خاضت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة أمس معارك برية ضارية مع مقاتلي حركة حماس الفلسطينية، مع تعميق تل أبيب هجومها البري تدريجياً.
وأكدت مصادر في القدس مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين خلال المعارك في القطاع الفلسطيني الذي يتعرض لقصف وحشي منذ 25 يوماً، رداً على هجوم شنته «حماس» في 7 أكتوبر الماضي وأدى إلى مقتل نحو 1400 إسرائيلي وأسر نحو 220.
وقال متحدث باسم «حماس»، إن القوات الإسرائيلية تسعى إلى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، في حين ارتكب جيش الاحتلال مجزرة وحشية جديدة في مخيم جباليا أوقعت أكثر من 400 مدني بين شهيد وجريح.
وكشف الجيش الإسرائيلي أمس، عن أمر الهجوم الذي أطلقه قبل أيام قائد المنطقة الجنوبية في الجيش، والذي يؤكد أن تل أبيب ماضية نحو عملية برية شاملة على الأقل في شمال القطاع.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض، أمس الأول، أي وقف لإطلاق النار، معتبراً أن ذلك سيكون بمثابة «استسلام لحماس»، وقال مسؤول إسرائيلي أمس، إنه لا اتفاق لمبادلة أسرى يلوح في الأفق.
وبينما كانت الاحتمالات تشير فقط إلى احتمال اندلاع جبهة جديدة ضد إسرائيل من الشمال أي من ناحية لبنان أو سورية، قال المتمردون الحوثيون في اليمن، إنهم أطلقوا أمس صواريخ ومسيّرات باتجاه إسرائيل وسيواصلون ذلك حتى توقف العدوان على غزة.
وفي مصر، قال رئيس الحكومة مصطفى مدبولي خلال زيارته للواء عسكري استراتيجي في سيناء، إن بلاده مستعدة لبذل ملايين الأرواح لحماية سيناء، معتبراً أن الأخطار، تاريخياً، كانت تأتي إلى مصر من ناحيتها.
وأعلنت القاهرة اقتراب الانتهاء من مستشفى ميداني في شمال سيناء، تزامناً مع تقرير لفت إلى أن تل أبيب لم تكف عن محاولات إقناع مصر عبر الأوروبيين بالقبول بعبور لاجئين فلسطينيين إليها، وهو ما تعتبره القاهرة محاولة لتهجيرهم وعدم القبول بعودتهم ما يعني تصفية القضية الفلسطينية على حسابها.
وفي الشمال، تبادل الجيش الإسرائيلي وعناصر «حزب الله» القصف مع تغير يومي في التكتيكات، فبعد أن بدأت إسرائيل استهداف خلايا الحزب، حتى قبل تنفيذ هجمات مستخدمة الطائرات المسيرة، مع توسيع عمق القصف إلى 15 كيلومتراً، استخدم الحزب أمس الأول للمرة الأولى صاروخاً أرض جو لإسقاط طائرة مسيرة، كما أعلن عن نصب أكمنة للقوات الإسرائيلية.
وبانتظار كلمة للأمين العام للحزب حسن نصرالله الجمعة يفترض أنها ستوضح موقف الحزب من الدخول بشكل كامل في الحرب، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي إنه «بعد يوم واحد من القضاء على حماس» ستطبق إسرائيل «الدروس المستفادة» على مقاتلي الحزب.
إلى ذلك، أكد مصدر رفيع المستوى في «فيلق القدس»، التابع للحرس الثوري الإيراني، أن قائد اللواء إسماعيل قآني يتنقل بين سورية ولبنان وطهران للإشراف على مسار المعارك مع إسرائيل، وذلك مع استمرار الهجمات ضد مواقع أميركية عسكرية في سورية والعراق.
وذكر المصدر أنه تم تشكيل غرفة عمليات كبرى في دمشق للتنسيق، مضيفاً أن طهران باتت متأكدة من أن أقماراً صناعية أميركية ومسيرات أميركية تشارك في عمليات رصد واستهداف «حزب الله» في جنوب لبنان والفصائل الموالية لطهران في جنوب سورية، وأن هذا ما دفع قآني إلى اقتراح زيادة الهجمات على المواقع الأميركية في سورية والعراق، وضرورة إيقاع ضحايا في صفوف الجنود الأميركيين لردع واشنطن عن الانخراط أكثر في المعارك.
