حرب عالمية صغرى... غزة مسمار بنعش الكيان الصهيوني
بقدر القلق والحزن والألم الذي يدمي القلوب ويسلب العقول توازنها، بسبب المحارق المتوحشة وجرائم الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني وعصاباته المغتصبة وحلفاؤه من الدول الغربية المعتدية، تجاه الأطفال والنساء والمدنيين في غزة، والهدم والقصف العشوائي والمبرمج للمباني والأعيان المدنية والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، باستخدام كل الأسلحة المحرمة دولياً والحارقة، أمام مشاهدة على الهواء وصمت لدول العالم التي لا تحرك ساكناً، بل إن ما يسمى بالعالم المتحضر تحوّل لغول متوحش بمساندة كل ذلك والاشتراك فيه وتبريره، في ظل عجز وربما تشفٍّ وشماتة من عدد كبير من الأنظمة العربية والإسلامية، بل ربما مساندة ودعم بعضها للكيان الصهيوني، تحت ادعاء القضاء على «حماس»، وهو ادعاء باطل وداحض، فما يتم ارتكابه والجاري هو الإبادة الجماعية للأطفال والنساء والمدنيين في غزة!
لكن، رغم كل ذلك القلق والحزن والألم، هناك يقين وفرح وتفاؤل بأن الدوائر ستدور على الظالم، وأن يوم نهاية الكيان الصهيوني أصبح أقرب مما نظن ونعتقد، وهو يأتي من يقين بأن الإسلام وأهله من المسلمين ستكتب لهم الغلبة والعودة بنصر عزيز مظفّر بأكناف بيت المقدس.
أما الفرح، فمرتبط بذلك اليقين، الذي جاءت انطلاقته من غزة، فصارت غزة هي «المسمار» بل «المسامير» التي تم دقها في «نعش الكيان الصهيوني»، وهي مرحلة حتمية ستلحق بها حتماً مراحل تالية، بلوغاً للمرحلة النهائية التي يتداعى معها الكيان الصهيوني في وقت أقرب مما نظن ونعتقد!
ولو توقفنا سريعاً أمام «المسامير» التي تم دقها «بنعش» الكيان الصهيوني، لوجدناها كما يلي:
1- مسمار أنهى أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر!
2- مسمار مشروعية المقاومة وعمليات حركات التحرر ضد المحتل المغتصب للدولة بالقوة أيا كان!
3- مسمار سقوط ما يقارب 2500 قتيل.
4-أسر أكثر من 250 بينهم رتب كبيرة جداً.
5- تهجير نصف مليون من المستوطنين.
6- الحصول على كنز معلومات الموساد.
7- سقوط حضارة الغرب الذي يدعي الإنسانية.
8- فشل مخطط التطبيع... وإسقاط ما يسمى بالإبراهيمية.
9- مسمار سقوط مخطط صفقة القرن وتهجير أهل غزة.
10- انتهاء فكرة الوطن اليهودي وهشاشة ارتباطهم به.
11- إعادة قضية فلسطين إلى مكانتها المحورية في الأمة.
12- تحقيق الوحدة الشعورية بين الأمة جمعاء.
13- إعادة الأمل لفلسطينيي الشتات بقرب العودة.
كل تلك هي «مسامير»، صارت حاضرة ومتحققة، وسيكون لها ما بعدها، قصر الزمن أو طال.
وأما التفاؤل فمنبعه ذلك اليقين، وسطرته تلك «المسامير» التي تم دقها بنعش الكيان الصهيوني، فقد صارت الصلاة في المسجد الأقصى محرراً، وهو الدعاء الذي يردده كل المسلمين ويحلمون به، وينتظرون تحققه وأوانه، صارت وشيكة وسيتم تحققها، بإذن الله.
ولا مفر من أن نبرز هنا حقيقة واقعية، وهي كيف ولماذا أصبحت غزة هي المسمار الأهم الذي دُق في نعش الكيان الصهيوني المغتصب؟
من يراقب أحداث غزة من بداية «طوفان الأقصى»، وتداعياته المختلفة حتى يوم كتابة هذا المقال 31 أكتوبر 2023، فلن يخفى عليه أننا أمام حرب عالمية صغرى، طرفاها من جهة الكيان الصهيوني وفي معيته 11 دولة غربية بأفضل نخبها العسكرية وتكنولوجياتها وقذائفها وقنابلها المجرمة والحارقة، ومن الجهة الأخرى المقاومة الفلسطينية في غزة بكل فصائلها، ومن ورائهم أهل غزة المدنيون في صمودهم وثباتهم الأسطوري، وتمسكهم بأرضهم وإصرارهم على البقاء، بل والعودة لأراضيهم المغتصبة!
وفي مشهد مثل هذا، لا غرو أن نرى أن غزة فعلاً وواقعاً هي «المسمار» بل «المسامير»، التي تم دقها بنعش الكيان الصهيوني المغتصب.
«وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».