ضمن موسمه الحادي عشر، أقام الملتقى الثقافي أمسية بعنوان «البودكاست والإعلام الجديد»، تحدَّث فيها فيصل العقل، وطلال الياقوت، وبسام البسام، وبحضور عدد من رواد الملتقى والمهتمين بالشأن الثقافي، وجمع من الأدباء والأكاديميين.
في البداية، قال مؤسس ومدير الملتقى الأديب طالب الرفاعي: «الإعلام هو لغة العصر، فهو القوة الناعمة، وهو الذي يحارب قبل الجيوش العسكرية، لذا أنا سعيد باستضافة الملتقى لوجوه إعلامية معروفة، وعلى رأسهم الزميل طلال الياقوت».
وذكر الرفاعي أن الياقوت ليس إعلامياً فقط، لكنه صانع إعلام متحرك، ودائماً يقدِّم أفكاراً فعَّالة، مضيفاً: «نحن سعداء أيضاً، أن نلتقي جيلاً بات يشكِّل بصمة كويتية في الإعلام المحلي والعربي، هم من صُناع الإعلام الجديد عبر البودكاست. الزميل فيصل العقل صاحب بودكاست (بدون ورق)، وهو تدوين وبث صوتي ومرئي، يقدِّم من خلاله مادة غنية ولافتة عبارة عن لقاءات متجددة مع مفكرين ومثقفين وإعلاميين وسياسيين واقتصاديين، والبسام مهمته إعداد الحوارات، والتنسيق مع الضيوف».
وطرح الرفاعي عدة تساؤلات للضيوف عن ماهية البودكاست، وأهدافه، وسبب توجه العقل إلى هذا المجال، والجمهور المتابع لبودكاست «بدون ورق» في الكويت وخارجها.
من جهته، قال فيصل العقل: «أتشرَّف بأن أكون بين هذه النخبة الثقافية»، ووصف نفسه بأنه «متطفل» على الإعلام، وأنه لا ينتمي للمدرسة الإعلامية التقليدية، لافتاً إلى أنه درس الصيدلة، لذا قابلته مشكلة في إدارة الحوارات لتكون باللغة العربية، دون استخدام مفردات باللغة الإنكليزية، حيث إنه درس جميع مراحله الدراسية بمدرسة إنكليزية.
وتحدَّث العقل عن بدايته في العمل، لافتاً إلى أنه اتجه إلى إنتاج المحتوى الفني، وأسس شركة إنتاج فني، وقام بإنتاج المسلسلات، ومن ثم بدأ بالتعاون مع المُعدة منيرة الشريفي، ليُطلقا «البودكاست»، ويأخذ البرنامج مسمى «بدون ورق»، الذي يعتمد على الصدق والعفوية والبساطة.
وأكد أهمية وجود مُحاور يُدير الحديث مع ضيوف البودكاست بطريقة غير تقليدية، مبيناً أنه وقع اختيارهم للمجموعة الوطنية للصناعات الإبداعية (نسيج) في صبحان، لتكون مكاناً لانطلاقتهم.
وأوضح العقل أنه كان مهماً بالنسبة لهم في بدايتهم تحديد نوع الجمهور الذي يريدون التوجه إليهم، وأن أولى حلقاتهم جاءت خلال جائحة كورونا.
من ناحيته، أعرب الإعلامي طلال الياقوت عن اعتزازه بوجوده في الملتقى الثقافي، وقال إن البعض لا يعلم تكلفة الإعلام الخاص الباهظة جداً، وأن حصوله على مزايدة إذاعة «88.8» يكلف سنوياً مليون دينار، وهذا ما يضع الإعلام الخاص أمام تحدٍّ ومسؤولية كبيرة في تأكيد حضوره وقدرته على إدارة عمله بحرفية عالية تضمن له تغطية مصاريفه.
وأكد أنه مسرور بالشباب الكويتي الطموح الذي اقتحم مجال الإعلام الرقمي، متمثلاً بالبودكاست، ضمنهم الشاب المجتهد والنشط فيصل العقل، والمُعدة منيرة الشريفي، وكذلك بسام البسام.
