لنعرف قدر أنفسنا
رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، ويا ليت نعرف قدرة الدولة بمواقفها من القضايا الدولية وأهمها المأساة الفلسطينية، تاريخياً كانت الكويت ومازالت أول وآخر المناضلين من أجل القضية الفلسطينية تحديداً والقضايا العروبية (بشكل عام)، طبيعي كان هناك مد وجزر بمواقف الدولة، وخصوصاً أثناء الاحتلال العراقي، ونفاق قلة من الدول والمنظمات العربية للاحتلال وتماهيها مع النظام الصدامي، ورغم ألم الدولة الكويتية جراء ذلك، بقيت الكويت بعد التحرير ثابتة في مواقفها العربية وتعالت فوق جراحها.
التهديد باستجواب وزير الخارجية من النائب عبدالكريم الكندري متى قبِل الوزير المعني اعتماد السفيرة الأميركية الجديدة لا يقوم على أساس ولا معنى له، فالاعتراض على سياسة الدولة الأميركية وانحيازها ودعمها التاريخيين للدولة الصهيونية يمكن أن يكون له أكثر من وجه وليس منها أن ترفع الكويت قبضتها وتهدد متوعدة الدولة الأميركية، فالكويت ومعظم دول الخليج كانت ومازالت تحت مظلة الحماية الأميركية التي خلفت الإمبراطورية البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية.
الكويت حالها من حال شقيقاتها الدول العربية، بعد نهاية الدولة الثورية العربية في هزيمة 67، وبعدها بسنوات حين تم وأد حراك الشعوب العربية بإجهاض الربيع العربي 2011 لم تعد هناك دول أنظمة عربية تستعرض بثوريتها ورفضها للإمبريالية والاستعمار بشكله الجديد، وأصبحت الدول العربية تسير في الركاب الأميركي علانية، رغم الثرثرة السياسية والاستعراضات الخطابية في المحن التي تصيب الشعوب العربية، ففي النهاية الكل يهلل للسيد الأميركي سراً أو علانية.
سواء تم اعتماد ترشيح السفيرة الأميركية من سمو الأمير، كما أوضح وزير الخارجية في مؤتمره الصحافي، أو لم يتم، فليس بإمكان الدولة أن تفعل أكثر من ذلك، فهذا كل ما تملكه الدولة، وعبرت عنه بالمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ورفضها للتطبيع ما لم تقم الدولة الفلسطينية، ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه.