نظم بيت المسرح في رابطة الأدباء أمسية بعنوان «المسرح في الكويت»، تحدث فيها د. سليمان الشطي عن المسرح في الكويت «البدايات والتوثيق»، وأدار الحوار رئيسة بيت المسرح واللجنة الاجتماعية الكاتبة تغريد الداود، وسط جمع من الأدباء والمثقفين، منهم: د. خليفة الوقيان، ليلى العثمان، د. ياسين الياسين، وليد الرجيب، د. خالد الطراح.

في البداية، رحبت الداود بالحضور، مؤكدة أن د. الشطي غني عن التعريف، وأعطت مقتطفات من سيرته الذاتية الثرية.

Ad

وأوضحت أن الاهتمام في الأمسية ينصب على دور وإسهامات د. الشطي في مجال المسرح، من خلال الكتاب الذي قدَّمه في توثيق الحركة المسرحية، وبدايات المسرح في الكويت.

وطرحت الداود سؤالاً على د. الشطي: ما الذي جذبك للمسرح؟ ليجيب أنه أحب القراءة والأدب عموماً، القصة والشعر، وأيضاً مثَّل في بعض العروض المدرسية، لافتاً إلى أن الجانب الثقافي هو الذي قاده إلى المسرح، وقادته خطاه بعد ذلك إلى التعرف على زملائه في مسرح الخليج، والتحق بهم، وصار مُحباً وقارئاً للمسرح، ومن ثم أصبح مدرساً في الجامعة.

وجاءت الأمسية كجلسة حوارية متسلسلة، فتم تقسيم كتاب د. الشطي (المسرح في الكويت 1924 - 2000)، حيث التسلسل التاريخي للحركة المسرحية في الكويت، والشكل المسرحي الذي كان موجوداً آنذاك.

وأيضاً تضمنت الأمسية نقاشاً حول طبيعة مسرح آخر الستينيات والسبعينيات، والحركة المسرحية الحالية، وماذا تحتاج، ودور المسرح المدرسي. بعدها فُتح باب النقاش والمداخلات، وتبادل الحضور الآراء والأفكار.

النشاط المدرسي

وعلى هامش الأمسية، وجهت «الجريدة» للدكتور الشطي سؤالاً حول كيفية عودة أمجاد النشاط المدرسي كما في السابق، فأكد أنه «يجب الاهتمام بإبداع الأطفال والشباب خلال المرحلتين الدراسيتين المتوسطة والثانوية، حيث سن بروز الإبداع الشخصي، متابعاً: «مهمتنا أن نبحث عن الإبداع في الفنون مطلقاً، بما فيها الفن المسرحي. النشاط المدرسي، وضمنه النشاط المسرحي، يجب أن يكون البحث عن الإبداع والمبدعين واكتشاف مواهبهم، فقد يكون هناك فنان موسيقي، وفنان ممثل، وفنان عالم، وهو لا يعرف، وأنت الذي تكتشف. المسرح المدرسي كان يتيح فرصة للموهوبين لإبراز قدراتهم في الخطابة والتمثيل، وهو أحوج ما نكون له كناحية تربوية، وليس فنية فقط، لتشكيل وتكوين الشخصية، ويجب أن تقوم وزارة التربية بهذا الدور».

الحركة المسرحية

وعن رأيه في الحركة المسرحية بالكويت، قال: «يُنظر لها من زاويتين: زاوية ما يُقام من فرق مسرحية ومهرجانات وغيرها، وتلك وقتية في زمن معيَّن، والزاوية الأخرى فيما يطرحه المسرح التجاري بالسوق. هذا الانفصال يحتاج إلى إعادة نظر، فنحن نحتاج إلى ما تقدمه الفرق المسرحية، وأيضاً ما يتم تقديمه في المهرجانات وغيرها. يجب أن يكون جماهيرياً ويصل إلى الجمهور، حتى نعدل الميزان، لا أن تكون العروض التجارية الهابطة هي فقط المتحكمة أو العروض التجارية المطلقة. يجب أن نأتي بأعمال فنية، ونخلق لها جمهوراً، ويُعاد عرضها مرة ومرتين وثلاث، ويكون لها موسم، حتى تتشكل لدينا ريادة لمسرحيات تُعرض كل شهر في القاعات المسرحية الكويتية، اعتماداً على ما يقدَّم من جهود في المهرجانات وغيرها».

سؤال واستفسار

وحول سبب قلة النقد الثقافي والمسرحي على الصعيد المحلي، رغم زخم الأعمال الفنية، ذكر د. الشطي: «ليس لديَّ تفسير. أنا أتعجب، فلدينا المعهد العالي للفنون المسرحية، ويوجد به قسم النقد، وله حوالي ثلاثين أو أربعين سنة يخرِّج من درسوا النقد، ولا نجد إلا القليل جداً، وهذا مثار سؤال واستفسار. قد نجد بعض العذر، بأن منابر النقد الأولى بالنسبة للحركة المسرحية، المتمثلة في الصحافة، للأسف اهتمامها بالثقافة أصبح محدوداً، وأنا أقصد الثقافة بمفهومها العام، من مسرح وأدب وكتب وغيره».

وأشار إلى أنه «على سبيل المثال كانت في فترتَي السبعينيات والستينيات صفحات فنية، وبها صحافيون مختصون يكتبون، وملزمون بأن يتابعوا الحركة الفنية، فيكون هناك نقد، الآن لا وجود لهذا، وبعض الصحف ليس فيها صفحة فنية أساساً، إلا بعض الأخبار عن الفنانين والفنانات، فلا نقد ولا ثقافة فنية رفيعة، فهي أخبار اجتماعية أكثر من كونها فنية».

وتابع: «الصحافة هي المنبر الأول، بعدها المنبر الثاني، المتمثل في الكتابة والتلفزيون وغيره، وهذا المنبر للأسف يهمل الثقافة. أتمنى من أهل الثقافة النقدية أن يستخدموا الوسائل الحديثة، ويكتبوا نقداً فيها، أو يبثوا نقدهم فيها». وبسؤاله: هل أنت من مؤيدي أن تكون الرقابة لاحقة؟ أجاب: «لاحقة طبعاً، إذا كانت هناك شكوى. الرقابة المسبقة أنا ضدها تماماً».

عثمان الشطي

الرابطة تنظم «الكتابة من الخيال إلى الجمال»

أعلنت أكاديمية الأدب في رابطة الأدباء الكويتيين، بالتعاون مع الهيئة العامة للشباب، تنظيم دورة «الكتابة من الخيال إلى الجمال»، يقدّمها الكاتب والمدرّب المسرحي عثمان الشطّي. وتستعرض الدورة مسائل فنية وأدبية ونفسية، تتعلق بالكتابة الإبداعية، وما تستلزمه من أدوات ومفاتيح وتقنيات. وتنطلق من الساعة الخامسة حتى الثامنة من مساء الأحد 12 الجاري في مقر الرابطة بالعديلية لمدة 5 أيام.

وتسعى الأكاديمية إلى تقديم دورات تدريب قيّمة تسهم في خدمة الراغبين بتطوير أدواتهم وتحسين مستواهم المهني.