• بعد حوالي 176 عاماً على تأسيس شركة فيليب موريس العالمية، إحدى ركائز صناعة التبغ، قررتم استبدال السجائر بالبدائل الخالية من الدخان وأثبتم جديتكم بذلك... لماذا؟

- من الواضح للجميع أن الخيار الأفضل لأي شخص مدخن هو الإقلاع تماماً عن التدخين، لكننا نعلم في الوقت نفسه أن الكثير من المدخنين قرروا أنهم لا يريدون الإقلاع عن التدخين، لذلك فإننا نسعى إلى تقديم بدائل أفضل لهم من الاستمرار في التدخين، رغم أنها غير خالية من المخاطر.

Ad

وشكَّل هذا الأمر محوراً أساسياً في رؤية الشركة، وخصصنا قدراً هائلاً من جهودنا، كما خصصنا موارد كبيرة لهذا الغرض على مدى السنوات الماضية، فمنذ عام 2008 استثمرنا أكثر من 10.5 مليارات دولار في العلوم والتطوير والبحث، وكذلك في تسويق هذه المنتجات الخالية من الدخان.

وإذا نظرنا إلى العام الماضي (2022)، تجد أن 74 في المئة من جهود التسويق التجاري عالمياً و99 في المئة من جهود البحث والتطوير كانت مخصصة لدعم جهودنا المتعلقة بالمنتجات الخالية من الدخان، حتى نتمكن من تحقيق التحول المنشود إلى مستقبل خالٍ من الدخان في أسرع وقت ممكن.

• لقد التزمتم برؤيتكم لمستقبل خالٍ من الدخان، وطموحكم هو تحويل أكثر من 40 مليون مدخن بالغ إلى منتجاتكم الخالية من الدخان بحلول عام 2025، كيف يمكنك جعل هذه الرؤية حقيقة؟

- بشكل عام، انتقال هؤلاء المدخنين إلى البدائل الخالية من الدخان يتطلب نهجاً عملياً، وما قمنا به من جانبنا هو تطوير مجموعة واسعة من المنتجات، لذلك نحن نعلم أن تحول المدخنين البالغين الذين يستمرون في التدخين إلى منتجات خالية من الدخان ليس بالأمر السهل، ولن يكون من الضروري أن يلبي منتج واحد جميع احتياجاتهم. لذلك، قمنا بتطوير مجموعة متنوعة من المنتجات، ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، نحتاج إلى 3 أمور، الأول: وصول المعلومات، فنحن بحاجة إلى تسهيل وصول المعلومات المقدمة لهؤلاء المدخنين البالغين حول توافر هذه المنتجات، وكذلك العلم الذي يقف وراءها، والإثباتات العلمية التي تؤكد أن هذه المنتجات بدائل أقل ضرراً.

ثانياً: التشريعات التنظيمية، وتُعد أمراً في غاية الأهمية، لذلك يمكننا أن نرى في عدد من البلدان، مثل المملكة المتحدة، أنهم اتبعوا نهجاً قائماً على مفهوم الحد من الضرر، وأدركوا أنه ليس كل المنتجات التي تحتوي على التبغ أو المنتجات التي تحتوي على النيكوتين متشابهة أو تحمل نفس الضرر، من أجل تحقيق أهدافهم بتخفيض معدلات التدخين.

وبالفعل، شهدت المملكة المتحدة انخفاضاً كبيراً في معدل التدخين عندما اعتمدوا هذا النهج، فقد انخفض عدد مدخني السجائر من 19 في المئة عام 2011، وصولاً إلى 13 في المئة عام 2022.

أما النقطة الثالثة، فهي الشراكة، إذ لا يمكننا تحقيق هذه الرؤية بمفردنا، لذلك من المهم جداً أن يكون هناك حوار عملي وهادف بيننا وبين الجهات التشريعية والصحية ووسائل الإعلام، حتى نتمكن من تقديم بدائل أقل ضرراً للمدخنين البالغين الذين يستمرون في التدخين.

وقمنا أخيراً بإجراء استبيان في عدد من دول المنطقة، ضمنها الكويت، بالتعاون مع شركة فورسايت لأبحاث السوق، لاستطلاع آراء السكان البالغين حول عدة أمور، من بينها إذا كانوا يعتقدون أن المدخنين يجب أن يحصلوا على معلومات حول البدائل الخالية من الدخان والمنتجات الخاصة بها أم لا، وأشار 61 في المئة من الأشخاص الذين تم استطلاع رأيهم إلى أنه من الضروري تقديم مثل هذه المعلومات الحيوية للمدخنين البالغين.

• كيف تمكنتم من إلهام الناس وإقناع المدخنين بتبني ثقافة التوقف عن التدخين؟

- هدفنا مساعدة أكبر عدد ممكن من الناس على الإقلاع عن التدخين، لكننا نعلم أن الكثير من المدخنين لا يريدون الإقلاع، وقرروا الاستمرار بالتدخين. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المدخنين اليوم يبلغ نحو مليار شخص في العالم، ومن غير المرجح أن ينخفض هذا العدد في المستقبل المنظور، لذا فإن هؤلاء المدخنين يستحقون أن يحصلوا على معلومات حول المنتجات التي تعتبر بدائل أقل ضرراً، والتي تتمثل في المنتجات الخالية من الدخان التي نوفرها اليوم.

ويتطلب تنفيذ هذه المهمة نهجاً تعاونياً بين جميع الأطراف ذات الصلة، بما فيها نحن والهيئات التنظيمية والصحية والوسائل الإعلامية والمؤسسات الحكومية وكذلك الجمهور.

