أوقفوا معاشي التقاعدي لأنني ميت
للمرة الثانية خلال 5 أعوام تقوم مؤسسة الضمان الاجتماعي بحركة استباقية لملك الموت - عزرائيل عليه السلام - وتُعلن وفاتي وبالتالي توقف معاشي التقاعدي مع أنني لم أزل على قيد الحياة، وليس هذا فحسب، فالمؤسسة تطلب مني إذا كنت أعيش خارج الكويت أن أتوجه إلى السفارة الكويتية وأثبت لهم بالأوراق والأدلة الرسمية أنني لم أزل على قيد الحياة، والسفارة تقوم بالتصديق على كل هذه المعلومات، ثم تبعث بها إلى وزارة الخارجية التي تقوم هي بدورها بتحويلها إلى مؤسسة الضمان الاجتماعي، لتنظر بصحة المعلومات الواردة فيها، ثم تتم عملية إعادة معاشي الذي توقف عدة أشهر.
***
طيب...
يا جماعة، العبد لله لم يتوقف عن نشاطه في الإسهامات الإعلامية منذ سنوات طويلة في خارج الكويت وداخلها، ويكتب في واحدة من أهم الجرائد الكويتية بشكلٍ منتظم، ناهيك عن المقابلات التي تُجرى معي في العديد من القنوات التلفازية المحلية والخارجية والتي لم تنقطع، فهل كل ذلك ليس كافياً لإثبات أنني لم أزل حياً أُرزق؟!
والشيء المؤكد أنه عندما تحين زيارة ملك الموت لي، فإذا لم يُعلن الخبر ضمن نشرة الوفيات فإن إحدى الصحف - حتماً - ستذكر خبر وفاة المرحوم نجم عبدالكريم... أو على الأقل سوف يرثيه بعض الكتاب ممن ربطته بهم علاقة، بحكم العمل الإعلامي... وعندها تكون لدى مؤسسة الضمان الاجتماعي حجتها الشرعية في إيقاف المعاش التقاعدي، لأن المرحوم نجم عبدالكريم قد توفاه الله رسمياً.
***وبدلاً من إيقاف مرتبات المتقاعدين حتى يتم التأكد من أنهم ليسوا على قيد الحياة، لماذا لا يتم رصد الذين ينتقلون إلى رحمة الله عن طريق الدوائر الرسمية كوزارة الصحة، والأوقاف، وشؤون المغاسل والمدافن، وإذا كان خارج البلاد يتم ذلك عن طريق السفارات، وبذلك يتم حصر من يتوفاهم الله، بدون أن يتعرض الأحياء لشبهة الموت ويتم إيقاف معاشهم.
***وهناك مشكلة أخرى ترتبت على إيقاف المعاش، وهي توقف إيصال المعاش إلى البنك... لأن ذلك يتطلب تقديم طلب جديد وفتح حساب جديد!
* فلماذا يحدث كل هذا؟!
***أثناء كتابة هذا المقال: استحضر الخاطر المخالفات الكارثية التي لعبها الأحياء في هذه المؤسسة، ولم يتمكنوا من الاقتراب منها فلجأوا إلى معاش تقاعد أطفال نجم عبدالكريم لكي يعوضوا السرقات المليارية!