وأوضح أن الإعلام الخاص يخضع لقانون المرئي والمسموع، وأنه واجه عشرات القضايا، لكنه يفضِّل أن يُدير عمله بسوية إعلامية عالية بعيداً عن بهرجة الشكوى.
وشدد الياقوت على أن أهم ما يجب أن يراقبه البودكاست هو الوقت، فليس الجميع مستعدين للإنصات لمدة تتجاوز الساعة، مع ضرورة أن يكون البودكاست متجدداً وجاداً في اختيار ضيوف ومواضيع تجذب المستمع، مؤكداً أن الإعلام التقليدي سيبقى إلى جانب الإعلام الجديد والرقمي، بما يخلق منافسة لمصلحة الجمهور المستمع والمشاهد.
نخبة النخبة
من جانبه، تحدَّث بسام البسام عن دور «البودكاست» في صناعة المحتوى والإعلام الحديث، وسبب توجههم إلى إنتاج البودكاست السياسي، كونه يقدم أريحية للضيف ومجالاً لسرد الأحداث بشكل أكبر من البرامج الرسمية، بعيداً عن صخب الاستديو، وكذلك نقل تجارب وخبرات الضيوف الشخصية بشكل أكبر.
ولفت إلى تزامن التجربة مع انتخابات 2020، ما زاد من الإقبال على الاستماع للبودكاست، و«أعتقد أن البودكاست سيكبر ويتوسع خلال الأيام المقبلة، كونه في حوار صادق وسلس مع نخبة من المهتمين بمختلف نواحي الفكر والسياسة والاقتصاد، فالمستمع الذي يحب السياسة سوف يستمع إلى البودكاست السياسي، والذي يحب الاقتصاد يستمع إلى البودكاست الاقتصادي». وأشار البسام إلى أن التجربة الكويتية تنافس التجربة السعودية، معرباً عن اعتزازه بالتعاون مع جريدة الجريدة.
طموح
وعلى هامش الأمسية، التقت «الجريدة» فيصل العقل، وسألته عمَّا يطمح إليه، فقال: «الشخص بمجرَّد أن يكسب معرفة يومية، قد تتغيَّر طموحاته. طموحنا الرئيسي اليوم أن نكون قيمة مضافة في المجتمع المحلي والعربي، وأن نقدِّم مادة ثقافية ذات مصداقية للمستمع يرتكز عليها، ويأخذ منها المعلومات».
وعن فكرة إطلاق بعض برامج «البودكاست» باللغة الإنكليزية، أوضح أنهم إذا كانوا يريدون أن يؤسسوا منتجاً بالإنكليزية، فيتوجب عليهم في البداية معرفة السوق الذي سوف يدخلونه، معلقاً: «أنا شخصياً، وكشركة السندباد، ليس لديَّ اهتمام بخوض تجربة السوق الأجنبي أو الغربي، إلا إذا كُنا نعتقد في المستقبل أن عندنا مادة أو رسالة نريد إيصالها للغرب، حينها من الممكن أن نخلق منتجاً ينافس، لكننا اليوم أمام رسالة رئيسة هي التي نريد نشرها عبر البودكاست العربي».
وحول التحديات التي واجهت «البودكاست»، خصوصاً في البداية، بيَّن أنها تكمن في «الاستمرارية، فكل أسبوع نقدِّم حلقة، ونستضيف ضيفاً، ومع الوقت كسب (البودكاست) ثقة الناس، وأصبحت لديه قاعدة جماهيرية كبيرة».
ولفت العقل إلى أن فترة الإعداد تستغرق حوالي أسبوعين لإعداد حلقة كل ضيف، مشيراً إلى أن من أبرز الضيوف الذين استضافهم «بدون ورق» الوزيرة السابقة هند الصبيح، والكاتب أحمد الديين، وجاسم السعدون، والاقتصادي مناف الهاجري، والفنان فيصل العميري، ود. ابتهال الخطيب، ود. غانم النجار، والشيخ حمد السنان، وعلي الظفيري، وغيرهم.
