رئيس مجلس الأمة للنواب: لا إفراط ولا تفريط
• تعبيد الطريق الوعر لتخطي الصعوبات رهين بالتقارب والتعاون والحوار الهادف
• اختيار حزم تشريعية للأولويات المرحلية المعيشية والسياسية والتنموية
• العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة ترتكب جرائم وحشية وتطهيراً عرقياً
في بداية كلمته، قال رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون: «بالأمس القريب اختتمنا دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السابع عشر، والذي استمر حتى الثاني من أغسطس الماضي، والذي شهد توافقاً بين أعضاء السلطتين في إقرار قوانين تنوعت في موضوعاتها وأهميتها».
وأضاف السعدون «وها نحن اليوم نستهل أعمالنا بافتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي السابع عشر بتشريف سموكم الكريم، ودعمكم البَيّن لمسيرة الحياة الدستورية في البلاد وإرساء قواعد البناء على ركيزة من الشرعية الدستورية والديموقراطية وشورى الحكم، ونستهل هذا الدور أيضاً بغمرة من التفاؤل، وأن نكون أمناء لقسمنا في أداء حق الوظيفة النيابية، وأوفياء لبلد يستحق منا بذل العطاء، وأنه مهما شق العناء فهو على الجميع هيّن، الكل يبذل الجهد عن طيب خاطر ورضا نفس، لنواجه الصعاب ونسد الثغرات بخطى ثابتة، بعون من الله، وتعاون وثيق مع السلطة التنفيذية».
أعباء جسام
وتابع: «نحن ندرك أننا نواجه دور انعقاد حافلا بأعباء جسام، ونأمل أن نشهد خلاله عطاء متدفقاً من الإنجازات التي تتطلبها مصلحة البلاد، ما يقتضي عناية منهجية لتحقيق تناسق متوازن في العمل النيابي على أساس تقديرات محسوبة بغير إفراط ولا تفريط، وهو ما لمسناه وشاهدناه من الإخوة في اللجنة التنسيقية ومن ترتيب للأولويات، وقيامهم بجهود مشكورة من خلال عمل اللجنة في تقارب وجهات النظر النيابية، والتنسيق مع الجانب الحكومي، وذلك باختيار مجموعة من الحزم التشريعية لمختلف الأولويات المرحلية، منها على سبيل المثال أولويات معيشية وسياسية وتنموية».
وشدد على أن تعبيد الطريق الوعر للتغلب على الصعوبات التي تستنزف الثمين من وقت المجلس على حساب الموضوعات الجمة المطروحة عليه، إنما هو رهين بالتقارب والتعاون والحوار الهادف، وهو جوهر الديموقراطية، كنظام حكم صالح راسخ الدعائم تمليه العدالة الاجتماعية الطبيعية، وفريضة وطنية قوامها تضافر جهود جميع الأعضاء في كنف المؤسسة الدستورية التي تضمهم بين أحضانها، والاستعداد لتحمّل المسؤولية والوفاء بأمانة العهد، والإيمان بالواجب مهما شق العناء، والإحساس في خلجات أبنائه بتطلعات مشروعة، وأنه لا محيص إلا بالاهتمام بها وبذل الجهد وإعداد العدة لإنجازها والوصول بها إلى بر الأمان.
وأشار إلى ما أعلنه سمو رئيس مجلس الوزراء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من مواقف مبدئية لدولة الكويت باحترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، إضافة إلى ما صدر عن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بما تضمنه من أهمية سيادة دولة الكويت ووحدة أراضيها، واحترام الاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، خصوصا قرار مجلس الأمن رقم 833 بشأن ترسيم الحدود الكويتية - العراقية، وكذلك الجهد المبذول من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة والتعاون المتواصل مع إخوانهم في وزارة الخارجية، بالعمل على تحقيق مصالح الوطن من دون كلل.
