إسرائيل فوق القانون الدولي
لا اعتبار ولا تنفيذ لمواد حقوق الإنسان، ولا اعتراف حتى بكل المنظمات الدولية المطبقة لقوانينه، حينما يتعلق الأمر بكيان الاحتلال الذي ضرب بكل المواثيق الدولية عرض الحائط، فلا أهمية للمنظمات الغوثية كـ «الأونروا» التي تقدم المساعدات للاجئين من الحروب والرعاية الصحية والخدمات الإنسانية لهم، إثر ويلات الحروب.
جلدت كذلك كل المواثيق الدولية المتعلقة بالأمم المتحدة، وكأنها لا تعنيها، وبالتالي هي لا تعتبر بوجودها، فما الفائدة بعضويتنا فيها كعرب ومسلمين.
ومشاهد مرعبة للأطفال تستخرج من تحت الأنقاض، ومجازر لا تعد ولا تحصى للأطفال والنساء، وهدم المباني والسكن على رؤوس قاطنيه، وكأنه لا اعتبار للإنسان في مفهوم هذا العدو.
لا يمكن وصف الجرائم المرتكبة في قطاع غزة من قتل وتشريد، وقصف مستشفيات ودور عبادة، وقطع الماء والغذاء والدواء عن الإنسان، من قبل هذا الكيان إلا إرهاب دولة، حتى مجلس الأمن المسؤول عن أمن العالم، وحفظ السلام رفع يديه وكأن الأمر لا يعنيه، ألا يرى قتل الأطفال والنساء، والتدمير الهائل للمباني وانتشال العوائل من تحت الركام؟ فأين قراراتكم في تجريم العدو؟ وأين خططكم لمنع العدوان والوقوف ضد هذا التدمير للبشر والحجر؟
يبدو أن قرارات مجلس الأمن في يد واضعيه، أي حينما يتعلق بعقوبات ضد دولة، أو كيان، أو حزب تعتبرهم أميركا يهددون الأمن الدولي وبذلك تفرض عقوبات ضدهم، وطبعا هذا لا ينطبق على كيانهم المدلل المغروس في أواسط الدول العربية (دول الطوق)، وبيدهم كذلك السماح بعمل عسكري ضد من يهدد الأمن الدولي، والمقصود هنا الكيان، الذي وضعت، بتقديري، القوانين لحمايته من الامبريالية العالمية.
والشيء بالشيء يذكر، استوقفني موقف مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة عندما استدعته لتسليمه تقريراً عن انتهاكات بلاده لحقوق الإنسان، ترفل إلى المنصة ومزق التقرير على مسمع ومرأى المجتمع الدولي برمته، وكأنه فوق قرارات الأمم المتحدة، وأن قرارات حقوق الإنسان لا تعنيه، والدليل قطع الدواء والماء والغذاء عن الإنسان كعقاب جماعي في فلسطين يطول المدنيين، وهذا ما يعد أيضاً من الجرائم الحربية بموجب القانون الدولي، فهل علينا كمسلمين أن نبقى في منظمات لا يحترم أعضاؤها قراراتها؟
لذا، يجب علينا كمسلمين– 57 دولة– مقاطعة كل المنظمات الدولية المنحازة لهذا الكيان، إذا لم نستطع دعم أهلنا في فلسطين المحتلة، كاحتجاج عام وموقف يعبر عن شعور الشعوب، وذلك بالانسحاب أو تعليق عضوياتها، حتى لا تنطبق قراراتها علينا في ظل الهيمنة المطلقة من أميركا والغرب والكيان المدلل على هذه المنظمات، وبالتالي قراراتها بيدهم، بما معناه يستخدمونها كسيوف على رقاب الآخرين أو من لا يخضع لقراراتهم.
بالمقارنة الرئيس الأميركي السابق، ترامب، انسحب من الكثير من المنظمات الدولية عندما رأى أنها تتعارض مع مصالح بلاده الاقتصادية أو تهدد مصالح كيان العدو، مثل اتفاقية باريس للمناخ، ومنظمة اليونسكو بسبب ادعائه أنها منحازة للفلسطينيين، وانسحب من منظمة الصحة العالمية، كما انسحب من مجلس حقوق الإنسان عندما ادعى انحيازها للفلسطينيين ضد إسرائيل وغيرها، والسؤال: لماذا لا تنسحب الدول العربية والإسلامية من المنظمات الدولية المنحازة لكيان الاحتلال، ونحن نرى جُلَّ قراراتها تهدد وجودنا كمسلمين، وكرامتنا وحرياتنا، ولماذا البقاء مع منظمات تكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي؟
* كاتب بحريني.