نعم... كان ابن خلدون يتصدى للأخطاء والخرافات والأراجيف التي كانت تحفل بها كتب من سبقوه من مؤرخي العرب، وكان يدعو إلى ضرورة اتباع منهج مختلف لكتابة تاريخ يقوم على ضرورة دراسة الأخبار الشفوية والتحريرية لمعرفة ميول وأهواء أو سذاجة رواتها أو كتابها، كما قال بضرورة عرض هذه الأفكار والروايات بما يتواءم ومنطق العقل المُدرك لحقائق الحياة والعمران كوسيلة لقبولها أو رفضها، ومما لا شك فيه أن كل هذه الآراء تعتمد أساساً على ميدانين كبيرين من ميادين البحث العلمي الذي كان جديداً في عصر ابن خلدون.
***
ولكن... وضعنا لابن خلدون كمؤسس لعلم الاجتماع قادنا إلى المبالغة بعض الشيء، فعلم الاجتماع اتسعت آفاقه ووسائله، وصار يستعين بطائفةٍ كبيرة من العلوم كالوثائق والآثار وعلم النفس، ولم يعد يعتمد على الحدس والتخمين، فابن خلدون - مثلاً - يقول: إن الترف قد يؤدي إلى فساد وانحلال الأخلاق، وقد يؤدي إلى فساد الدولة، وهناك من يأخذ هذه المقولة لجعلها سابقة لما كتبه جان جاك روسو، لأن ابن خلدون قال بها قبل روسو بأربعة قرون، وهناك من يقارن بين حتمية البحث عن تغير ومنظور الأوضاع الإنسانية التي قنن لها مونتسيكو، لكي يُعطي لابن خلدون الأسبقية، وهناك من قارن بين ابن خلدون وكارل ماركس في حتمية التاريخ المادية، والتي تبحث في نظريات فلسفية ديالكتيكية، مكتفياً بماركس دون أن يقترب من هيغل.
***
إن عاطفتنا التاريخية حيال تراثنا، والتي تتناول رموزنا، كثيراً ما تفقد موضوعيتها وصلابة قوتها أمام الحقائق، ومن هذا المنطلق نجد بعض كبار المثقفين كالدكتور طه حسين والدكتور علي الوردي، قد قدما أطروحاتهما الأكاديمية في ابن خلدون، لكن ذلك لم يحل بينهما وبين أن يضعاه على مشرحة نقدهما القاسي.
وكذلك فعل ساطع الحصري، حيث ألف كتاباً تناول فيه ابن خلدون، مُحملاً إياه الكثير من الأخطاء الفادحة... إن المآخذ التي وُجهت لابن خلدون من القدامى والمعاصرين لم تحل بينه وبين هذه الشهرة الواسعة التي يحظى بها.
***
ولكن... وضعنا لابن خلدون كمؤسس لعلم الاجتماع قادنا إلى المبالغة بعض الشيء، فعلم الاجتماع اتسعت آفاقه ووسائله، وصار يستعين بطائفةٍ كبيرة من العلوم كالوثائق والآثار وعلم النفس، ولم يعد يعتمد على الحدس والتخمين، فابن خلدون - مثلاً - يقول: إن الترف قد يؤدي إلى فساد وانحلال الأخلاق، وقد يؤدي إلى فساد الدولة، وهناك من يأخذ هذه المقولة لجعلها سابقة لما كتبه جان جاك روسو، لأن ابن خلدون قال بها قبل روسو بأربعة قرون، وهناك من يقارن بين حتمية البحث عن تغير ومنظور الأوضاع الإنسانية التي قنن لها مونتسيكو، لكي يُعطي لابن خلدون الأسبقية، وهناك من قارن بين ابن خلدون وكارل ماركس في حتمية التاريخ المادية، والتي تبحث في نظريات فلسفية ديالكتيكية، مكتفياً بماركس دون أن يقترب من هيغل.
***
إن عاطفتنا التاريخية حيال تراثنا، والتي تتناول رموزنا، كثيراً ما تفقد موضوعيتها وصلابة قوتها أمام الحقائق، ومن هذا المنطلق نجد بعض كبار المثقفين كالدكتور طه حسين والدكتور علي الوردي، قد قدما أطروحاتهما الأكاديمية في ابن خلدون، لكن ذلك لم يحل بينهما وبين أن يضعاه على مشرحة نقدهما القاسي.
وكذلك فعل ساطع الحصري، حيث ألف كتاباً تناول فيه ابن خلدون، مُحملاً إياه الكثير من الأخطاء الفادحة... إن المآخذ التي وُجهت لابن خلدون من القدامى والمعاصرين لم تحل بينه وبين هذه الشهرة الواسعة التي يحظى بها.