مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ 24، تصاعدت الضغوط على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول بصفقة تبادل أسرى تخفض التصعيد في القطاع.
وغداة الهجوم السياسي اللاذع الذي أجبر نتنياهو على التراجع عن اتهام الأجهزة الأمنية بالتقصير في تنبيهه لهجوم حركة حماس في 7 أكتوبر، بثت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية للحركة، شريط فيديو لثلاث رهائن من السيدات يوجهن رسائل قاسية لرئيس حكومتهن.
وقالت إحدى الأسيرات في التسجيل، موجهة كلامها لنتنياهو: «أنت تريد قتلنا جميعاً»، مضيفة: «أطلق سراحنا الآن وسراح مواطنيهم (الفلسطينيين). نحن بهذا الوضع بسبب إخفاقك الذي تسببت به، وأنت مُلزم بإطلاق سراحنا جميعاً».
وذكرت أخرى: «نعلم أنه كان هناك مطلب لوقف إطلاق النار، وكان من المفترض أن تطلقنا جميعاً، كنتَ ملزماً بإطلاق سراحنا جميعاً، وبدلاً من ذلك نحن نعاني عجزك السياسي والأمني والعسكري والدبلوماسي».
وختمت الأسيرات حديثهن بالقول: «حرِّرنا الآن، حررْ الأسرى الفلسطينيين، واسمح لنا بالعودة إلى عائلاتنا الآن».
ووصف نتنياهو الفيديو بأنه «دعاية نفسية قاسية»، متعهداً بفعل كل ما يلزم لإعادة الرهائن، في وقت أفادت تقارير أمس بأن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً زار قطر السبت لبحث صفقة التبادل بعدما توقفت المحادثات الجمعة «بسبب خلافات فنية».
وأعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أنه سيدعم أي صفقة تبادل للأسرى حتى لو كانت تتضمن خطوات مؤلمة، مؤكداً في الوقت نفسه أنه يجب ألا تتوقف العمليات العسكرية حتى اغتيال 6 قيادات من «حماس» هم يحيى السنوار، ومحمد الضيف، وإسماعيل هنية، وصالح العاروري، وخالد مشعل، ومروان عيسى.
والهدف الذي وضعه لابيد يبدو معقولاً ومتواضعاً أمام الهدف الذي وضعته حكومة نتنياهو وهو «القضاء على حماس»، قبل أن تعدل لهجتها وتكتفي بالقضاء على قدرات الحركة.
ميدانياً، قالت «حماس» إنها صدت مع فصائل أخرى توغلاً للدبابات الإسرائيلية على مشارف مدينة غزة، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه زاد حضوره العسكري داخل القطاع. كما قالت الفصائل إنها خاضت معارك برية بكل أنواع الأسلحة مع القوات الإسرائيلية المهاجمة.
ومع تعرض قاعدة الشدادي التي توجد فيها قوات أميركية في سورية للقصف، قصف الجيش الأميركي شاحنات للفصائل الموالية لإيران، في وقت تتوجه قوة من الرد السريع التابعة للبحرية الأميركية إلى البحر المتوسط مع تعهد البيت الأبيض مجدداً بأنه يوجّه رسائل قوية لردع إيران.
على صعيد آخر، أوقفت سلطنة عمان، أمس، السماح للطائرات المدنية الإسرائيلية بعبور أجوائها بسبب الهجوم على قطاع غزة.