الطاولة الصهيونية والماسونية يجتمع حولها زمرة لا مبدأ لهم ولا إنسانية، يمثلون دولاً عالمية، لكنها مجرد براثن أجساد بلا آدمية، ودمى تتشكل بواجهات أحذية لتصدر بياناتها الاستفزازية وشعاراتها العنصرية ومواساتها للصهيونية والكلاب المهجنة التي تنطق العبرية بالعربية، ويتسابقون على رسم السيناريوهات بالأقدمية.
هذا ما يحدث في اجتماعات دول تدعي العالمية، في حين هناك من يصمت رغم الحقيقة واستمرار الانهزامية ليقفوا أمام جدار الصدمة والصمت ويتحدثوا العربية رغم أنهم بلا عروبة ولا قومية، فيزداد الضحايا والقتلى والمجازر التي يبلغ صدى صرخات استغاثتهم عنان السماء لتدوي معها بكاء طفل فقد أسرته بين الركام والنيران التي التهمت أجساداً طاهرة نال أصحابها الشهادة.
أطفال يبكون من قهر صمت الغالبية رغم صرخات الاستغاثة من عدوان الصهاينة أعداء الأمة العربية والإسلامية:
يقول الشاعر محمود طه:
أخي جاوز الظالمون المدى
فحقَّ الجهادُ وحقَّ الفدا
أنتركهُمْ يغصبونَ العُروبةَ
مجد الأبوَّةِ والســـؤددا؟
أخي أيها العربيُّ الأبيُّ
أرى اليوم موعدنا لا الغـدا
أخي أقبل الشرقُ في أمــةٍ
تردُّ الضلال وتُحيي الهُـدى
أخي إنّ في القدسِ أختاً لنا
أعدَّ لها الذابحون المُدى
أخي قُمْ إلى قبلة المشرقيْن
لنحمي الكنيسة والمسجـدا
فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ
فإما الحياة وإما الرَّدى.
إن الحزن والأسى أصبحا وشاحا يرتديهما الأشراف على الأحداث في غزة واستمرار المجازر التي تصدرتها شاشات الصهيونية ومن يناصرها، في حين هناك من يقف متفرجا وخانعا وخائفا من نصرة الشعب الفلسطيني حتى لو بكلمة سوى تبريرات ووقاحة في إصدار البيانات التي تكشف ما تخفيه الأقنعة التي تسعى جاهدة لكسب ود ورضا الصهاينة المحتلين. فالقضية ليست قضيتهم بعد أن انعدمت الإنسانية والمواقف البطولية، لكن الأمل معقود على الشعوب التي لا تخنع للزعامات الوهمية، فالخروج باستمرار في الساحات لدعم الأشقاء والأحباء والإخوة في أرض المقدس واجب على الأحياء لا الدمى الذين بلا حياء، ويجب التصدي لمن يسوّقون للتهجير وتحويل غزة إلى مستوطنة جديدة للصهيونية، فمهما عملوا وحاولوا وهددوا وحاربوا فلن تثني آلاتهم الأحرار ولن تمسح تاريخ الأشراف والثوار، وستعود يوما أرض المقدس، وستتحرر فلسطين من براثن الصهاينة.
آخر السطر:
لن يمسحوا الهوية الفلسطينية وستبقى القدس حاضرة وسيأتي اليوم الموعود.