وبحسب المصدر، هناك تباين في طهران بين عدم توسيع الحرب لاسيما بعد تزايد الإجماع الدولي المساند للقضية الفلسطينية والذي قد يتضرر في حال تدخل إيران أو حلفائها بشكل أوسع في الحرب، وبين رأي آخر يقوده «فيلق القدس» ويقترح التصعيد لأقصى حد ممكن لدفع الجميع للضغط على إسرائيل وإجبارها على تقديم تنازلات، وكذلك إجبار واشنطن على ترسيم حدود النفوذ في المنطقة، خصوصاً في سورية ولبنان، وهو المشروع الذي يطلق عليه قآني عنوان «الحرب الكبرى أو السلام الكبير».
وأوضح المصدر أن قادة «فيلق القدس» يؤيدون رفع التكلفة على واشنطن على جبهات عدة والوصول إلى تسوية تشمل غزة وسورية ولبنان، مؤكداً أن نصرالله يعتبر أن الوضع الداخلي اللبناني لم يعد يطاق، ويجب إجبار واشنطن على رفع يدها عن لبنان، ووقف «الحرب الاقتصادية» عليه، وأنه مستعد للتصعيد إلى أعلى مستوى إذا كان الثمن إجبار واشنطن على تسوية سياسية في لبنان.
وفي تفاصيل الخبر:
بعد أيام من احتفاظه بسياسة ضبابية وتقارير عن تراجع سقف أهدافه من العملية المحفوفة بالمخاطر، والتي تلقى معارضة إقليمية ودولية واسعة، قال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ «رسمياً» هجومه البري الكامل على قطاع غزة، أمس، مؤكداً أنه سيقاتل في أزقة وأنفاق القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان لاجتثاث حركة «حماس».
ومع مرور 25 يوماً على بدء الحرب التي حصدت أرواح 8525 فلسطينياً، و1528 إسرائيلياً، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن قائد المنطقة الجنوبية للقوات البرية العاملة في قطاع غزة أصدر أمراً تضمن التأكيد على تحقيق النصر على «حماس» والفصائل المسلحة مهما طال القتال، وبغض النظر عن صعوبته.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي سيحارب في الأزقة، وفي الأنفاق، وأينما لزم الأمر حتى يتم القضاء على «حماس».
وأوضح أنه «في الساعات الأخيرة، خاضت قوات مشتركة من جيش الدفاع الإسرائيلي، بقيادة القوات البرية، معارك عنيفة في عمق أراضي غزة، وهاجمت قوات الجيش الإسرائيلي موقعاً لحماس في شمال القطاع».
وتابع: «قتلت القوات الإسرائيلية العشرات من الإرهابيين، وضربت خلايا إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات، ومواقع إطلاق الصواريخ والمراقبة المضادة للدبابات، وصادرت العديد من الأسلحة، بما في ذلك البنادق والعبوات الناسفة».
وأشار إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي هاجم 300 هدف خلال اليوم الأخير في غزة، من بينها محاور لمواقع مضادة للدبابات، وإطلاق الصواريخ، وممرات أنفاق، ومجمعات عسكرية للفصائل.
وكثفت المقاتلات الإسرائيلية غاراتها على مناطق مختلفة في قطاع غزة، وتركزت الغارات على مواقع في شمال غرب مدينة غزة، حيث نفّذ طيران الاحتلال حزاماً نارياً، وشنّ غارات عنيفة، وأطلق قنابل ضوئية بشكل مكثف على تلك المناطق لدعم تقدم القوات البرية. وشن طيران الاحتلال غارات عنيفة استهدف فيها محيط مستشفى القدس غرب مدينة غزة، ومحيط المستشفى الأوروبي في خانيونس.
وجدد سلاح المدفعية الإسرائيلي القصف شرقي المحافظة الوسطى، وفي محيط المستشفى التركي شمال غربي وسط القطاع، ما أدى لاختناق عدد كبير من المرضى والنازحين بفعل الدخان الذي تخلفه الغارات.
