نظّمت عمادة السلك الدبلوماسي في البلاد، بحضور عدد كبير من السفراء العرب والأجانب، وقفة تضامنية مع الفلسطينيين في غزة، تلبية لمبادرة من السفارة الإيرانية.

وفي التجمّع الذي استضافه السفير رامي طهبوب في مقر السفارة الفلسطينية، تقدّم عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان زبيدالله زبيدوف بخالص العزاء «إلى أبناء الشعب الفلسطيني لسقوط آلاف الشهداء خلال الاشتباكات والعمليات العسكرية».

Ad

وأضاف زبيدوف أن «استهداف المدنيين العُزَّل وقصف المستشفيات والمدارس ومرافق البنية التحتية المدنية غير مقبول»، مجدداً دعوته إلى «حل القضية عن طريق التفاوض، والرجوع إلى المبادرة العربية التي تنص على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

طهبوب

من جهته، أشاد طهبوب بمشاركة هذا العدد الكبير من رؤساء البعثات الدبلوماسية وخصوصاً الأجانب والحضور الأوروبي القوي، لافتاً إلى أن هذا الحضور «يبعث برسالة إلى العالم تبين من الظالم ومن المظلوم».

وأضاف «أن هذا الحضور يليق بمكانة فلسطين وشعبها الذي يقدم كل التضحيات»، مشيداً بالموقف الكويتي، ومستشهداً بجلسة افتتاح الدور التشريعي بمجلس الأمة، حيث استهل سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد النطق السامي بالقضية الفلسطينية «وهذا وحده كفيل بأن نرى الموقف الكويتي قيادة وحكومة وشعباً».

وذكر أن النكبة الفلسطينية بدأت منذ عام 1948 لا في 7 أكتوبر كما يصورها الإعلام الأميركي، فالسابع من أكتوبر لن يمسح نكبتي 1948 و1967، «ومن يعتقد أن الشعب الفلسطيني سيغادر أرضه فهو واهم فلن نكرر خطأنا في 1948 و1967».

توتونجي

بدوره، قال السفير الإيراني محمد توتونجي، «إن الأوضاع التي تسود فلسطين المحتلة اليوم صورة للتوتر الإقليمي والدولي وارتكاب الجرائم والإبادة الجماعية» جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي.

وقال «إن احتلال فلسطين واغتصاب أرض شعب عريق وتهجير معظم سكّانه طوال 75 عاماً واضطهاد أبنائه الصامدين في غزة ليس قضية فلسطين وإسرائيل أو العرب وإسرائيل أو حتى المسلمين وإسرائيل، إنما مسألة فلسطين، هي مسألة البشرية وكل المجتمع الدولي، فلذا على كل الدول أن تتحمل مسؤولياتها لوضع حد لهذا الوضع غير الإنساني والمخجل العميق للبشرية».

من جهته، قال السفير العماني صالح الخروصي: «نتضامن مع فلسطين وما تمر به من ظروف صعبة»، متمنياً «عودة الاستقرار وفق الشرعية الدولية».

بدوره، أوضح السفير العراقي المنهل الصافي أن مشاركته في هذه الوقفة التضامنية «هي أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الأبطال الأشاوس الذين يواجهون آلة القتل الوحشية منذ أسابيع»، آملاً «الإسراع بوقف النار لنتمكن من لملمة جراحنا ودفن شهدائنا».

سونمز

أما السفيرة التركية طوبى نور سونمز، فقالت: «أتيت باسم شعبي وباسم حكومتي لتقديم تعازينا للسفير الفلسطيني ولنظهر له تضامننا مع أشقائنا».

وأضافت: «ما حصل منذ 8 أكتوبر الماضي، من قصف عنيف على غزة ومن قتل لمدنيين أبرياء، يجعل من إسرائيل إرهابية، ولن ندع اسرائيل تنجو بفعلتها دون محاسبة وعقاب، وسنسعى لإيصال إسرائيل وبنيامين نتنياهو إلى محكمة العدل الدولية لمحاكمتهما».

وشكر السفير المصري أسامة شلتوت الكويت «دولة الانسانية» على إقامتها جسراً إنسانياً جوياً، لإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة بصفة يومية إلى الشعب الفلسطيني عبر معبر رفح، وإدخالها عبر الأمم المتحدة إلى غزة.

وأعرب السفير السوداني عوض الكريم الريح بلة عن أمله بعودة التضامن العربي نصرة للقضية الفلسطينية، وأن يستطيع القادة العرب استعادة القدس الشريف وفرض رؤيتهم في هذا الشأن القائم على مبادرة السلام العربية لعام 2002 وأن تقوم الدولة الفلسطينية التي يسعى الآن الكيان الصهيوني بكل قواه لكي يجعلها بشكل كانتونات أو فدراليات صغيرة تتبع له وتحمي جداره الأمني الذي أقامه».

من جهته، قال سفير الفاتيكان المطران أوجين نوجنت: «أتيت اليوم باسم الإنسانية للتعبير عن الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون»، مضيفاً: «عشت في فلسطين 4 سنوات، ومثل الجميع، صُدمت من رؤية ما يحدث هناك».

من ناحيته، قال القائم بأعمال السفارة اللبنانية أحمد عرفة، إن «وجودنا اليوم في سفارة فلسطين هو للتعبير ولو بالحد الأدنى عن التضامن والتعاضد مع أشقائنا الفلسطينيين»، مضيفاً أن هذا المستوى من الإجرام الإسرائيلي ضرب كل القوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان بعرض الحائط، ومرده إلى صمت المجتمع الدولي تجاه ما يجري في غزة.