بقايا خيال: يتعمدون طمس دور «أهل البيت»!!
هل يستطيع أي فقير في العالم أن يؤسس شركة تجارية لتوفير الحاجات الضرورية للمواطنين إذا لم يكن يملك رأسمال هذه الشركة؟ هل يقدر الفقير أن يوفر فرص عمل للعاطلين عن العمل إذا لم يكن يملك العلم والخبرة والكفاءة التي تمكنه من توفير العيش الكريم للفقراء؟ هل يستطيع أي فقير أن يؤسس مدرسة لتعليم الفقراء إذا لم يكن هذا الفقير يملك أرضاً ومالاً لتشييد مدرسة تتكفل بتعليم أبناء وطنه؟
إذا كانت فكرة إنشاء مدرسة المباركية من إبداعات أغنياء وفروا أرضاً شيدوا عليها المدرسة وزودوها بالمدرسين ومستلزمات التعليم، وإذا كان المستشفى الأمريكاني قد بُني على أرض تبرع بها أحد الأثرياء الكويتيين، وإذا كانت مساجد الكويت وحسينياتها كلها بناها الأغنياء، وإذا كانت مجالس الشورى كلها منذ مطلع القرن العشرين حتى صدور مرسوم إنشاء المجلس التأسيسي وصدور دستور دولة الكويت بإيعاز من الأغنياء الذين تعلموا ودرسوا وعملوا بالخارج، وعرفوا معنى الحرية، ولم يكن بين المتبرعين فقير واحد، فبأي منطق يحاولون إقناعنا بأن الفقراء قادرون على إنجاز ما أنجزه الأغنياء؟ ومن يكون هؤلاء الذين يتحرشون بعلية القوم «مالياً»، ويتهمونهم بالتقصير في الحياة التعليمية والصحية والاجتماعية، حتى وصلت بهم الجرأة أن يتهموا أهلنا بالتقصير في مستلزمات الدفاع العربي المشترك؟ وما السر في نهش لحم الأغنياء هذه الأيام مع بدء حرب غزة وكأن الكويتيين بحاجة إلى تذكيرهم بواجبات وطنية وعروبية كانت لهم اليد الطولى بتأسيس ركائزها منذ قرن مضى؟ طول عمرنا نسمع ونرى الدور البارز لأثرياء بلادنا بالازدهار الثقافي والعلمي والاقتصادي والسياسي في المحافل الدولية، ولم نسمع أبداً عن محاولات تهميش دور الأثرياء في بناء الديرة إلا بعد أن عرفنا مصطلح «المزورين» وتعبير «المقيمين بصورة غير قانونية» وظاهرة «المزدوجين» منذ منتصف الثمانينيات حتى يومنا هذا.
الغريب أن من كان يتحدث عن هذا الدور الوطني لأغنياء الكويت هم أبناء الكويت المخلصون من الفقراء أنفسهم لا الأغنياء، فكيف تبدلت الأدوار ليتحرش الـ (New Money) والدخلاء على الديرة بأهل البيت؟
السيدة الفاضلة بدرية يوسف أحمد الغانم، حفظها الله، أرسلت لي رسالة عبر الواتساب تعبّر من خلالها عن تذمرها «المؤدب» حيال من ينهش لحم أغنياء كان لهم الدور الأكبر ولا يزال في دعم المجهود الحربي العربي، سواء ما تعلّق بدعم المجاهدين الجزائريين أو الفدائيين الفلسطينيين، وقالت أم عبدالله «يبونا نقاطع ستاربكس، ويهاجمون الشايع؟ ويقولون ليش ما يتبرع؟... يهال قاصين عليهم ما يعرفون تاريخ الكويت... ما يدرون إن عوايل الكويت أسسوا لجنة من سنة 1954 للإغاثة قبل لا تطلع هالجمعيات الخيرية... أنشئت اللجنة الشعبية لجمع التبرعات عام 1954 بمبادرة من أهل الخير من عوائل الكويت بهدف تقديم المساعدات لفلسطين والجزائر. وانطلقت على أيدي مجموعة من أهل الخير وهم عبدالعزيز الصقر ويوسف عبدالعزيز الفليج ومحمد عبدالمحسن الخرافي ومحمد بن يوسف النصف، رحمهم الله جميعاً، وعبدالعزيز محمد الشايع، رئيس اللجنة الحالي، وحمود يوسف النصف ومرزوق عبدالوهاب المرزوق وبدر السالم العبدالوهاب وجاسم عبدالعزيز القطامي.
وبعدها تشكلت اللجنة من عبدالعزيز الشايع ومرزوق عبدالوهاب المرزوق ومحمود يوسف الفليج وجاسم عبدالعزيز القطامي وجاسم محمد الخرافي وعصام جاسم الصقر وطارق بدر السالم العبدالوهاب المطوع القناعي وقيس نصف اليوسف النصف.
واختتمت تطلب إرسال رسالتها هذه إلى «مَن لا يعرف تاريخ عوائل الكويت الذين مازالوا في الفزعة لقضايا الأمة... الله يحفظ الكويت».