وأكدت مصادر في القدس لـ»الجريدة» وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية التي هاجمت القطاع.
كمائن والتحام
في المقابل، قالت كتائب «القسّام» الجناح العسكري لـ«حماس»، إن مقاتليها نصبوا كمائن في عدة مواقع للقوات الإسرائيلية التي تسعى إلى فصل شمال القطاع عن جنوبه عبر التقدم على محور صلاح الدين، وصولاً إلى شارع الرشيد قرب مدينة غزة مركز القطاع الساحلي المحاصر بشكل كامل.
وذكرت قوات «حماس» أنها أوقعت قوات إسرائيلية راجلة في كمين محكم بمنطقة بيت حانون واستهدفتهم، وآلية وجرافة بحوزتهم بشكل مؤكد وأجهزت عليهم.
كما أعلنت استهداف دبابة إسرائيلية، بعد توغلها في شرق حي الزيتون بشمال القطاع، بقذيفة «الياسين 105» محلية الصنع، مشيرة إلى اشتعال النيران في الدبابة.
وفي إطار المواجهات المباشرة مع القوات الإسرائيلية، قالت «القسام»، إنها و«سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد»، ثاني أكبر فصيل مسلح بغزة، تواجهان عشرات الدبابات الإسرائيلية التي تحاول التقدم في محاور شمال غرب القطاع وجنوب مدينة غزة، مستخدمة القذائف المضادة للدروع.
وواصلت الفصائل إطلاق رشقات صاروخية على تل أبيب وبئر السبع، ما تسبب في إطلاق صفارات الإنذار بها، كما تسبب صاروخ سقط بشكل مباشر على منزل في مستوطنة ضمن «غلاف غزة» بمقتل 3 من عائلة واحدة.
في موازاة ذلك، ذكر متحدث باسم وزارة الداخلية في غزة أن قوات وآليات الاحتلال توغلت في منطقة الكرام شمال غرب غزة. وقال إن «قوات الاحتلال أبادت مناطق سكنية كاملة عند مخيم جباليا شمال غرب القطاع»، لافتاً إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى سقوط 400 بين قتيل وجريح.
وذكر أن جيش الاحتلال ألقى أكثر من 18 ألف طن من المتفجرات على القطاع، حيث تلقى كل كيلو مربع في القطاع نحو 50 طناً من المتفجرات.
وأضاف أن أكثر من 200 ألف وحدة سكنية لحق بها أضرار متفاوتة في غزة، إضافة لاستهداف 58 مقراً حكومياً، و47 مسجداً، و3 كنائس، مشيراً إلى أن الطواقم المختصة لم تستطع الوصول لبعض المناطق المقصوفة بسبب صعوبة الوضع.
ولفت إلى أنه منذ 25 يوماً لم تدخل القطاع قطرة واحدة من الوقود، محذراً من أن المنطقة الفلسطينية أمام كارثة كبيرة بسبب عدم دخول المحروقات منذ بدء الحصار الشامل الذي فرضته إسرائيل عقب عملية «طوفان الأقصى» غير المسبوقة التي شنتها «حماس» في السابع من أكتوبر الماضي.
وشدد على ضرورة «إدخال الوقود للقطاع فوراً ووقف الإجرام الإسرائيلي»، مناشداً مصر لفتح معبر رفح وضمان تدفق المساعدات الطبية والوقود وعلاج الجرحى.
وحذر من توقف المولد الرئيسي للكهرباء بكل من مستشفى الشفاء والإندونيسي بحلول نهاية اليوم الأربعاء.
وجاء ذلك في وقت ناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة وقف التصعيد للحيلولة دون كارثة إنسانية بغزة.
وفي الضفة الغربية، قتلت سلطات الاحتلال مسناً فلسطينياً عند حاجز أمني، وشنت حملة مداهمات واعتقالات واسعة بعدة قرى، كما فجّرت منزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري قرب مدينة رام الله.
لا وقف ولا تبادل
وأمس الأول، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشدة دعوات وقف إطلاق النار مع «حماس».
