مناورات إيرانية... وبايدن يدرس الرد على خامنئي
• عبد اللهيان: قادة «حماس» مستعدون لإطلاق الرهائن المدنيين وتسليمهم لطهران
لا يزال مجلس الأمن الدولي في حالة شلل، عاجزاً عن إصدار أي قرار بشأن حرب غزة التي أنهت يومها العشرين، بسبب حالة الاستقطاب الدولية الحادة، في وقت تواصل آلة الحرب الإسرائيلية المتوحشة حصد حياة مئات المدنيين الفلسطينيين يومياً، في تحرك انتقامي وعقاب جماعي، رداً على هجوم حركة حماس المباغت في 7 أكتوبر الذي أسفر عن قتل نحو 1400 إسرائيلي وأسر نحو 250.
وبرزت أمس دعوة عربية لوقف فوري لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني، وجهتها كل من الكويت ومصر والأردن والإمارات والسعودية والبحرين وعُمان وقطر والمغرب.
ورفض بيان مشترك وقعته الدول التسع «أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة»، مديناً «استهداف المدنيين والعنف والإرهاب والتهجير القسري والعقاب الجماعي».
وبعد المعلومات عن تأجيل إسرائيلي «مفتوح» للاجتياح البري لقطاع غزة، توغلت قوات برية إسرائيلية ليل الأربعاء ـ الخميس في شمال القطاع لمهاجمة مواقع «حماس» في عملية وصفت بـ «الكبيرة نسبياً»، في حين أوردت تقارير خطة لخنق الأنفاق تحت غزة بغاز الأعصاب.
وفي تطور سياسي وأمني، التقى مسؤولون من «حماس» وإيران في موسكو، أمس، لإجراء محادثات مع مسؤولين روس حول أزمة الرهائن وتوسيع الحرب في المنطقة، بالتزامن مع بدء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان زيارة مفاجئة للولايات المتحدة، لبحث الأزمة التي تهدد بانفجار مواجهة إقليمية واسعة قد تستدعي تدخلاً عسكرياً أميركياً مباشراً لمساندة تل أبيب.
وتأتي زيارة الوزير الإيراني بعد ساعات من تهديد الرئيس الأميركي جو بايدن للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بالرد على الهجمات التي يقوم بها وكلاء إيران في العراق وسورية ضد القواعد الأميركية. رغم ذلك، لم تستبعد مصادر إيرانية أن يلتقي عبداللهيان على هامش مشاركته في اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة، مسؤولين أميركيين في محاولة لمنع تحول الحرب في غزة إلى حريق إقليمي واسع.
وكان الرئيس بايدن دعا المنطقة إلى الاستعداد لما بعد الحرب، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز: «لن تكون هناك عودة إلى الوضع الراهن كما كان في 6 أكتوبر، هذا يعني ضمان عدم قدرة حماس على إرهاب إسرائيل واستخدام المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية، ويعني أيضاً أنه عندما تنتهي هذه الأزمة، يجب أن تكون هناك رؤية لما سيأتي بعد ذلك، ومن وجهة نظرنا يجب أن يكون حل قائم على وجود الدولتين».
ووسط استمرار الهجمات على القوات الأميركية في سورية والعراق، تدرس الإدارة الأميركية كيفية الرد على إيران ووكلائها، بعد أن وجه الرئيس بايدن تحذيراً مباشراً إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وبينما أعلن جيش إيران إجراءه اليوم مناورات عسكرية شاملة في البر والبحر والجو، كشف وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان عن اقتراح تقوم بموجبه حركة حماس بتسليم طهران الرهائن المدنيين الأجانب الذين تحتجزهم في قطاع غزة.
ومع تصاعد الحديث عن ترتيبات خاصة بغزة تتضمن دوراً مصرياً، نفى مصدر رسمى مصري «الادعاءات بنشر قوات بريطانية بين مصر وقطاع غزة»، في وقت أفادت «حماس» بأن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالاً مع رئيس المخابرات المصرية الوزير عباس كامل لبحث التطورات وجهود القاهرة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإغاثية للقطاع.