وحين فُتح الحوار للحاضرين، شاركت الناقدة ليلى أحمد، وحمزة عليان، وألطاف المطيري صاحبة مركز منار الثقافي.
في البداية، قال مؤسس ومدير الملتقى الأديب طالب الرفاعي: «الإعلام هو لغة العصر، فهو القوة الناعمة، وهو الذي يحارب قبل الجيوش العسكرية، لذا أنا سعيد باستضافة الملتقى لوجوه إعلامية معروفة، وعلى رأسهم الزميل طلال الياقوت».
وذكر الرفاعي أن الياقوت ليس إعلامياً فقط، لكنه صانع إعلام متحرك، ودائماً يقدِّم أفكاراً فعَّالة، مضيفاً: «نحن سعداء أيضاً، أن نلتقي جيلاً بات يشكِّل بصمة كويتية في الإعلام المحلي والعربي، هم من صُناع الإعلام الجديد عبر البودكاست. الزميل فيصل العقل صاحب بودكاست (بدون ورق)، وهو تدوين وبث صوتي ومرئي، يقدِّم من خلاله مادة غنية ولافتة عبارة عن لقاءات متجددة مع مفكرين ومثقفين وإعلاميين وسياسيين واقتصاديين، والبسام مهمته إعداد الحوارات، والتنسيق مع الضيوف».
وطرح الرفاعي عدة تساؤلات للضيوف عن ماهية البودكاست، وأهدافه، وسبب توجه العقل إلى هذا المجال، والجمهور المتابع لبودكاست «بدون ورق» في الكويت وخارجها.
من جهته، قال فيصل العقل: «أتشرَّف بأن أكون بين هذه النخبة الثقافية»، ووصف نفسه بأنه «متطفل» على الإعلام، وأنه لا ينتمي للمدرسة الإعلامية التقليدية، لافتاً إلى أنه درس الصيدلة، لذا قابلته مشكلة في إدارة الحوارات لتكون باللغة العربية، دون استخدام مفردات باللغة الإنكليزية، حيث إنه درس جميع مراحله الدراسية بمدرسة إنكليزية.
وتحدَّث العقل عن بدايته في العمل، لافتاً إلى أنه اتجه إلى إنتاج المحتوى الفني، وأسس شركة إنتاج فني، وقام بإنتاج المسلسلات، ومن ثم بدأ بالتعاون مع المُعدة منيرة الشريفي، ليُطلقا «البودكاست»، ويأخذ البرنامج مسمى «بدون ورق»، الذي يعتمد على الصدق والعفوية والبساطة.
وأكد أهمية وجود مُحاور يُدير الحديث مع ضيوف البودكاست بطريقة غير تقليدية، مبيناً أنه وقع اختيارهم للمجموعة الوطنية للصناعات الإبداعية (نسيج) في صبحان، لتكون مكاناً لانطلاقتهم.
وأوضح العقل أنه كان مهماً بالنسبة لهم في بدايتهم تحديد نوع الجمهور الذي يريدون التوجه إليهم، وأن أولى حلقاتهم جاءت خلال جائحة كورونا.
من ناحيته، أعرب الإعلامي طلال الياقوت عن اعتزازه بوجوده في الملتقى الثقافي، وقال إن البعض لا يعلم تكلفة الإعلام الخاص الباهظة جداً، وأن حصوله على مزايدة إذاعة «88.8» يكلف سنوياً مليون دينار، وهذا ما يضع الإعلام الخاص أمام تحدٍّ ومسؤولية كبيرة في تأكيد حضوره وقدرته على إدارة عمله بحرفية عالية تضمن له تغطية مصاريفه.
وأكد أنه مسرور بالشباب الكويتي الطموح الذي اقتحم مجال الإعلام الرقمي، متمثلاً بالبودكاست، ضمنهم الشاب المجتهد والنشط فيصل العقل، والمُعدة منيرة الشريفي، وكذلك بسام البسام.
وأوضح أن الإعلام الخاص يخضع لقانون المرئي والمسموع، وأنه واجه عشرات القضايا، لكنه يفضِّل أن يُدير عمله بسوية إعلامية عالية بعيداً عن بهرجة الشكوى.
