كاتب هذه السطور زار بلداناً عدة حول العالم، بعضها خرجت منه بانطباع سلبي وبعضها الآخر بانطباع إيجابي، وهناك ما بين بين، أما في حالة دبي «دار الحي» فالأمر مختلف تماماً لأن مطارها يستقبلك بترحيب وابتسامة تذلل لك كل الصعاب، وتمحو كل الأحزان، وخصوصاً إذا علم أنك من دولة الكويت.
الإجراءات محسوبة ومحسومة بدقة، تشاهد حجم البشر الموجودين حواليك فتعتقد أنك لن تخرج من المطار إلا بعد ساعات، لكن هذا الاعتقاد يتبخر عندما تجد نفسك أمام التاكسي خارج المطار بعد مدة لا تتجاوز ربع أو نصف ساعة على أسوأ احتمال.
تتجول في الشوارع، وترتاد الأسواق التجارية والمعالم السياحية بكل أريحية، لديهم قدرة غير معقولة على تذليل الصعوبات، وأكرر أنها تتضاعف إذا عرف أنك من الكويت.
في دبي الكل لديه عمل، لا يوجد لديهم أماكن لتجمع العمالة السائبة، في دبي الكل لديه موقف سيارة مع أن عددها يقدر بمئات الآلاف، وفي أماكن أخرى تعرفونها جيدًا تُشيد أبراج شاهقة من غير اشتراط أي مواقف سيارات على مالك هذا البرج، وهنا يُطرح السؤال: من الذي وافق على هذا المخطط مع عدم وجود مواقف سيارات يناسب حجم المبنى؟! وفي دبي توجد قطارات معلقة تأخذك إلى معظم أماكن المدينة الساحرة.
عقلية كتابنا وكتابكم مُسحت من مفهوم الإدارة لديهم، وأي رخصة تريدها لديهم تأتيك في ساعات معدودة،
خرجنا أنا وشقيقي الأكبر من أحد الفنادق الكبرى في دبي متوجهين إلى قصر الوطن في إمارة أبوظبي لمشاهدة أحد أكبر التحف المعمارية في العالم، حيث مكتب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد ونائب رئيس الدولة وولي عهد أبوظبي، حفظهم الله جميعا.
لكنه قصر يحتاج مقالاً تفصيلياً، والأصح أن إمارة أبوظبي تحتاج إلى مقال، لكننا نعد به في القريب العاجل،
فدبي تجربة رائدة أثيرت حولها الشكوك، توقع بعضنا فشل تجربتها لسبب أو لآخر لكنها صمدت أمام كل التحديات واستمرت لتصل إلى مرتبة دانة الدنيا.
أهنئ نفسي كمواطن خليجي قبل أن أهنئ الشعب الإماراتي الحبيب، على الأقل نمضي أياماً ولو معدودة بعيداً عن صخب نقاش الاختلاط والرقص الشرقي، وهل يجوز لعب البادل أم لا، والاعتراض على مسلسلات رمضان.
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.