بلاع الموس
وضعنا مثل بلاع الموس، فكل الاحتمالات، مهما تصورنا بعدها، واردة ويمكن أن تتحقق في أي لحظة مع استمرار الحرب الإجرامية على غزة، وقرب دخول القوات العسكرية الإسرائيلية للأنقاض الغزية.
الإعلامي تكر كارلسون، في لقاء له على «يوتيوب»، مع الكولونيل الأميركي المتقاعد دوغلاس ماكروغر، يعرض لنا صورة بالغة السواد لما قد يحدث في المنطقة والعالم، فسياسة بايدن خطيرة وغير حكيمة في تأييدها المطلق للمغامرة الإسرائيلية، ووزير خارجيته بلينكن لا يتحدث كدبلوماسي واعٍ وإنما كضابط عسكري متطرف، والجمهوريون يصبون الزيت على نيران هذه السياسة في المنطقة بدفعها نحو هاوية الدمار الإقليمي والعالمي، بتشجيعها هذه الإدارة الديموقراطية على ضرب إيران.
خارج لقاء تكر مانشيت، «فايننشال تايمز» بالأمس يورد خبر أميركا تحرك أساطيلها للمنطقة الآن قبل الغزو البري الإسرائيلي، تحسباً لأي تحرك إيراني لضرب قواعد أميركية في العراق وسورية.
وعودة للقاء ماكروغر، الذي يقدم نفسه كناصح لسلامة إسرائيل وأميركا، يقرر هذا أن الولايات المتحدة باحتمال حربها مع إيران وتدمير الأخيرة، فإن هذه ليست لعبة سهلة، فعسكرياً إيران متقدمة جداً في صناعة الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة أهدافها، ويمكن لهذه الصواريخ أن تضرب حيفا وتل أبيب، وأيضاً القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، وهذه المرة، وإذا ما هوجمت إيران فستضرب القواعد ذاتها وليس قربها، على نحو ما فعلت بالسابق (ربما يقصد رد إيران بقصف قاعدة أميركية بالعراق بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني).
اقتصادياً، في حالة مهاجمة إيران ستغلق الأخيرة مضيق هرمز الذي يمر به عشرون في المئة من نفط العالم، وسيكون تأثير ذلك كارثياً على دول أوروبا والعالم. أيضاً روسيا لن تقف متفرجة في حالة تدمير إيران، فهناك احتمال تدخلها المباشر.
ويضيف الضابط الأميركي أن الحكمة غابت عن الأميركان في رفضهم وساطة الرئيس أردوغان لوقف الحرب والتوسط بين «حماس» وإسرائيل، وهناك تصور بأن تركيا، وهي تملك أقوى جيش في الدول الإسلامية، قد تندفع للدخول في سورية التي لن تمانع لمواجهة إسرائيل.
تحليلات اللقاء السابق قد يكون مبالغاً فيها، ولكنها محتملة وخطرها وارد. ماذا عنا في الكويت مع القاعدة العسكرية الأميركية هنا؟ الإجابة هي أننا في وضع بلاع الموس... لا يمكن أن نقول للأميركان مع السلامة، وأيضاً لا نستبعد رد الفعل بضرب القاعدة، وضرب أماكن حيوية هنا، إذا وجدت إيران نفسها اليوم في صراع وجود لا مسألة حدود... ما العمل؟ وما هي استعدادات الدولة للاحتمالات القادمة...؟ لا ندري... وكالعادة شيوخنا أبخص!