وقال نتنياهو في خطاب: «مثلما لم توافق الولايات المتحدة على وقف إطلاق النار بعد قصف بيرل هاربور أو بعد الهجوم الإرهابي في 9/11، فإن إسرائيل لن توافق على وقف الأعمال العدائية مع حماس بعد الهجمات المروعة في 7 أكتوبر». ووصف الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية بأنها «دعوات لإسرائيل للاستسلام».
ورغم الضغوط الداخلية على نتيناهو، قال مسؤول إسرائيلي أمس للصحافيين، إنه لا تبادل وشيكاً للأسرى بين إسرائيل وحماس التي تحتجز نحو 220 إسرائيلياً.
الحوثيون
وفيما لم يتضح بعد رد فعل إيران وحزب الله على الإعلان الرسمي الإسرائيلي عن بدء الهجوم البري، بعد أن هددا سابقاً بدخول الحرب، في حين هاجمت القوات الإسرائيلية القطاع براً، قال الحوثيون في اليمن إنهم دخلوا الحرب ضد إسرائيل حتى انتهاء العدوان على غزة.
وأفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض قواته لصاروخ أطلق من منطقة البحر الأحمر.
وقال الجيش في بيان: «تم إطلاق صاروخ أرض-أرض في اتجاه الأراضي الإسرائيلية من منطقة البحر الأحمر، وتم اعتراضه بنجاح بواسطة نظام الدفاع الجوي المضاد للصواريخ آرو»، الذي استخدم لأول مرة منذ بدء الحرب.
وقبل الإعلان عن اعتراض الصاروخ، دوت صفارات الإنذار في منطقة مدينة إيلات المحاذية لمنطقة نويبع وطابا المصرية، حيث هرع سكان المنطقة السياحية الشهيرة إلى الملاجئ، فيما أفادت تقارير باعتراض طائرة مسيرة قادمة من اليمن.
وذكر مسؤول إسرائيلي، أن الدولة العبرية تدرس الرد على الجماعة اليمنية المتمردة المسيطرة على صنعاء.
وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث العسكري باسم حركة «أنصار الله» الحوثية العميد يحيى سريع، إطلاق دفعة من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة على مواقع إسرائيلية.
وقال السريع، إن حركته المتحالفة مع إيران، ستواصل قصفها للعمق الإسرائيلي إلى حين توقف العدوان على غزة.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، اعتراض مدمرة أميركية كانت «تجوب شمال البحر الأحمر»، 3 صواريخ أرض-أرض ومسيّرات عدة أطلقها الحوثيون في اليمن، «يحتمل أنها كانت موجهة إلى أهداف في إسرائيل».
وعلى جبهة أخرى، استهدفت مسيرتان مسلحتان لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»، قاعدة «عين الأسد» الجوية العراقية التي تضم قوات أميركية وقوات دولية أخرى في غرب الأنبار، ضمن سلسلة الهجمات التي تشنها «انتقاماً لغزة»، والتي تسبب برد أميركي شمل ضرب مواقع تابعة لفصائل موالية لطهران في سورية.
جهود دولية
وفي وقت أفادت السلطة الفلسطينية بأن الدول العربية وافقت على عقد قمة طارئة للجامعة العربية في الرياض 11 نوفمبر الجاري لبحث التصعيد الإسرائيلي، شدد وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، خلال لقاء مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، ووقف التهجير القسري، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والعمل على استعادة مسار السلام، بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما ناقش الأمير خالد مع المسؤول الأميركي مستجدات الشأن اليمني، ونتائج جهود المملكة المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية، وضمان التوصل إلى سلام شامل ودائم، يكفل لليمن وشعبه الشقيق الأمن والاستقرار.
وفي الدوحة، حذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان خلال لقائه أمير قطر تميم بن حمد، أن «العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، بدعم أميركي، سيؤدي إلى عواقب غير محتملة وتوسع ردود الفعل».
ولفت الوزير الإيراني إلى معلومات «تؤكد أنّ وجود القوات الأميركية في تل أبيب اليوم ليس مجرد حضور عسكري استشاري، بل حاضرة في مسرح الحرب»، مؤكّداً أنّ «فصائل المقاومة لن تتغاضى عن الدعم الأميركي لجرائم الاحتلال في غزة».
