بقايا خيال: الكويت «الجوهرة» حقيقة سادت ثم بادت!!
كانت جامعة الكويت الأولى في منطقة الخليج، عندما تأسست في منتصف الستينيات، بعد أن جلبت كادرها التدريسي من فطاحل العلماء العرب والأجانب، حينها كانت جامعتنا توزع المنح والبعثات الدراسية المجانية لكل أبناء الدول الإسلامية، لتعريف دول العالم بقدراتها العلمية، وبالفعل تحقق مرادها، فتهافتت عليها أعرق جامعات العالم لتمنحها الاعتراف بمكانتها العلمية، واليوم شاخت جامعة الكويت وأهمل هذا الصرح العلمي ولم يعد الأفضل، حتى محلياً، بعد أن تصدر الصفوف الأمامية جامعات خليجية عديدة.
في عام 1969 كان هناك دكتورة في قسم اللغة الإنكليزية بجامعة الكويت يبدو عليها بقايا جمال ساد ثم باد، بعد أن قاربت الخمسين، فأهملها الرجال وتجاهلوها، فتحاملت على الذكور، وقال زملاؤها إنها كانت جميلة في ريعان شبابها، ولهذا تقدم لها الخطاب، لكنها رفضتهم لرغبتها في مواصلة التحصيل العلمي بالخارج، خصوصاً أن المتقدمين لها لم يمتلكوا الفرس ولا مواصفات الفارس، وشيئاً فشيئاً تساقطت أوراق الجمال مع تقدم العمر، وتقلص خلاله المتقدمون، فتحاملت على الرجال، فكانت تبدي تحدياً صارخاً معنا «كرجال»، فتلقي علينا أسئلة لا يعرف أجوبتها إلا الضليع في الأدب الإنكليزي، ورغم ذلك كانت تسألنا بالإنكليزي قائلة: أجيبوا عن السؤال يا رجال، أو: (Answer this question، if you are really men) ولولا معرفتنا بحديث بعض الأساتذة حول شخصيتها وأسباب كرهها لجنس الرجال، ووقوع مصير مستقبلنا الدراسي بين يديها، لكان لنا موقف آخر من هذه المجنونة.
قبل أيام وصلني فيديو صور داخل «سكراب» لأغلى السيارات في العالم مثل الرولز رويس والبوغاتي بأنواعها والبنتلي وغيرها من السيارات الباهظة الثمن، التي لا يمتلكها إلا المليونيرية، هذه السيارات تكدست في السكراب بعد أن تهشمت جوانبها بفعل حوادث مرورية، فصارت كالمرأة المعلقة ما بين السماء والأرض، فلا هي بالزوجة ولا المطلقة ولا بالأرملة، ولا أحد يستطيع أن يشتريها لارتفاع ثمن إصلاحها، ناهيك عن ثمن شرائها وصعوبة عودتها إلى رفاهيتها السابقة، ولهذا غاب «الشرَّاي».
وزارة الإعلام الحكومية لم تغير من نمطية برامجها وأسلوبها في التعامل مع مستمعيها ومشاهديها، ولهذا تحتاج إلى ثورة في إداراتها وانقلاب في عقلياتهم، لأنه في الوقت الذي تقدمت فيه بمشروع قانون تنظيم الإعلام، كانت أجهزتها المرئية والمسموعة تتحدث عن حرية التعبير والديموقراطية وعن الافتخار بدستور دولة الكويت، وكأن مسؤولي الإعلام أنفسهم لا يعرفون أن مشروعها (قانون تنظيم الإعلام) يعد تدميراً للإعلام بمختلف وسائله، وخنجراً مسموماً بقلب الدستور ورصاصة انشطارية برأس حرية التعبير.
وزارة الإعلام عندنا تذكرنا بالفتاة التي صارت فجأة في غاية الجمال بعد عمليات تجميل، فتزوجت، ثم تطلقت بعد ليلة الدخلة لظهور الحقيقة المرة للعريس وانكشاف واقعها «الأقشر».
فالوزارة تعتقد أنها ما زالت تعيش في الزمن الجميل حينما كانت الكويت درة الخليج، ولا يريدون الاقتناع بأن كل دول الخليج تخطوها في كل المجالات العمرانية والتعليمية والصحية والاقتصادية وحتى الجوانب السياسية.
كثيراً ما شاهدنا أفلام عالم الحيوان، وكيف يواصل القطيع مسيره تاركاً وراءه أحد أفراده بسبب المرض والضعف، ليكون فريسة سهلة للوحوش المفترسة، هذا إن كانت الفريسة «تسوى». منذ عقود ونحن نسمع حكايات وإشاعات كثيرة عن أطماع بالكويت على ألسن مسؤولي دول مجاورة، أما اليوم فلا أعتقد أن أي دولة من الدول المحيطة التي تطورت كثيراً عن الكويت لا تزال تحتفظ في ذهنها بفكرة الطمع في بلد مريض بسبب سوء إدارة حكومتنا، وانتشار الفساد في مؤسساتها.