أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، المعرض الشخصي الأول للفنانة التشكيلية منى مبارك، في قاعة العدواني بضاحية عبدالله السالم بعنوان «بداية خطوات»، والذي تضمَّن حوالي 37 لوحة، بحضور مراقب الفنون التشكيلية دعيج الغونيم، والفنانة التشكيلية ثريا البقصمي، وجمع من التشكيليين والجمهور.

وفي كلمة المجلس بالكتالوج التعريفي، قال: «يعتبر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المظلة الرسمية الراعية للحركة التشكيلية، حيث يحرص على التواصل الدائم مع المبدعين واحتضانهم، من خلال إقامة المعارض والورش، لعرض إنتاجهم وإبراز الفن التشكيلي، بمختلف أنواعه ومدارسه، على الصعيد المحلي».

Ad

من جهتها، كتبت الفنانة البقصمي كلمة بعنوان «خطوات الأمل»، ومن أجوائها: «الفنانة منى مبارك، وطئت أرض الأمل بخطوات ثابتة، كانت تحلم مشحونة بتطلعات إبداعية تحلِّق في سماء لا سقف لها، وقد اجتازت نفق الألم والمرض البغيض. قالت بعد كل جلسة كيماوي كنت أحارب ألمي بأنابيب الألوان ورزمة الفرش، وقماش اللوحة التي أمطرها بأحلامي، وأمنياتي في أن يطيل الله في عمري لأجد لوحتي معلَّقة ذات يوم في صالة عرض، وهناك من يتأملها ويتساءل: في أي شيء كانت تفكر عندما رسمتها؟! وها هي بإصرارها وعشقها لفنها تحقق أمنيتها».

تتمتع الفنانة مبارك بالقدرة على رصد مواضيعها الفنية، وجاذبية الألوان التي تستخدمها، بتدرجاتها، سواء الحمراء أو البنية أو الزرقاء، وغير ذلك من الألوان، التي تبدو في مجمل أعمالها متناسقة ومتضامنة مع عناصر مواضيعها التشكيلية.

واستخلصت الفنانة، خلال معرضها الأول، أفكارها من تراث الكويت الذي عبَّرت عنه خير تعبير، خصوصاً البيئة القديمة، التي أخذت حيزاً كبيراً من اهتماماتها، من خلال لوحات تدور معظمها في هذا الفضاء التراثي، رصداً وتجسيداً وتوثيقاً.

كما أن ألوان الإكريليك كانت لها الصدارة في لوحات المعرض، بفضل ما تتميز به من المرونة والحيوية والقدرة على تنفيذ الأفكار المطروحة بدقة. وجاءت لوحة «مشعاب بوشعيب» بألوان الإكريليك ممزوجة بالكثير من الأفكار والرؤى، إضافة إلى لوحة «عمشة»، من خلال ما فيها من رصد متقن للمرأة في الزمن القديم، ثم لوحة «حور الخيام»، و«الريم»، و«ضي النخيل»، و«أشجار النخيل»، وكلها أفكار جاءت من منطلق الخيال الذي يتداخل فيه التراث مع الواقع.

وبدت الألوان زاهية ومتنوعة في أعمال: «حنة موضي»، و«يلوة شيخة»، و«الباب العتيج»، و«فرحة عواشة»، و«العنود» و«قماشة»، و«الجوهرة»، و«الجوري»، تلك التي استلهمتها من ماضي الكويت.

وقد اختارت منى مبارك المرأة لتكون الموضوع الأساسي لمعظم لوحاتها، وهو اختيار مبني على مفاهيم جمالية ذات طابع إنساني رمزي.