• تحركت بعض الحكومات بشكل واضح للحد من أضرار وآثار التدخين، كيف يمكن أن تكون الكويت جزءاً من خطتكم المستقبلية؟

- نحن نتشارك هدفاً واحداً مع المنظمات والهيئات الصحية في جميع أنحاء العالم، وهو إنهاء تدخين السجائر. لقد شهدنا تقدماً لافتاً خلال السنوات القليلة الماضية فيما يتعلق بالتوعية والإقلاع عن التدخين. لكن مع ذلك، لا يزال لدينا مليار مدخن اليوم حول العالم. ثمة مجموعة متزايدة من الأدلة، وكذلك عدد من المنظمات التي تدفع نحو البدائل الخالية من الدخان وترى الفرصة التي يمكن أن توفرها هذه البدائل في الحد من أضرار تدخين السجائر وتحسين مستويات الصحة العامة. وهذا ما قامت به المملكة المتحدة بالفعل في سياستها العامة، ووضعته موضع التنفيذ، وأعتقد أنه بالتأكيد يشكل مثالاً يمكننا التفكير به. وإذا نظرنا إلى الأسواق الأخرى أيضاً، مثل السويد، نجد أنها شهدت انخفاضاً كبيراً في انتشار التدخين، من خلال استخدام المنتجات البديلة للتدخين والمنتجات التي تحد من ضرر التبغ.

وفيما يتعلق بالكويت، أعتقد أنه يمكننا أن نستلهم من هذه الأسواق. لقد أرست الكويت تشريعات تفرق بين السجائر والمنتجات الخالية من الدخان لعدد من السنوات هنا. فمنذ عام 2020، أطلقنا أجهزة تسخين التبغ، إضافة إلى السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، لذا نريد جميعاً المُضي قُدماً في هذه الرحلة معاً.

• ماذا عن الدور الذي لعبه العلم والتكنولوجيا في تطوير بدائل أقل ضرراً للمدخنين؟

- منذ عام 2008، استثمرنا أكثر من 10.5 مليارات دولار في البحث والتطوير والعلوم وتسويق هذه المنتجات الخالية من الدخان. فمنتجات التبغ المسخن، مثل IQOS، مصممة خصيصاً للقضاء على عملية الاحتراق، ونحن ندرك أن هذا هو السبب الرئيسي للمواد الكيماوية الضارة التي يسببها دخان السجائر بسبب الاحتراق. لذا، إذا قضينا على الاحتراق، فإننا نقلل بشكل كبير من هذه المواد الكيماوية. ولدينا مجموعة واسعة جداً من الأبحاث التي قمنا بها، حيث تم نشر أكثر من 511 منشوراً علمياً تمت مراجعتها من قِبل الخبراء، إضافة إلى فصول من الكتب تعرض بياناتنا وممارساتنا منذ عام 2008.

كما أن هناك 11 جهة حكومية حول العالم أجرت تقييماً شاملاً، وأكدت صحة العديد من نتائج دراساتنا، ومن بين هذه الجهات هيئة الغذاء والدواء الأميركية، التي وجدت أن التحول الكامل من التدخين لهذه المنتجات يقلل التعرض للمواد السامة وأذنت بتسويقها. لذلك أعتقد أن المعلومات تشير إلى أن لدينا فرصة كبيرة لتشجيع جميع المدخنين الذين سيستمرون في التدخين على الانتقال إلى هذه المنتجات الخالية من الدخان والمثبتة علمياً، حفاظاً على صحتهم.

• هل أثَّر التحول من سيجارة التبغ العادية إلى منتج خالٍ من الدخان على حجم مبيعاتكم؟

- تقوم شركة فيليب موريس إنترناشونال حالياً بتنفيذ عملية تحول كبيرة في أعمالها، كما نحرص على الاستثمار بشكل كبير في مجال الدراسات والأبحاث، لتطوير وتسويق المنتجات الخالية من الدخان، في سبيل تحقيق رؤية الشركة، المتمثلة بمستقبل خالٍ من الدخان. وفي هذا الإطار، حققت الشركة تقدماً كبيراً إلى اليوم، حيث شكَّلت إيرادات المنتجات الخالية من الدخان أكثر من 36 في المئة من إيراداتها، وفقاً للنتائج المالية التي أصدرتها الشركة منذ أيام للربع الثالث من عام 2023. ونجحت الشركة بإدخال منتجاتها الخالية من الدخان إلى 82 بلداً حول العالم. وهدفنا هو أن تصل إيرادات المنتجات الخالية من الدخان إلى 50 في المئة من مجموع إيرادات الشركة عام 2025.

• لماذا تضعون دائماً القضايا البيئية والاجتماعية ضمن أولوياتكم؟

- يعلم الجميع أن الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG) تلعب دوراً كبيراً ومهماً، وأصبحت استراتيجية ESG هي استراتيجية أعمالنا، لكن أيضاً هناك الكثير مما نقوم به، مثل الشفافية والإفصاح عن كل ما نقوم به علناً، ونحن ملتزمون بذلك.

لقد كنا مدرجين لعدد من السنوات في قائمة CDP A، وهي منظمة عالمية غير ربحية تدفع الشركات والحكومات إلى الحد من انبعاثات الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري وحماية الموارد المائية وحماية الغابات. وهناك أيضاً عدد من الأماكن الأخرى التي أحرزنا فيها تقدماً كبيراً فيما يتعلق بممارسات العمل الزراعي، واستدامة مصادرنا وتمكين المرأة.