أحمد عبدالمحسن المطير درس «هندسة البترول» في أميركا وتخرَّج عام 1963
نتناول اليوم في مقالنا طالباً آخر من طلبة الكويت الذين سافروا مبكراً للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية وعادوا إلى الكويت ومعهم شهادات جامعية ساعدتهم على المساهمة الفعَّالة في تطوير البلد بجميع المجالات.
المهندس أحمد عبدالمحسن المطير، رحمه الله تعالى، وُلد في فريج شاوي اظبية بالحي القبلي بمدينة الكويت عام 1940. درس في المدرسة القبلية، وأنهى جميع مراحلها، ثم درس في المدرسة المباركية، وانتقل بعدها إلى ثانوية الشويخ، وتخرج فيها عام 1957. بعدها تقدَّم بطلب إلى دائرة المعارف (وزارة التربية حالياً) للدراسة في أميركا، وفعلاً تم قبوله في البعثة لدراسة الهندسة.
أخبرني، رحمه الله، في لقاء معه بديوان أسرة الحوطي بالشامية بتاريخ 11 يناير 2011 أن البعثة تكوَّنت من عدة طلبة، هم: عبدالرزاق محمد ملا حسين، وفوزي مساعد الصالح، وعبدالعزيز سلطان بن عيسى، وعبدالله الدخيل الرشيد، وعبدالواحد محمد عقيل، وعبدالرحمن خالد الغنيم، وعبدالله محمد علي. وفي أغسطس 1957، سافر هؤلاء الطلبة معاً بالطائرة من الكويت إلى بيروت، ثم إلى لندن، ثم نيويورك، ثم إلى سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا.
وقال لي إن السيد بول غيل (Paul Gill) استقبلهم في المطار، ورافقهم إلى مدينة بيركلي، التي تبعُد ساعة من مطار سان فرانسيسكو. وفي تلك المدينة، درس الطلبة الكويتيون اللغة الإنكليزية لمدة شهرين فقط، ثم تفرَّقوا في مجموعات، كل مجموعة من طالبين، وتوجهت كل مجموعة إلى جامعة مختلفة. وكان نصيب المهندس أحمد المطير أن يكون مع زميله عبدالرزاق ملا حسين ويدرسا في كلية بيكرزفيلد كوليج في كاليفورنيا.
انتقل المطير بعد مُضيّ سنتين إلى جامعة تالسا (University of Tulsa) بولاية أوكلاهوما، وأكمل دراسته فيها، حتى تخرَّج بتخصص هندسة البترول عام 1963.
وفي الكويت، انخرط المهندس الكويتي في العمل بمجال النفط، الذي قضى فيه أكثر من 35 عاماً، حيث بدأ كمهندس بترول بشركة نفط الكويت، ثم انتقل إلى مكتب شؤون النفط، وهو مكتب حكومي كان موقعه في مدينة الأحمدي، ومسؤوليته الإشراف على العمليات النفطية في البلاد. وبعد ضم قطاع النفط إلى وزارة المالية، عُيِّن مراقباً للشؤون الاقتصادية بقطاع النفط في وزارة المالية، وتم اختياره عضواً في مجلس إدارة شركة البترول الوطنية. وفي بداية عام 1972، تم تعيينه رئيساً لمجلس إدارة شركة البترول، خلفاً للدكتور محمد الشمالي، ومن قبله السيد أحمد عمر عاصم، وقد استمر في وظيفته هذه إلى عام 1998 عندما تقاعد في أغسطس.
أخبرني، رحمه الله، بأن شركة البترول الوطنية كانت في بدايتها شركة مشتركة بين القطاع الخاص (40 في المئة)، والقطاع الحكومي، وأن أعضاء مجلس الإدارة، وعددهم 10، كان 6 منهم تعينهم الحكومة، و4 ينتخبون من قِبل مجلس الإدارة.
توفي، رحمه الله تعالى، في ديسمبر 2020، وقالت عنه جريدة القبس في رثائها له: «ودَّعت الكويت أحد أبرز القياديين النفطيين في تاريخها، العم أحمد عبدالمحسن المطير، الذي كان أحد مؤسسي شركة البترول الوطنية ورئيس مجلس إدارتها، حيث شهدت هذه الفترة قفزات في مجال تطوير الصناعات النفطية، وجرى تطوير مصافي الشعيبة والأحمدي وتوسّع إنتاجها أكثر من 3 أضعاف عن السابق، بفضل سياسته ومتابعته وإشرافه المباشر».