«الفن الفلسطيني: المقاومة الثقافية» يستعرض مسيرة النضال
• المعرض تستضيفه «كاب» ويتضمن أعمالاً للفنان ناجي العلي
تحرص منصة الفن المعاصر (كاب) على مواكبة الأحداث والمناسبات بمختلف الفنون، لأن الفن هو انعكاس حقيقي وعميق للمتغيرات التي نشهدها في عالمنا، ومن هذا المنطلق تنظم «كاب» معرضين، هما: «الفن الفلسطيني: المقاومة الثقافية»، ومعرض «أصداء التقاليد: الكويت الحديثة في صور».
ويضم معرض «الفن الفلسطيني: المقاومة الثقافية» مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية من مجموعة «كاب»، التي تعكس تجارب الفلسطينيين، وتعبِّر عن أحلامهم وتطلعاتهم ومسيرتهم النضالية.
وتتراوح الأعمال الفنية بين اللوحات المصوَّرة، والمنحوتات، والصور الفوتوغرافية، وأعمال الوسائط المختلطة التي تم إنجازها استجابة لحالة العنف التي واجهها الفلسطينيون، إضافة إلى الكثير من الصدمات وحالات النزوح المستمرة.
ويتضمَّن المعرض أعمالاً للفنان ناجي العلي، والتي كانت بمنزلة تحية لأعماله وسيرته، كمناضل جعل من فنه سلاحاً حاول الكثيرون إسكاته، لكن دون أي نجاح يُذكر. وهي أعمال تمثل جانباً من ذاكرة فلسطين، ونضال الشعب الفلسطيني من أجل الاستقلال، الذي يحاول أن يلقي هذا المعرض الضوء عليه.
كما يتضمَّن المعرض أعمالاً للفنان عبدالوهاب العوضي، الذي كتب: «الكتابة عن القضية الفلسطينية تحتاج إلى الكثير من التفاصيل والزمن، لكن الخط والقلم يكثفان الأفكار، ويمنحانها اللون، ويطلقانها في فضاء الفن».
إسهام بسيط
من جانبه، أكد الفنان سعد الحمدان أن مشاركته في معرض غزة تُعد إسهاماً بسيطاً ومتواضعاً يأتي في إطار الوقوف مع الإنسانية، ومناصرة الشعب الفلسطيني، الذي يرزح تحت العذاب ونيران العدو الصهيوني، متمنياً في الوقت ذاته أن توصل هذه المشاركة مفهوم معاناة أهل غزة للعالم.
وأوضح الحمدان، في تصريح لـ «الجريدة»، أن مشاركته في المعرض جاءت بناءً على الأحداث الأخيرة التي يشهدها قطاع غزة، لافتاً إلى أن المعرض مستمر لمدة شهر كامل.
وقال إن معظم الأعمال الفنية التي شارك بها كانت مُعدة مسبقاً، على اعتبار أنه قارئ جيد للأحداث التي تقع يومياً من حصار وظلم لأهل القطاع، والاعتداءات المتكررة عليهم، فقرر خروج أعماله المختلفة للمشاركة في هذا المعرض.
وذكر الحمدان أنه شارك في المعرض بثلاثة أعمال فنية، أحدها عبارة عن سجن يدل على احتجاز الأطفال، وهو ما يعانيه بالفعل أطفال غزة، فيما العمل الثاني عبارة عن حذاء عسكري يتعامل مع الأطفال بطريقة وحشية، وأخيراً العمل الثالث، الذي يرمز إلى مجموعة من أحذية الأطفال المفقودين (ضحايا الحرب).
وأكد أن الفن كان ولايزال يؤدي رسالة سامية، بشرط أن تكون الأعمال الفنية تحتوي على مفهوم بسيط يستطيع غالبية الناس إدراكه، والتفاعل معه، وفي الوقت ذاته ينبغي ألا تكون هذه الأعمال موجهة مئة في المئة، أي يتخللها شيء من الرمزية والتجريد أحياناً، لكي تستطيع إظهار رؤية الفنان.
ولفت إلى أنه إذا نقل العمل الفني صورة الواقع كاملة بعيداً عن خيال الفنان، فلن يكون هناك دور أساسي للفنان، ولن يتم الاستمتاع بهذا العمل.
واشتمل المعرض على أعمال لفنانين، مثل: سامي محمد، وسعد حمدان، وتغريد درغوث، وخلدون شيشكلي، وحازم حرب، وأحمد أبوالعدس، ورضا آرامش.
الكويت الحديثة
أما معرض «أصداء التقاليد: الكويت الحديثة في صور»، فيقدِّم صوراً فوتوغرافية، ويتعمَّق في نسيج الحياة الكويتية، التي تتراوح بين المناظر الطبيعية، والثقافة، وشذرات من الحياة اليومية المعاصرة. وتُعد هذه المجموعة من الصور بمنزلة إعلان عن الاستكشاف الفني الذي يميز الكويت، حيث تحتفي بهويتها المتعددة الأوجه بين التقاليد والحداثة، من خلال عيون مجموعة من المصورين الكويتيين، وهم: وليد العثمان، وأحمد جمعة، ويوسف بوحمد، وعلي حيدر، وعذاري بوحمد.
ويهدف المعرض إلى تعزيز فهم أعمق لتراث الكويت، مع استكشاف القصص المعاصرة التي لا تزال تشكِّل مستقبله.
«الجريدة» التقت بعض المصورين المشاركين، حيث قال المصور وليد العثمان إنه بدأ في مجال التصوير عام 2013، بتصوير البورتريه، ومن ثم قام بالتنويع في أخذ اللقطات الفوتوغرافية. وذكر أنه أحب مجال التصوير، لتوثيق اللحظة، لافتاً إلى أن كل صورة تعطي إحساساً، وذوقاً، وتمثل ذكرى.
أما المصور أحمد جمعة، فأكد أنه مهتم بتوثيق التراث بشكل حديث، مشيراً إلى أنه شارك في المعرض بصور عن السفن، وأيضاً بصور تراثية. ولفت إلى أنه يقوم بالتصوير منذ عشر سنوات، وأنه هاوٍ، لكنه يمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال.
من جهتها، قالت المصورة عذاري بوحمد إن المعرض جاء متنوعاً في الصور، لأجواء المدينة، وحياة الناس. وذكرت أنها منذ مدة تقوم بالتصوير، لكنها منذ عام 2019 احترفت التصوير الفوتوغرافي.