وأثار نتنياهو جدلاً بسبب استحضاره «نبوءة أشعياء» التوراتية التي تتحدث عن معركة كبيرة بين إسرائيل وخصومها، يؤمن البعض بأنها معركة نهاية العالم. كذلك لم يستبعد الوزير في حكومة الطوارئ بيني غانتس اغتيال قيادة «حماس» الذين يقيمون بين قطر وتركيا ولبنان.
وفي تفاصيل الخبر:
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، نقلا عن مسؤولين، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يدرس ضرب وكلاء إيران الذين هاجموا القوات الأميركية في العراق وسورية.
وقالت الصحيفة، في تقرير، إنه مع قيام الإدارة الأميركية بتعزيز قوتها القتالية ومعداتها الدفاعية في الشرق الأوسط وإجراءات الأمن حول قواعدها، ناشد الجمهوريون في «الكونغرس»، بايدن الرد على الهجمات، وانضم إليهم الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، الذي منحه منصبه الأخير، كرئيس للقيادة الوسطى الأميركية بالمنطقة، نظرةً مباشرة على دعم إيران للميليشيات في الشرق الأوسط.
وقال فوتيل خلال حلقة نقاش عبر الإنترنت، إن الولايات المتحدة «سمحت مع الأسف بأن تصبح الهجمات قاعدة إلى حد ما، من خلال عدم الرد عليها». وتابع: «سيتعين علينا القيام بذلك. أعتقد أننا وصلنا إلى النقطة التي ينبغي لنا أن نفعل ذلك».
وكان بايدن قد وجّه تحذيراً مباشراً للمرشد الإيراني، علي خامنئي، أمس الأول، قائلاً، إنه «إذا استمرت طهران في التحرك ضد القوات الأميركية، فسوف نرد، ويجب أن يكون (خامنئي) مستعداً، وهذا ليس له علاقة بإسرائيل».
وأعلنت «البنتاغون» أن قوات للولايات المتحدة وللحلفاء في العراق وسورية، استُهدفت 13 مرة على الأقل الأسبوع الماضي بمسيّرات وصواريخ. وذكرت أن 21 عنصراً في الجيش الأميركي أصيبوا بهذه الهجمات.
وهناك احتمال كبير بأن يتدهور الوضع، خصوصاً في حال تسببت مسيّرة أو صاروخ في مقتل عناصر أميركيين.
وهددت عدة فصائل مسلحة مقرّبة من إيران، بمهاجمة مصالح أميركية، على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر الجاري.
وللولايات المتحدة نحو 900 جندي في سورية و2500 في العراق، في إطار جهودها لمكافحة تنظيم داعش.
وقال المدير البارز بمركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، برادلي بومان، إنه «مع الهجمات الأخيرة بالوكالة، تختبر إيران الولايات المتحدة وتبحث عن نقاط الضعف».
وأضاف: «من وجهة نظر طهران، ليس هناك جانب سلبي للقيام بذلك، حيث تقول الولايات المتحدة، إنها تريد تجنّب حرب إقليمية واسعة النطاق».
واعتبر بومان أن «أحد الأساليب المعقولة، قد يكون شنّ غارات جوية على وجه التحديد على الميليشيات في سورية فقط، لمنع المسؤولين الإيرانيين من تهييج السياسة الداخلية للعراق ضد الولايات المتحدة».
وتابع: «الهدف (من الرد على هذه الهجمات) هو منع مشكلة أصغر من أن تصبح أكبر. لا يمكننا أن نسمح بهجمات مجانية على قواتنا».
إلى ذلك، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن المئات من مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي تدربوا في إيران خلال الأسابيع التي سبقت هجمات 7 أكتوبر. وكان من المقرر أن يكتسب 500 عنصر من قوات الكوماندوز مهارات قتالية خاصة هناك، تحت إشراف ضباط «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري، وفقاً لمصدر استخباراتي. وتأتي هذه المعلومات على خلفية مزاعم لواشنطن بأنه لا يوجد أي دليل أو مؤشر يربط علاقة مباشرة لإيران لهجوم 7 أكتوبر. ونفى موقع نورنيوز، المقرب لمجلس الأمن القومي الإيراني، صحة التقرير وكتب: «المقاومة الفلسطينية حركة مستقلة، وعلى مرّ السنين طورت نضالها وقدراتها الذاتية».