كما دعا وزير الخارجية العماني، بدر بن حمد البوسعيدي، المجتمع الدولي، إلى إجراء تحقيق مستقلّ حول العدوان الإسرائيلي، ومحاكمة إسرائيل على استهدافها المتعمّد للمدنيين في غزة ومنشآتهم، وحرمان السكان الفلسطينيين من احتياجاتهم الإنسانية، وتجويعهم وإخضاعهم للحصار والعقاب الجماعي.
خامنئي وهتلر
وجاء ذلك في وقت شبه مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، جلعاد إردان، المرشد الإيراني علي خامنئي بأدولف هتلر زعيم المانيا النازية، حيث «يحاول نشر الهيمنة الشيعية المتطرفة في المنطقة وخارجها، وهو مثل النازيين يسعى وراء إمبراطورية تدوم لألف عام في العالم».
وأضاف إردان في اجتماع مجلس الأمن حول غزة: «نظام آية الله هو نفس النظام النازي، وجيشه يضم حماس، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وحزب الله، والحوثيين، والحرس الثوري وغيرهم من الجهاديين المتوحشين».
وذكر مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة أن «حماس» تسعى لارتكاب مجازر ضد الإسرائيليين بالسلاح الإيراني.
هل اعترفت إيران بحل الدولتين؟ |
---|
أثار قبول إيران مشروع القرار العربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، تساؤلات عمّا إذا كانت طهران قد تبنّت حل الدولتين، الذي دعا القرار العربي الذي أقر بغالبية 120 صوتاً الى تطبيقه. وإيران ملتزمة بالحل الذي أعلن عنه المرشد الأعلى علي خامنئي، وهو حل الدولة الواحدة في فلسطين التاريخية تضم الشعبين العربي واليهودي، وفق استفتاء على تحديد المصير يشارك فيه العرب واليهود. وقال مصدر رافق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الى نيويورك إن مندوب إيران في الأمم المتحدة كان يفضّل أن تمتنع إيران عن التصويت على القرار الذي يدعو الى وقف فوري لإطلاق النار، تحفظاً عن دعوة القرار الى حلّ الدولتين. لكن بعد مشاورات بين عبداللهيان ومكتب المرشد الأعلى، وجّه خامنئي الوفد الإيراني بالتصويت لمصلحة القرار، لأن الأولوية فيه هي لوقف النار لا لحل الدولتين، وعلى أساس إظهار الوحدة الإسلامية بشأن قضية فلسطين. |
«حزب الله» يتخذ إجراءات لتقليل عدد ضحاياه
• تل أبيب تتعهد بقتاله في اليوم التالي لحرب غزة
هل تسعى إسرائيل إلى استدراج حزب الله إلى معركة واسعة في لبنان؟ يتزايد السؤال أكثر فأكثر على وقع التطورات التي تشهدها الحدود الجنوبية للبنان، خصوصاً في ظل تصاعد وتيرة المعارك العسكرية والعمليات التي ينفّذها الحزب ويردّ عليها الإسرائيليون.
في الأيام القليلة الماضية غيّر الإسرائيليون تكتيكاتهم وبدأوا باستهداف مواقع لحزب الله من دون أن يكون الحزب قد نفّذ عمليات، وبالتالي انتقلوا من ردّ الفعل إلى الفعل، كما أن العمليات الإسرائيلية أصبحت تطول مناطق متقدمة في العمق اللبناني، بعضها يصل إلى حدود 20 و15 كلم، وهذا يوحي زيادة منسوب الاستفزاز الإسرائيلي للحزب، لتوريطه أكثر.
بعض الجهات في لبنان تبدي تخوّفها من احتمال لجوء إسرائيل إلى استدراج الحزب إلى معركة تلزم بها الأميركيين وغيرهم من الأوروبيين الداعمين لها للدخول إلى جانبها في هذه الحرب، طالما أن الأميركيين أرسلوا حاملات طائراتهم ومدمراتهم وقوات عسكرية برية وبحرية بهدف ردع إيران وحلفائها عن الإقدام على أيّ تحركات عسكرية، وبالتالي جعل إسرائيل تستفرد بقطاع غزة.