العدوان الصهيوني
وذكر «لقد تابعنا بكل أسى ونتابع يومياً ما تقوم به العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة من جرائم وحشية وقصف همجي وتطهير عرقي أدى حتى الآن إلى استشهاد الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ وإلى إصابات بلغت عشرات الألوف من أهلنا في قطاع غزة، هذا الاعتداء الوحشي لا تقف مخالفته عند الأعراف والشرائع، بل إن ما يقوم به الكيان الصهيوني من عدوان على غزة، وما نشاهده اليوم من دعوات صريحة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب الذي يدفع وبشكل صريح وعلني بتهجير أهالي غزة من بيوتهم وترحيلهم خارج أراضيهم، وقصف دور العبادة والمستشفيات ومساكن المواطنين وأماكن الإيواء، لا يمكن وصفه إلا بجرائم الإبادة الجماعية».
خور عبدالله وحسن الجوار
قال السعدون إن ما أثير حول اتفاقية خور عبدالله يدعونا إلى استحضار ما تفضل به سمو ولي العهد في قمة الرياض بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة الآسيان من دعوة للعراق التي جاء فيها: «انطلاقاً من حرص دولة الكويت على حسن الجوار، نؤكد ضرورة اتخاذ حكومة العراق إجراءات حاسمة عاجلة لمعالجة تداعيات الحكم الصادر بشأن الملاحة في خور عبدالله».
تباين الآراء ومصلحة الوطن
شدد السعدون على أنه مهما تباينت الآراء فإن مصلحة الوطن تسمو على ما عداها، وأن كُلاً منا أياً كان موقعه سيمضي في مسيرة العمل الوطني، قائماً بمسؤولياته، مجتهداً في عمله، واضعاً مصلحة الوطن وسلامته واستقراره وأمنه فوق كل اعتبار.
دماء الأبرياء والسلم
أكد رئيس المجلس أهمية تكاتف المجتمع الدولي تجاه إدانة الكيان الصهيوني والتصدي لممارساته الوحشية ضد الفلسطينيين في غزة، والدعوة إلى وقفه، ورفض القبول بتصرفات ومواقف من لا يكترث لدماء الأبرياء ولا لدعوات السلم والسلام.
أحداث الجلسة الافتتاحية لحظة بلحظة
9:00 قاعة عبدالله السالم تزينت بأعلام فلسطين التي وزعها النائب د. حمد المطر على مقاعد النواب.9:05 تم تشغيل كلمات مأثورة لصاحب السمو أمير البلاد، والتي أكد فيها سموه أهمية التمسك بالوحدة الوطنية والتعاون بين السلطتين، تلتها كلمات مأثورة لسمو ولي العهد وتأكيد سموه على التمسك بالديموقراطية في إدارة البلد، و«أننا لن نحيد عن الدستور ولن نقوم بتعديله ولا تنقيحه ولا المساس به».
9:12 تمت إزالة أوشحة فلسطين من قبل عمال المجلس.
9:30 توافد النواب على القاعة وأخذ أماكنهم بها.
9:40 دخول الحكومة إلى القاعة.
10:02 وصول موكب سمو ولي العهد مبنى مجلس الأمة، وكان باستقباله رئيس المجلس أحمد السعدون ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد النواف.
10:07 توجه ممثل سمو الأمير إلى القاعة الأميرية بمعية رئيسَي السلطتين، حيث وقّع سموه على سجل الشرف.
10:41 وصول سمو ولي العهد إلى قاعة عبدالله السالم وسط تصفيق حاد من الحضور لدى استقباله.
10:42 تلاوة آيات من الذكر الحكيم.
10:45 الأمين العام تلا مرسوم الدعوة لدور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي السابع عشر.
10:47 سمو ولي العهد يلقي النطق السامي.
11:04 انتهاء كلمة ممثل الأمير وسط تصفيق حاد وبدء كلمة السعدون.
11:15 رئيس الوزراء يلقي الخطاب الأميري.
11:45 انتهاء كلمة رئيس الوزراء ورفع الجلسة الافتتاحية ومغادرة سمو ولي العهد للقاعة وسط تصفيق حاد، وذهاب الأعضاء للسلام على سموه والتقاط الصور التذكارية معه.