نظمت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، المعرض الجماعي الثالث بعنوان «مفاهيم لونية معاصرة». وتميزت أعمال الفنانات: سهير الزنكي، وعطارد الثاقب، ومنى مبارك، ونور العنجري، وهدى كريمي، اللاتي نفذن أعمالهن بورش الجمعية، بأساليب تشكيلية متنوعة.

وفي أعمالها، تهتم الزنكي بالتلقائية اللونية المنسجمة، التي تعكس رغباتها الذاتية وهي ثائرة على الواقع بخطوط لونية متداخلة تقترب من النغمات الموسيقية التي تتفق مع ما هو تجريدي، لكنها تقترب من أنغام لونية على أرضيات متنوعة، للتعبير عن أحاسيسها الخاصة بألوان شفافة.

Ad

أما الفنانة الثاقب، فتشكل تحدياً للوصول إلى متقابلات لونية، مع مزج نغماتها الفعلية في كثافة اللون وشفافيته وقدرته الكبيرة على اصطياد الضوء وانعكاسه على الأشكال اللونية. وتجسد لمسات فرشاتها الناعمة الرقيقة أشكال العالم الواقعي، تجسيداً يجمع بين الفن والوضوح والجمال.

وتفاعلت الفنانة مبارك مع الأحداث البيئية المحيطة التي تعبِّر عن عواطفها، ثم تختزنها داخل مدركاتها الواعية واللاواعية عن طريق انتشار الألوان المتداخلة بأسلوبها الذي يجمع الزخرفة مع المعاصرة وفق رؤيتها في ترجمة زخارف البيئة على هيئة أشكال وأوضاع لها طابعها الجمالي الخاص.

فيما تعتمد الفنانة العنجري في لوحاتها على إبراز العالم الخارجي، مع إضافة خطوط لونية حمراء وبيضاء على مساحات زرقاء تعبِّر عن عالمها الذاتي، حيث تتفق مع عوالم يمكن أن يلمسها المشاهد بمتانتها، ويحس بغناها وبتعبيرها الجمالي المتميز.

وتُعد ألوان الفنانة كريمي رشيقة معبِّرة، تأخذ حضورها بحُرية تتجاوز الحد، لتتداخل مع حالات الوجد والأمل. هذه الانسيابية اللونية التجريدية تبدو هادئة مطمئنة تخفي أحاسيسها في مناخات بالإيقاعات اللونية المتميزة، وتجعل المنظر المرئي لمساحاتها غارقاً في أبعاد الذاكرة، حيث تأخذنا إلى أماكن بعيدة في صمت الكلام.