انطلقت، ظهر أمس، فعاليات المهرجان السينمائي السنوي الثاني للجامعة الأميركية الدولية بالكويت (AIU) في حرم الجامعة، بالشراكة مع شركة سينسكيب، حيث تمتد فعاليات المهرجان من 5 الجاري إلى 11 منه، بهدف فتح آفاق سينمائية جديدة أمام أجيال من الشباب المهتمين بالمجال السينمائي في الكويت.

ويقدّم المهرجان للشباب والمهتمين بالسينما أكثر من 40 فيلمًا استثنائيًا، تم اختيارها من بين أكثر من 3 آلاف فيلم مقدّمة من 114 دولة، في محاولة لإثارة الخيال وتحفيز المواهب الشابة على المزيد من الإبداع.

Ad

وشهد المهرجان إقبالا كبيرا من الشباب وطلّاب الجامعة الأميركية الدولية والزوار، مما يعكس اهتماما كبيرا بصناعة السينما في الكويت وطموح الشباب نحو صناعة سينمائية وطنية بالكويت، كما بدا ذلك واضحا من مداخلات الحضور وسؤالهم المحاضرين بشغف حول كيفية كتابة السيناريو السينمائي، ووضع رؤية إخراجية سينمائية لأعمالهم الفنية.

وافتتحت فعاليات اليوم الأول من المهرجان، أمس، بمحاضرة للمخرج والكاتب الكويتي زياد الحسيني (مؤلف ومخرج فيلم شيباني هني)، الذي تحدّث عن تجربته بكتابة النص وإخراج هذا الفيلم الذي حقق نجاحا وإقبالا كبيرا بدور العرض السينمائية بالكويت، وكيف تم إنتاج العمل على أسس ومعايير عالمية.

وتحدّث الحسيني، خلال محاضرته، عن معايير الكتابة للسيناريو السينمائي بمقاييس تشابه المعمول بها في نصوص «هوليوود»، كما استعرض النسختين الإنكليزية والعربية من سيناريو الفيلم، وتحدّث عن استغراق الفيلم 3 أشهر من جلسات العمل اليومية للدخول في حالة الفيلم، وكيف تم اختيار أبطال العمل، مثل الفنان حمد العماني لأداء دوره، وفقا لمعايير رسم الشخصيات وتحديد الممثلين المناسبين.

كما تطرّق إلى أهمية وجود صناعة سينمائية بالكويت، مؤكدا توافر عناصر النجاح في الفن بالكويت، موضحا أن ما ينقص الفيلم الكويتي هو تقديم قضايا محلية بمعالجة وصورة ذات جودة ومقاييس عالمية، لتتمكن من المنافسة وجذب الجمهور إلى دور العرض والحصول على المكانة التي تستحقها الكويت في دور العرض السينمائية.

وأوضح أن تقديم الدعم لصناعة السينما بالكويت، سيدفعها بقوة في اتجاه المنافسة المحلية والعالمية، مضيفا أن ميزانية الفيلم العالمي في «هوليوود» تبدأ من 25 الى 30 مليون دولار، ويعتبر الحد الأدنى لإنتاج فيلم متوافقا مع مقاييس النجاح والمنافسة العالمية، مشيرا الى أن فيلم شيباني هني لم يحظَ بهذه الميزانية الضخمة، بل بميزانية أقل بكثير، وبالرغم من ذلك حقق النجاح، وكان السرّ في ذلك هو انطلاقه من البيئة الكويتية، لكن بصورة ومعالجة عالمية.

وبعد استراحة قصيرة، قدّم المنتج فيصل العقل محاضرة حول المفهوم الحقيقي للمنتج السينمائي، وهو عبارة عن جسر بين التمويل والفن وعناصره المختلفة، مؤكدا أهمية أن يكون المنتج الفني واعيا ومدركا لمكونات العملية الفنية من ممثلين ومخرج ومؤلف ومصور، حتى يتمكّن من إنتاج عمل فني في حدود الميزانية المحددة للعمل، حتى لا يتعرّض المشروع لمخاطر فنية أو إنتاجية، مما يعرّض العمل الفني للخطر.

وأشار العقل إلى أن أهم العناصر التي تجذبه كمنتج فني لتبنّي المشروع هو أن تكون الفكرة مبتكرة أو أصلية من حيث زاوية المعالجة، مؤكدا أن العمل الناجح يبني عالما كاملا يستغرق فيه المشاهد، ويشعر كأنه جزء من هذا العالم، بناء على قصة وحوار وصورة وموسيقى، وغيرها من عناصر العمل الفني التي تؤثر بالذاكرة وتحرّك المشاعر ناحية العمل، مما يربط المشاهد به.

وأشار الى تجربة فيلم Roma العالمي، الذي حصل على عشرات الجوائز العالمية، وذلك اعتمادا على قصة باهرة ببساطة وعمق شديدين، مما جعل من العمل نموذجا للإبداع السينمائي حول العالم.

كما أشار الى النجاح الذي حققه فيلم Parasite الكوري، وهو فيلم كوميديا سوداء حصل على إشادة من النقاد على نطاق واسع، وفاز بـ «السعفة الذهبية» في مهرجان كان، وأصبح أول فيلم كوري جنوبي يحصل على هذه الجائزة، كما فاز بجائزة الأوسكار عام 2020 كأول فيلم أجنبي يحظى بهذه الجائزة.