حتى الآن لا معطيات كافية حول وجهة الأمور، خصوصاً مع التوغل الإسرائيلي البري في القطاع، وكيف سيكون أثره أو نتائجه وانعكاساته على وضع المنطقة والجبهات المحيطة بها، خصوصاً أن إيران وحلفاءها عملوا على إطلاق رسائل واضحة للإسرائيليين باستهدافها لمنعها من الاستمرار في عملياتها العسكرية.
جزء من تغيّر التكتيك الإسرائيلي في التعاطي مع لبنان، هو اللجوء إلى نصب الكمائن، وهو ما كشفه حزب الله بالأمس بأنه استهدف مجموعة جنود إسرائيليين كانوا يعملون على نصب كمين في موقع العاصي، وحقق فيها إصابات مباشرة، ولكن من الواضح أن ذلك يوحي الانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهات، إذا ما أضيفت إلى أنواع المواقع التي يسعى الإسرائيليون لاستهدافها، إضافة إلى سعيهم للبحث عن مواقع تخزين صواريخ أو بطاريات الصواريخ لدى حزب الله من أجل استهدافها، وهذا ما يشير إلى إمكانية تصاعد العملية العسكرية، لكنّ حزب الله لا يريد أن يُستدرج على التوقيت الإسرائيلي، وهي معادلة لطالما رفعها وأعلن عنها.
سياسياً، يسيطر الخوف على الواقع اللبناني في ظل تخوّف المسؤولين من اندلاع حرب شاملة، وأن يستدرج لبنان إليها، خصوصاً في ضوء الكثير من التحذيرات الدولية التي تتزايد وتحذّر من أنه لن تكون هناك أي منطقة آمنة، كما أنه لا أحد سيضمن عدم استهداف المرافق العامة هذه المرة.
في هذا السياق، تتعاطى الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي مع التطورات وكأن البلاد مقبلة على حرب كبرى، ولذلك تم إعداد خطة طوارئ شاملة لكل القطاعات والمناطق، لتكون هناك حالة استنفارية كبرى تحسّباً لاتساع رقعة الصراع.
ونقلت وكالة رويترز، أمس، عن 3 مصادر مطلعة أنه بعد مقتل العشرات من مقاتلي حزب الله، تعمل الجماعة على الحد من خسائرها. وأضافت «رويترز» أنه مع مقتل نحو 50 مقاتلي للحزب معظمهم في غارات إسرائيلية بطائرات مسيّرة، كشف الحزب للمرة الأولى الأحد عن قدراته الصاروخية سطح - جو، معلنا أنه أسقط طائرة مسيّرة إسرائيلية.
وقال أحد المصادر المطلعة لـ «رويترز» إن استخدام الصواريخ المضادة للطائرات كان إحدى الخطوات العديدة التي اتخذها حزب الله للحد من خسائره والتصدي للمُسيّرات الإسرائيلية التي تهاجم مقاتليه في التضاريس الوعرة وبساتين الزيتون على الحدود.
وأضاف المصدر أن حزب الله اتخذ «ترتيبات لتقليص عدد الشهداء»، من دون الخوض في التفاصيل.
في المقابل، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، في إفادة صحافية أمس، إن إسرائيل تتخذ وضعا دفاعيا على الجبهة اللبنانية، لتفادي إرهاق قواتها، بينما تركز على شنّ الحرب على حركة حماس في قطاع غزة. وأضاف هنغبي: «بعد يوم واحد من (القضاء على) حماس» ستطبّق إسرائيل «الدروس المستفادة» على مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية. وأردف قائلا إن لذلك جوانب تتعلق بالعمليات، من دون أن يخوض في تفاصيل أخرى.
مصر مستعدة لبذل «ملايين الأرواح» لحماية سيناء
• القاهرة تقترب من إنجاز بناء مستشفى ميداني لاستقبال جرحى غزة
• نتنياهو طالب الأوروبيين بإقناع السيسي بقبول لجوء الغزيين مقابل شطب الديون
رغم الإجماع العربي والتحذيرات الغربية، عاد موضوع تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء المصرية إلى الواجهة، بعد مؤشرات على أن إسرائيل لم تتخلّ عن الفكرة تماماً، وهي تواصل الضغط على مصر للسماح بعبور مئات آلاف الفلسطينيين الذين قد يفرّون من أمام آلة القتل الإسرائيلية.
