شبّه جو بوتشينو، الجنرال المتقاعد بالجيش الأميركي، المعركة التي تدور في غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى بحرب فيتنام، معتبراً أنها ستكون أصعب وأطول من معركة الفلوجة الثانية في العراق، وأكثر عنفاً من هجوم الموصل.

وقال بوتشينو، إن أنفاق غزة تشبه استراتيجياً وتكتيكياً الأنفاق التي بناها مقاتلو الفيتكونغ الفيتناميون، موضحاً أن أنظمة أنفاق الفيتكونغ، خصوصاً تلك التي كانت موجودة في مقاطعة كوتشي حيث تقع مدينة سايغون، والبالغ طولها 150 ميلاً والمبنية بعناية يدوياً خلال حرب الهند الصينية في أواخر الأربعينيات، كأماكن إقامة وتخزين إمدادات وقواعد تشغيلية، كانت عبارة عن متاهة من ممرات ضيقة وفخاخ محكمة التمويه، يسودها الظلام الدامس، لكنها أبطلت تفوق الولايات المتحدة المتمثل في الطائرات القاذفة والمدفعية والهاون والقدرات الأخرى، مما سمح لقوات الفيتكونغ بنصب كمائن للقوات الأميركية والفيتنامية الجنوبية المرتبكة فوق الأرض ثم الاختفاء.

Ad

ولفت الجنرال الأميركي إلى أن أنفاق غزة تم بناؤها قبل فترة طويلة من سيطرة حماس على المنطقة عام 2007 ولها أغراض متنوعة وتعقيدها واستخداماتها المتعددة ستصيب الجيش الإسرائيلي بالحيرة.

وشرح أن هناك أنفاقاً تسيطر عليها حماس لتهريب الأسلحة بعيداً عن أنظار الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، وهناك ممرات تجارية تولد عائدات من البضائع المهربة عبر الحدود بين غزة ومصر، وهناك مراكز قيادة وتحكم ومخازن ذخيرة وأماكن إقامة، لكن الجانب الأكثر إثارة لقلق إسرائيل هو الأنفاق القتالية.

وللدلالة على استثمار «حماس» الكبير في الأنفاق، أشار بوتشينو الى أن أحد الأنفاق الذي تم اكتشافه قبل عقد من الزمان امتد ميلاً ونصف الميل داخل إسرائيل، واحتاج إلى 10 ملايين دولار و800 طن من الخرسانة لبنائه، كما لفت إلى وجود أنفاق عميقة وواسعة بما يكفي لنقل الدراجات النارية وتصل إلى 115 قدماً تحت الأرض.

وأكد الجنرال الأميركي أن حماس لديها كل المزايا في هذه الحرب لأن إجمالي العمق والاتساع لشبكة الأنفاق لا يزال مجهولاً للجيش الإسرائيلي، ويمكن لمقاتليها الظهور من الأرض ثم الاختفاء بسرعة مما يكسبهم ميزة نفسية من خلال إدخال الارتباك والهوس كما هو الحال مع مقاتلي أنفاق فيتكونغ.

ويقول الجنرال المتقاعد أن امتداد الأنفاق تحت المناطق المأهولة بالسكان يصعب مهمة إسرائيل التي تواجه ضغوطاً كبيرة بسبب الحصيلة المخيفة للقتلى المدنيين.