّت السوق السعوديّة».

وتابع لوكالة فرانس برس «نتحدث عن أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، وأكبر سوق للبناء في الشرق الأوسط»، مقللاً من احتمال تأثر السعودية بالحرب بين إسرائيل وحماس التي دخلت أسبوعها الثالث السبت الماضي.