وخلال زيارة إلى الكتيبة 101 في سيناء، مقرّ قيادة القوات المنتشرة في العريش والشيخ زويد ورفح، أكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أمس، أن بلاده مستعدة لـ «بذل ملايين الأرواح» من أجل حماية سيناء.
وقال مدبولي في المقر الذي زاره برفقة رئيس «اتحاد قبائل شمال سيناء» ومحافظ شمال سيناء، ووفد من السياسيين ورؤساء الأحزاب وأعضاء مجلس النواب والإعلاميين إن «تهديد مصر ومحاولة النَّيل منها عبر التاريخ أتى من سيناء، وهي بقعة غالية في قلب كل مصري، ومستعدون لبذل ملايين الأرواح من أجل حمايتها»، وأردف: «مصر لن تسمح أن يتم فرض أي شيء عليها، ولن نسمح بتصفية أو حل قضايا إقليمية على حسابنا».
وقال مدبولي في كلمته إن الإرهاب كان منتشراً في سيناء، مؤكداً أن هناك قراراً استراتيجياً للرئيس عبدالفتاح السيسي هو تنمية سيناء على كل الصعد، حتى لا يستطيع أحد أن يجعل هذا المكان مطمعاً له.
وزار مدبولي معبر رفح ومطار العريش للاطّلاع على تأمين المساعدات لإدخالها الى قطاع غزة.
من جانبه، صرح قائد الجيش الثاني الميداني المصري، اللواء أركان حرب محمد ربيع قائلا: «نحافظ على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لتنفيذ أي مهام تُوكل إلينا لحماية أمن مصر القومي من الاتجاه الشمالي الشرقي».
ويوم الجمعة الماضي، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية أن طائرتين من دون طيار كانتا متجهتين من جنوب البحر الأحمر إلى الشمال، وتم استهداف إحداهما خارج المجال الجوي المصري بمنطقة خليج العقبة، مما أسفر عن سقوط بعض حطامها بمنطقة غير مأهولة بالسكان في مدينة نويبع. وسقطت الأخرى بمدينة طابا، مما تسبب في إصابة 6 أشخاص بإصابات طفيفة. كما تعرّض برج مراقبة عسكري لقصف إسرائيلي عن طريق الخطأ اعتذرت عنه تلّ أبيب، التي اعتذرت كذلك عن قصف طال الجانب المصري من معبر رفح.
نتنياهو والأوروبيون
وتزامنت زيارة مدبولي مع نشر صحيفة فايننشال تايمز تقريراً أمس، كشفت فيه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقترح على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عبر دول أوروبية، استقبال اللاجئين من قطاع غزة، مقدّماً اقتراحاً بأن يقوم البنك الدولي بشطب الديون المالية الكبيرة على مصر، مقابل هذه الخطوة.
وأفاد التقرير بأن نتنياهو أثار الاقتراح مع زعماء أوروبيين، وطالبهم بإقناع المصريين، لأن هذا هو الحل الأفضل برأيه، على أن يتم إجلاء الجرحى الفلسطينيين بالسفن، وكذلك إنشاء مستشفى ميداني في مصر.
ويعارض السيسي ذلك، بل وقال من جانبه إن «بإمكان إسرائيل استيعابهم لديها في صحراء النقب، جنوب إسرائيل».
وأكد الرئيس المصري، خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الأميركي جو بايدن، قبل يومين، أن القاهرة لم ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى أراضيها، وفق بيان للرئاسة المصرية.
ومنذ بداية الحرب على غزّة، تكرر السلطات المصرية رفض مخطط تهجير سكان غزة للأراضي المصرية، وتحديدا سيناء المتاخمة للقطاع، بالتزامن مع دعوات إسرائيلية رسمية إليهم بالنزوح، حيث دفع الجيش الإسرائيلي مئات آلاف الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، نحو معبر رفح.
في سياق متصل، قال البيت الأبيض إنه يسعى لإجراء مفاوضات مع مصر وإسرائيل لإنشاء ممرات إنسانية في قطاع غزة. وتريد الولايات المتحدة إخراج الأميركيين والأجانب العالقين في القطاع، وهو ما رهنته مصر بسماح تل أبيب بدخول كميات من المساعدات إلى غزة.
