إسرائيل تتغول بإبادة غزة وتضع قدماً في العملية البرية
• ليلة من القصف الوحشي الإسرائيلي على القطاع المقطوع عن الاتصالات
• الكويت: الاحتلال مصمم على مواصلة ارتكاب جرائمه
• الحرس الثوري الإيراني: القواعد الأميركية في المنطقة تحت الرصد
مضى الاحتلال الإسرائيلي في حملة الإبادة الجماعية لنحو 2.5 مليون فلسطيني يسكنون في قطاع غزة، بعد أن فشلت كل المساعي لفرض وقفٍ لإطلاق النار مع دخول الحرب المستمرة منذ 3 أسابيع مرحلة جديدة، وتجاهلت إسرائيل التحذيرات من شن عملية برية ضد القطاع الفلسطيني، وقامت ليل الجمعة ــ السبت، بتوغل بري جزئي، هو الأوسع منذ هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة حماس، وأسفر عن مقتل نحو 1400 إسرائيلي.
وفي رد فعل على شروع قوات الاحتلال في الهجوم البري، شجب مجلس التعاون الخليجي ووزارة الخارجية السعودية هذا التوغل الإسرائيلي، محذرين من خطورة العمل البري على حياة مئات الآلاف من المدنيين.
كما أعربت دولة الكويت عن قلقها الشديد لمواصلة الاحتلال عدوانه على قطاع غزة واستمرار انتهاكاته للقرارات الدولية وأحكام القانون الدولي والإنساني.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن أي اجتياح بري لغزة وسط العزل المتعمد للقطاع سيثبت أن الاحتلال الإسرائيلي مصمم على مواصلة ارتكاب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.
وبالتزامن مع التوغل، قامت أكثر من 100 طائرة إسرائيلية مقاتلة، بشن حملة قصف جنونية على القطاع، إلى جانب قصف مدفعي، مما أدى إلى مقتل وجرح المئات، بالإضافة إلى تدمير مئات المنازل بشكل كامل، بعد أن تم قطع جميع الاتصالات عن القطاع.
ومع تفاقم الأوضاع الإنسانية بغزة، في ظل الحصار الشامل وعدم سماح تل أبيب بدخول الوقود، قال الجيش الإسرائيلي أمس، إنه وضع قدماً في شمال القطاع، وإن جنوده الذين توغلوا لا يزالون داخله بانتظار أوامر جديدة، في حين قالت «حماس» إنها كبّدت القوات المهاجمة خسائر فادحة على المحاور الثلاثة التي تم التوغل منها.
وبدا أن إسرائيل تحاول اعتماد هذا التكتيك القتالي، الذي يعتمد على عمل بري متدرج، لسببين، الأول تخوفها من خسائر كبيرة قد تضر أكثر بمعنويات الجيش المنخفضة، وبالتالي فإن التوغل المتدرج قد يكون وسيلة لاختبار الدفاعات الفلسطينية، والآخر تعقيد مهمة إيران و«حزب الله» وحلفائهما الذين تحدثوا عن خط أحمر يستدعي دخولهم الحرب إذا قامت إسرائيل باجتياح بري للقطاع، وبالتالي يمكن لإسرائيل القول إنها لم تقم بالاجتياح بالمعنى الرسمي للعبارة.
وبالتوازي مع الأوضاع في غزة، تصاعد التوتر في الضفة الغربية المحتلة وعلى الجبهة الشمالية مع لبنان، في حين استمرت الهجمات التي تقوم بها فصائل وكيلة لإيران ضد قواعد أميركية في سورية والعراق.
وشدّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من الولايات المتحدة، التي زارها للمشاركة في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أنّ «إيران لا تريد اتساع رقعة حرب غزة»، داعياً إلى عدم ربط أي هجوم في المنطقة بطهران.
وأشار عبداللهيان إلى أن الفصائل اللبنانية والفلسطينية واليمنية المتحالفة مع بلاده تتخذ قراراتها بنفسها ولا تتلقى الأوامر من طهران.
في المقابل، قال المتحدث باسم «الحرس الثوري» الإيراني العميد رمضان شريف، إن القواعد الأميركية في المنطقة تحت المراقبة، محذّراً أنّ «بعض الأيادي التي ليس بإمكانها أن تطال إسرائيل، بإمكانها أن تطال القوات الأميركية التي تدير هذه الحرب».
وبعد تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 120 صوتاً قراراً عربياً لهدنة دائمة في غزة، شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على ضرورة احترام سيادة بلاده، مؤكداً، في الوقت نفسه، أن مصر «دولة قوية جداً لا تُمَس»، وذلك غداة حادث سقوط طائرات مسيّرة على مدينتي نويبع وطابا المصريتين المطلتين على خليج العقبة بالبحر الأحمر قادمة من ناحية الجنوب. وقالت إسرائيل إن المتمردين الحوثيين هم من أطلقوا المسيّرات باتجاه مصر.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزير خارجية بريطانيا جيمس كليفيرلي: «أياً كانت الجهة التي جاءت منها الطائرات المسيّرة فأنا حذّرت من قبل من اتساع دائرة الصراع الحالي».