فيما أعربت عن قلقها من أنّ «جرائم حرب» قد تكون ترتكب في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، حذّرت الأمم المتحدة اليوم الجمعة من أنّ العديد من الأشخاص سيموتون قريباً جراء الحصار المحكم الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني الجمعة «سيموت العديد من الأشخاص قريباً جراء تداعيات الحصار المفروض على قطاع غزة»، مضيفاً أن «الخدمات الأساسية تنهار والأدوية تنفد والمواد الغذائية والمياه تنفد، بدأت شوارع غزة تفيض بمياه الصرف الصحي».

وشدّد فيليب لازاريني على أنّ غزة بحاجة ماسّة إلى مساعدات إنسانية «متواصلة وتحدث فرقاً»، مؤكداً مقتل 57 من موظفي الوكالة في القطاع منذ اندلاع الحرب.

Ad


أول وفد طبي أجنبي

في السياق، دخل وفد طبي مكوّن من 10 أطباء أجانب اليوم الجمعة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر، وذلك للمرة الأولى منذ شن الحرب الإسرائيلية.

وقال مصدر فلسطيني في معبر رفح لوكالة أنباء «شينخوا» إن الوفد الطبي من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا والدنمارك وسويسرا، وسيقدم خدمات طبية مجانية للمصابين في قطاع غزة، ويضم أطباء من مختلف التخصصات الطبية، بما في ذلك الجراحة والباطنة والطب النفسي.

ارتفاع عدد الشهداء.. وعملية برية

في حين أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة، عصر اليوم الجمعة، ارتفاع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 21 يوماً على القطاع المحاصر، إلى 7326 شهيداً، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته البرية نفذت خلال الليل «عملية محددة الهدف في وسط قطاع غزة» بدعم من «طائرات مقاتلة ومسيرات» على أهداف لحركة حماس.

وأفاد جيش الاحتلال في بيان أن الجنود خرجوا بعد ذلك من القطاع بدون تكبد إصابات.

وبموازاة هذه العملية البرية، جرى قصف أهداف «لمنظمة حماس» في وسط القطاع و«على امتداده»، بحسب البيان.

وجاء في البيان أنه تم تدمير منصات لإطلاق الصواريخ ومراكز قيادة لحماس كما تم قتل عدد من عناصر الحركة.

وكان الجيش أعلن الخميس تنفيذ عملية برية «محددة الهدف» بدبابات خلال الليل في شمال قطاع غزة.

تظاهرات في نيويورك

وشهدت شوارع نيويورك الأميركية تظاهرات مؤيدة وداعمة للحق الفلسطيني، منددة في الوقت نفسه بالمجازر التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية.

إنزال بحري

إلى ذلك، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم الجمعة، التصدي لعملية إنزال بحرية لقوات إسرائيلية على شاطئ بحر رفح جنوب قطاع غزة.

وقال بلاغ عسكري صادر عن الكتائب «حاول العدو فجر اليوم القيام بعملية إبرارٍ على شاطئ رفح جنوب القطاع، حيث تم اكتشاف المحاولة من قبل مجاهدينا والتصدي لها والاشتباك مع العدو».

وأضاف البلاغ أن الاشتباك «استدعى تدخل سلاح الجو الإسرائيلي الذي أنقذ القوة، ففرت باتجاه البحر تاركةً خلفها كمية من الذخائر» دون المزيد من التفاصيل.

ولم يصدر تعقيب من الجيش الإسرائيلي بشأن هذا الإعلان.

تظاهرات في الأردن

شارك أكثر من خمسة آلاف شخص الجمعة في تظاهرة في عمّان مطالبين بإلغاء معاهدة السلام التي وقعها الأردن مع إسرائيل عام 1994، تضامناً مع الفلسطينيين وتنديداً بتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

وانطلقت التظاهرة من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان وسط تواجد أمني كثيف، على ما أفاد مراسلو فرانس برس.

وحمل متظاهرون أعلاماً فلسطينية وأردنية وهتفوا «وادي عربة مش سلام، وادي عربة استسلام»، في اشارة إلى اتفاق السلام الذي تصادف الخميس الذكرى الـ29 لتوقيعه، و«يا أميركا لمي كلابك، ابن غزة ما يهابك».

وشارك نحو ألفي شخص بتظاهرة مماثلة في الزرقاء (23 كلم شرق عمان)، والمئات في تظاهرات في المفرق (75 كلم شمال) والسلط (30 كلم غرب) والكرك (118 كلم جنوب) والطفيلة (180 كلم جنوب) والعقبة (325 كلم جنوب).

ويُشارك الأردنيون بفعاليات تضامنية مع غزة بشكل شبه يومي منذ السابع من أكتوبر.

حزب الله

في السياق، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، إن عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس» في السابع من أكتوبر الحالي هي خسارة محققة لإسرائيل.

وأضاف قاسم خلال استقباله وفداً نيابياً إيرانياً أن «طوفان الأقصى» خسارة كبيرة محققة للعدو الإسرائيلي وأصبحت من ثوابت التاريخ، ولا يُمكن أن ينتصر هذا العدو بالمجازر ضد المدنيين، وهو أجبن وأضعف من أن ينتصر في الميدان في مواجهة أبطال فلسطين.

جاء حديث قاسم خلال لقائه الموفد النيابي الإيراني الذي يضم نائب رئيس اللجنة السياسية الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي إبراهيم عزيزي ووفد من النواب، بحضور سفير الجمهورية الإيرانية في بيروت مجتبى أمان، بحسب بيان صادر عن العلاقات الإعلامية التابعة لـ «حزب الله» اليوم الجمعة.

وقال قاسم «نشكر دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخامنئي، وحركتها الدبلوماسية والسياسية والشعبية، فضلاً عن دعمها للمقاومة بكل أشكال الدعم».