وشدد الياقوت على أن أهم ما يجب أن يراقبه البودكاست هو الوقت، فليس الجميع مستعدين للإنصات لمدة تتجاوز الساعة، مع ضرورة أن يكون البودكاست متجدداً وجاداً في اختيار ضيوف ومواضيع تجذب المستمع، مؤكداً أن الإعلام التقليدي سيبقى إلى جانب الإعلام الجديد والرقمي، بما يخلق منافسة لمصلحة الجمهور المستمع والمشاهد.
نخبة النخبة
من جانبه، تحدَّث بسام البسام عن دور «البودكاست» في صناعة المحتوى والإعلام الحديث، وسبب توجههم إلى إنتاج البودكاست السياسي، كونه يقدم أريحية للضيف ومجالاً لسرد الأحداث بشكل أكبر من البرامج الرسمية، بعيداً عن صخب الاستديو، وكذلك نقل تجارب وخبرات الضيوف الشخصية بشكل أكبر.
ولفت إلى تزامن التجربة مع انتخابات 2020، ما زاد من الإقبال على الاستماع للبودكاست، و«أعتقد أن البودكاست سيكبر ويتوسع خلال الأيام المقبلة، كونه في حوار صادق وسلس مع نخبة من المهتمين بمختلف نواحي الفكر والسياسة والاقتصاد، فالمستمع الذي يحب السياسة سوف يستمع إلى البودكاست السياسي، والذي يحب الاقتصاد يستمع إلى البودكاست الاقتصادي». وأشار البسام إلى أن التجربة الكويتية تنافس التجربة السعودية، معرباً عن اعتزازه بالتعاون مع جريدة الجريدة.
طموح
وعلى هامش الأمسية، التقت «الجريدة» فيصل العقل، وسألته عمَّا يطمح إليه، فقال: «الشخص بمجرَّد أن يكسب معرفة يومية، قد تتغيَّر طموحاته. طموحنا الرئيسي اليوم أن نكون قيمة مضافة في المجتمع المحلي والعربي، وأن نقدِّم مادة ثقافية ذات مصداقية للمستمع يرتكز عليها، ويأخذ منها المعلومات».
وعن فكرة إطلاق بعض برامج «البودكاست» باللغة الإنكليزية، أوضح أنهم إذا كانوا يريدون أن يؤسسوا منتجاً بالإنكليزية، فيتوجب عليهم في البداية معرفة السوق الذي سوف يدخلونه، معلقاً: «أنا شخصياً، وكشركة السندباد، ليس لديَّ اهتمام بخوض تجربة السوق الأجنبي أو الغربي، إلا إذا كُنا نعتقد في المستقبل أن عندنا مادة أو رسالة نريد إيصالها للغرب، حينها من الممكن أن نخلق منتجاً ينافس، لكننا اليوم أمام رسالة رئيسة هي التي نريد نشرها عبر البودكاست العربي».
وحول التحديات التي واجهت «البودكاست»، خصوصاً في البداية، بيَّن أنها تكمن في «الاستمرارية، فكل أسبوع نقدِّم حلقة، ونستضيف ضيفاً، ومع الوقت كسب (البودكاست) ثقة الناس، وأصبحت لديه قاعدة جماهيرية كبيرة».
ولفت العقل إلى أن فترة الإعداد تستغرق حوالي أسبوعين لإعداد حلقة كل ضيف، مشيراً إلى أن من أبرز الضيوف الذين استضافهم «بدون ورق» الوزيرة السابقة هند الصبيح، والكاتب أحمد الديين، وجاسم السعدون، والاقتصادي مناف الهاجري، والفنان فيصل العميري، ود. ابتهال الخطيب، ود. غانم النجار، والشيخ حمد السنان، وعلي الظفيري، وغيرهم.
وحين فُتح الحوار للحاضرين، شاركت الناقدة ليلى أحمد، وحمزة عليان، وألطاف المطيري صاحبة مركز منار الثقافي.