تواصل الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية أنشطتها، بمناسبة مرور 55 عاماً على تأسيسها. ومن هذا المنطلق نظمت الجمعية المعرض الجماعي الثاني بعنوان «مفاهيم لونية معاصرة» لمجموعة من الفنانات، اللاتي نفذن أعمالهن في ورش الجمعية، وهن: مي النوري، وجميلة جوهر، وتهاني الخرافي، وآثار الأنصاري، وهاجر المطيري.
وبهذه المناسبة، قال رئيس الجمعية عبدالرسول سلمان إن الجمعية تحتفل بمناسبة مرور 55 عاماً على تأسيسها، وإن لديهم مجموعة من المعارض والأنشطة والفعاليات والأمسيات الثقافية، سواء محلية أو عربية، أو على المستوى الدولي.
وذكر سلمان أن من أهداف الجمعية الاهتمام بالجيل الجديد، وتبنى الأفكار الجديدة، والابتعاد عن التكرار والتقليد. وأضاف أن الأعمال الفنية لمجموعة من الفنانين تم إنتاجها في ورش نُظمت بالجمعية، وكان نتاج الورشة تقريباً 350 عملاً فنياً، مبيناً أنه في كل يوم أربعاء ستنظم الجمعية معرضاً لمجموعة جديدة تشمل خمسة فنانين، وكل فنان سيشارك بستة أعمال تتضمن مفاهيم لونية مختلفة.
أعمال المشاركات
تميزت أعمال الفنانة آثار الأنصاري بألوان بهيجة وتدرجات فيها من الخيال والرموز التي تنساب من خلال أفكارها بسيل من المضامين التراثية بأسلوب متناسق ومتلائم قائم على الخطوط والأشكال والألوان، مع تأكيدها على البناء الجمالي، وهي تحتفظ في داخلها بتلك الطاقة التي تجعل من النسيج اللوني وعناصر الإيقاع حركة دائمة.
أما الفنانة تهاني الخرافي، فاتسمت أعمالها بمساحاتها الزرقاء والخضراء المتنوعة، وهي معادلات لتعبيرات انفعالية داخلية تتصادم مع مظاهرها الخارجية، وكأنها بهذا التوليف أكثر صدقاً، حيث نجد فيها شاعرية كبيرة وتلقائية رقيقة تبدو لنا أكثر حيوية وتعبيرية.
وتستوحي الفنانة جميلة جوهر ألوانها من الطبيعة والبيئة الدافئة في الكويت، وتتمتع بقيم جمالية في تشكيلاتها اللونية الصفراء والخضراء والزرقاء التي تعكس أحاسيسها بالرقة والدقة في آن واحد، وتتعامل مع العناصر اللونية، حيث تجعلنا نستشعر الحُب والجمال والأمان.
فيما تميزت لوحات الفنانة مي النوري بحالة من التعبير اللوني المبني على إبراز شكل الأشياء، كما تراها في عالمها الخاص، فهي تعبِّر عن الألوان الزرقاء والخضراء وغيرها بتدرجاتها عن موضوعات معيّنة، وتعكس فكرة دون أن تلجأ إلى الأشكال في أكثر الأحيان، وتكتفي بالمساحات اللونية المتنوعة المجردة التي تتمكن من وحدتها وتماسكها.
أما الفنانة هاجر المطيري فلديها اهتمام شديد باللون، وتنوعه يضيف إلى تخيلاتها وأحلامها وأحاسيسها النافذة إلى أعماق إدراكاتها الذاتية ذات المتعة الجمالية بينها وبين عملها الفني، وتحدث تجاوباً مباشراً وإدراكاً فورياً مع مساحات الألوان في مجموعاتها التجريدية بلحظات لونية تأخذنا إلى عالم الخيال، بما يؤكد قناعتها رغم انشغالاتها بالحياة وأسرتها.