حسن نصرالله: كل الخيارات مطروحة.. والبوارج الأمريكية لا تُخيفنا
هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة الولايات المتحدة التي حمّلها «المسؤولية الكاملة» عن الحرب في غزة باستهداف أساطيلها في المتوسط، مؤكداً أن احتمالات توسّع الحرب إقليميا ضد إسرائيل «مفتوحة».
وفي أول كلمة له منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر، أطلّ نصرالله عبر شاشة عملاقة أمام عشرات الآلاف من مناصريه في احتفال في الضاحية الجنوبية لبيروت بالتزامن مع تجمّعات في مناطق عدة، تكريماً لقتلى الحزب و«المقاومة» ضد إسرائيل الذين قضوا في التصعيد القائم على جانبي الحدود اللبنانية على خلفية الحرب بين حماس وإسرائيل.
وقال نصرالله «يجب أن نعرف اليوم أن أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة وعلى شعبها، وإسرائيل مجرّد أداة تنفيذية».
وتوجّه الى الأميركيين قائلا «من يريد منع قيام حرب إقليمية... يجب أن يسارع إلى وقف العدوان على غزة».
وأضاف «تعرفون جيداً أنه إذا حصلت الحرب في المنطقة، فلا أساطيلكم تنفع ولا القتال من الجو ينفع، ومن سيدفع الثمن بالدرجة الأولى مصالحكم وجنودكم وأساطيلكم».
وأضاف «أساطيلكم في البحر الأبيض المتوسط لا تخيفنا ولم تخفنا في يوم من الأيام، أساطيلكم التي تهددونا بها أعددنا لها عدّتها أيضاً».
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية شنته حماس وتسبّب بمقتل 1400 شخص، معظمهم مدنيون، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، تردّ إسرائيل بقصف مدمّر على قطاع غزة يترافق مع عمليات برية واسعة على الأرض داخل القطاع.
وتسبب القصف، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس بمقتل 9227 شخصاً، بينهم أكثر من 3800 طفل.
وأرسلت الولايات المتحدة بعد اندلاع الحرب حاملتي طائرات الى شرق البحر المتوسط، في خطوة قالت إن هدفها «ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع الحرب ضدها».
وأشاد نصرالله بعمليات استهدفت قواعد أميركية في سورية والعراق نفذتها مجموعات عراقية تنضوي معه في «محور المقاومة» الذي تقوده إيران، ويضم فصائل فلسطينية ومجموعات من العراق وسورية واليمن مناوئة لإسرائيل، كما أشاد بدخول المتمردين الحوثيين من اليمن على خط إطلاق صواريخ ومسيرات نحو إسرائيل.
واعتبر أن معركة «طوفان الأقصى أصبحت ممتدة لأكثر من جبهة وفي أكثر من ساحة»، موجهاً «التحية للسواعد العراقية والسواعد اليمنية التي دخلت إلى هذه المعركة المباركة».
وعن توسّع الحرب لتشمل لبنان، قال نصرالله إن حزبه دخل الحرب منذ الثامن من أكتوبر، مضيفاً «القلق من إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي أو حرب كاملة أو تتدحرج إلى حرب واسعة، هذا احتمال واقعي ويمكن أن يحصل وعلى العدو أن يحسب له كل حساب».
وغداة شنّ حماس هجومها، بدأ حزب الله قصف مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان، قبل أن تُشارك فصائل فلسطينية بينها حماس في إطلاق صواريخ وفي عمليات تسلل من لبنان في اتجاه إسرائيل.
وأسفر التصعيد عن مقتل 72 شخصاً في لبنان، بينهم 54 مقاتلاً من الحزب، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس، وأحصى الجيش الإسرائيلي مقتل ستة عسكريين على الأقل ومدني.
وقال نصرالله إن تطوّر جبهة لبنان مرتبط «بمسار وتطور الأحداث في غزة، فهذه الجبهة هي جبهة تضامن، ومساندة لغزة».
وتابع «ما يجري على جبهتنا مهم جداً ومؤثر جداً، ولن يتمّ الاكتفاء به»، و«كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة، وكل الخيارات مطروحة ويُمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات».
وأشار الى أن «الجبهة اللبنانية خففت جزءاً كبيراً من القوات التي كانت ستسخّر للهجوم على غزة وجذبتها باتجاهنا».
وتابع «القلق من إمكانية أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافي أو حرب كاملة أو تتدحرج إلى حرب واسعة هو احتمال واقعي ويمكن أن يحصل وعلى العدو أن يحسب له كل حساب»، مضيفاً «أقول لهذا العدو الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو القيام بعملية استباقية باتجاه لبنان أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخك».
وأشاد نصرالله بعملية «طوفان الأقصى» المباغتة، وقال إن قرارها وتنفيذها كان «فلسطينياً مئة في المئة وأخفاها أصحابها» عن حلفائهم.
وشدّد على أن ما يجري هو «معركة فاصلة حاسمة تاريخية، ما قبلها ليس كما بعدها على الإطلاق».
وقال نصرالله إن الاتهامات الإسرائيلية لحماس بارتكاب «مجازر» لدى مهاجمتها الأراضي الإسرائيلية غير صحيحة.
وأضاف «غداً عندما تبدأ لجان التحقيق سيثبت أن أغلب من يقولون أنهم مدنيون قتلتهم حماس أو الفلسطينيون إنما قتلوا برصاص وقذائف الجيش الإسرائيلي الذي كان يتصرف بغضب وجنون وضياع عندما كان يعمل على طرد عناصر حماس من المناطق التي دخلوها».