أعلن وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح تطابق الموقفين الكويتي والروسي حيال «إنهاء ترسيم الحدود البحرية بين الكويت والعراق وسبل تحقيق ذلك»، كما أكد تطابق وجهات النظر حيال أهمية وقف التصعيد الخطير في قطاع غزة فورا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

جاء ذلك خلال المباحثات الرسمية التي عقدها وزير الخارجية أمس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو.

Ad

ونقل وزير الخارجية في مستهل المباحثات تحيات القيادة السياسية الكويتية لروسيا، مشيدا بما تتسم به علاقات الصداقة التاريخية التي تشهد عامها الـ 60 من قوة ومتانة وتعاون وثيق.

وجرى خلال جلسة المباحثات بحث أطر تعزيز العلاقات الثنائية ودفعها إلى مواقع متقدمة، كما تم بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والتطورات الأخيرة في المنطقة وفي مقدمتها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتصعيد الخطير في قطاع غزة.

كما تم بحث المستجدات على الساحة العراقية وخاصة التداعيات المتعلقة بالحيثيات التاريخية المغلوطة في قرار المحكمة الاتحادية العليا العراقية بشأن اتفاقية خور عبدالله وقضية استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية - العراقية لما بعد العلامة رقم 162، وكذلك ضرورة إنهاء ترسيم الحدود البحرية بين دولة الكويت وإيران. كما تم التطرق إلى ملفي الأزمتين السورية والأوكرانية.

وتم عقد مؤتمر صحافي مشترك بين خلاله وزير الخارجية الكويتي أن المباحثات الثنائية كانت «مثمرة وبناءة»، وتناولت سبل تطوير العلاقات «القوية والتاريخية» بين البلدين.

وقال إنه أطلع وزير الخارجية الروسي على «محادثاتنا مع العراق بشأن أهمية إنهاء ترسيم حدودنا البحرية لما بعد العلامة 162 وكان هناك تطابق في وجهات النظر بأهمية إنهاء ترسيم هذه الحدود وكيفية تحقيق ذلك».

وأفاد بأن المباحثات تناولت الأوضاع الإقليمية وعلى رأسها الحرب في قطاع غزة، لافتا إلى تطابق وجهات النظر بأهمية وقفها فورا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأضاف أن ما نشاهده في قطاع غزة «يدمي القلوب» مع بلوغ عدد الضحايا نحو تسعة آلاف منهم حوالي أربعة آلاف طفل أي بمعدل ألف طفل أسبوعيا، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل على وقف هذه الحرب ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته والعمل على إيقافها وإدخال المساعدات.

ولفت إلى أن دولة الكويت من أوائل الدول التي سارعت إلى إنشاء جسر جوي لإرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة.

وأشار إلى بحث الحرب في أوكرانيا والتعبير عن موقف دولة الكويت الداعي إلى وقفها في أسرع وقت ممكن واللجوء إلى الحوار والحلول السلمية.

كما أشار إلى بحث الأوضاع في سورية إذ «أكدنا موقف دولة الكويت الواضح وأملنا وسعينا لمساعدة الشعب السوري في إيجاد الأمن والسلم الذي يستحقه».

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المباحثات تركزت على مناقشة التطورات الإقليمية، مؤكدا الرفض القاطع للقصف العشوائي للأحياء المدنية في قطاع غزة و«احتجاز الرهائن» وغير ذلك من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني.

وأكد لافروف ضرورة «اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية للحيلولة دون سقوط مزيد من الضحايا وتقديم المساعدة للسكان المدنيين».

ودعا إلى الإسراع في خلق الظروف المواتية لاستئناف المباحثات الشاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين و«بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار يجب العمل من أجل استئناف المفاوضات بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية».

ورفض وزير الخارجية الروسي «بشكل قاطع» الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى صحراء سيناء فـ «الفكرة تتنافى تماما مع مصالح الفلسطينيين ومصر وتتناقض مع مساعي السلام في المنطقة».

وأضاف أن المباحثات تناولت أيضا الوضع في سورية في ضوء عودتها إلى جامعة الدول العربية، مؤكدا ضرورة «تدعيم هذه الخطوة الإيجابية بأفعال محددة من أجل تحسين الوضع على الأرض»، لافتا إلى التأكيد المشترك على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة في سورية على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة القاضية بضرورة الحفاظ على سيادة سورية وسلامة أراضيها.

وأشاد وزير الخارجية الروسي بموقف دولة الكويت «المتزن» حيال الأزمة الأوكرانية، لافتا إلى أن بلاده «لا ترى حتى الآن أي مبادرة من أوكرانيا للتوصل إلى إقامة سلام عادل وحقيقي».

وأفاد بأن المباحثات تناولت كذلك زيادة النشاط السياحي بين الكويت وروسيا، لافتا إلى أن تضاعف عدد السياح الكويتيين القادمين إلى موسكو خلال العام الجاري جاء بفضل افتتاح خط جوي بين موسكو والكويت في فبراير الماضي علاوة على تسهيل حصول المواطنين الكويتيين على تأشيرة سياحية إلى روسيا.

والتقى الوزير الصباح رئيس البرلمان الروسي (الدوما)، فياتشيسلاف فالودين.