مستشفى ميداني
ونقلت «بوابة الأهرام»، أمس، عن محافظ شمال سيناء، اللواء محمد شوشة، أن مديرية الصحة بشمال سيناء تعمل بكامل طاقتها من أجل إنشاء مستشفى ميداني في الشيخ زويد لاستقبال المصابين الفلسطينيين حال دخولهم إلى مصر، مضيفا أن الانتهاء من المستشفى بات وشيكاً.
وكشف شوشة عن وصول 12 كرفاناً و4 خيام سـعة الـواحدة منـها 20 سريرا، إضـافة الى 10 حمـامات ومحطـة تحليـة ميـاه وخـزان ميـاه و3 محـولات كـهرباء.
رشوان
بدوره، أكد رئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات ضياء رشوان، أمس، أن مصر تؤكد بشكل واضح أنها لن تقبل التهجير القسري لأي مواطن فلسطيني إلى الأراضي المصرية، مشيرا إلى أن «مصر ستبذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن أرضها».
وقال رشوان، في مؤتمر صحافي عقدته الهيئة أمس في معبر رفح بمحافظة شمال سيناء، إن أكثر من مليوني فلسطيني بقطاع غزة لهم الحق في الحياة والعلاج ودفن شهدائهم، مضيفا أن 250 شاحنة عبرت إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
وأوضح أن قطاع غزة يحتاج يوميا نحو 500 شاحنة مساعدات إنسانية، داعيا إلى تكاتف دولي لإنقاذ أهالي القطاع، لأن 45% من مساكنهم تضررت جراء العدوان الإسرائيلي، وشدد على أن «ما يجري في القطاع هو عدوان لا تقبله الشريعة الدولية، ويتجاوز حق الدفاع عن النفس».
أشتية: لن نعود إلى حكم غزة على دبابة إسرائيلية
• مستشار عباس: نأمل أن تؤثر «قمة الرياض» العربية على واشنطن
قال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد أشتية لصحيفة الغارديان البريطانية أمس الأول، إن السلطة الفلسطينية لن تعود لحكم القطاع دون اتفاق شامل يضم الضفة الغربية إلى دولة فلسطينية.
وأشارت الصحيفة الى أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يبحثون مستقبل غزة، بما في ذلك تشكيل حكومة مؤقتة تدعمها الأمم المتحدة وبمشاركة دول عربية.
وأضاف أشتية «فكرة ان تذهب السلطة الفلسطينية إلى غزة وتدير شؤون القطاع دون حل سياسي للضفة الغربية، وكأن هذه السلطة الفلسطينية تدخل القطاع على متن طائرة إف 16 أو دبابة إسرائيلية!، أنا لا أقبل ذلك. رئيسنا لا يقبل ذلك. ولن يقبل أحد منا ذلك».
إلى ذلك، أكد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش أمس أهمية القمة العربية المقبلة، مشدداً على أنها تأتي «استجابة للمتطلبات والتحديات التي تواجهها المنطقة كلها».
وقال الهباش في تصريح عبر الهاتف لـ «كونا» إن «جميع الأشقاء في الدول العربية متفهمون لعقد هذه القمة التي ستأتي استجابة لمتطلبات اللحظة الراهنة التي تعيشها فلسطين وتواجهها كل المنطقة».
وأعرب عن أمله أن «يصدر عن القمة ما يكسب الجهود العربية المبذولة زخما أكبر وفاعلية أكثر في التأثير على توجهات صانع القرار الأميركي من أجل ضمان وقف العدوان وطي هذه الصفحة ثم بعد ذلك يتم التركيز على حل أسباب الصراع وإنهاء الاحتلال وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة».
وأشاد الهباش بموقف مصر والدول العربية المحورية الذي أفشل مخطط الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يريد تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسري.
وأعلنت جامعة الدول العربية أمس الأول أنها تلقت طلبا رسميا من فلسطين والسعودية لعقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة يوم 11 نوفمبر المقبل في الرياض لبحث عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.