أكد رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون أن الأوضاع الإقليمية بالغة الدقة، والمتغيرات الدولية تحتم علينا استمرار التعاون والتشاور والتكاتف، والعمل جاهدين على تعزيز اللُّحمة الخليجية في مواجهة ما تمرّ به المنطقة من تحديات.
وأعرب السعدون، خلال كلمته في الاجتماع الـ17 لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة في دول مجلس التعاون، عن ثقته الكبيرة بتحقيق الجهود الخليجية المشتركة متطلبات شعوبها، قائلا: «نحن على ثقة بأننا قادرون - بإذن الله - على حمل الأمانة والوفاء بها والنهوض لتعزيز مسيرة دولنا».
وأضاف: قدرنا اليوم أننا نعيش في أوضاع إقليمية بالغة الدقة، وفي متغيرات دولية تحتم علينا استمرار التعاون والتشاور والتكاتف، مصداقا لقول الحق في محكم تنزيله «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وأن نعمل جاهدين على تعزيز اللحمة الخليجية في مواجهة ما تمرّ به المنطقة من تحديات، وأن نسعى لتحقيق متطلبات شعوب دول مجلس التعاون، ونحن على ثقة بأننا قادرون - بإذن الله - على حمل الأمانة والوفاء بها، والنهوض لتعزيز مسيرة دولنا.
واستدرك: نجتمع اليوم ونحن نتابع بكل أسى ما يجري حاليا في فلسطين المحتلة، وما يقوم به الكيان الصهيوني من تدمير وتهجير وحملات إبادة جماعية في قطاع غزة، ورفض الكيان المعتدي الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، وعدم الاكتراث للنداء الإنساني في وقف جرائمه وعدوانه، ورفضه للدعوات بفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة ومعالجة المصابين المدنيين.
أصل استعماري
وتابع السعدون: نستذكر بعد هذا الإصرار الصهيوني على استمرار عدوانه، ما صدر عن دورة رؤساء دول وحكومات الوحدة الإفريقية في أغسطس 1975، التي رأت أن «النظام العنصري الحاكم في فلسطين المحتلة والنظامين العنصريين الحاكمين في زيمبابوي وجنوب إفريقيا يرجع إلى أصل استعماري واحد مشترك، ويشكّل كياناً كلياً، وله هيكل عنصري واحد، ويرتبط ارتباطاً عضوياً في سياسته الرامية إلى إهدار كرامة الإنسان وحرمته»، كما نستذكر كذلك الإعلان السياسي واستراتيجية تدعيم السلم والأمن الدوليين وتدعيم التضامن والمساعدة المتبادلة فيما بين دول عدم الانحياز، اللذين تم اعتمادهما في مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز في أغسطس 1975، حيث أدانا الصهيونية بوصفها تهديدا للسلم والأمن العالميين، وطلبا مقاومة هذه الأيديولوجية العنصرية (الإمبريالية).
وزاد: بعد استحضار المواقف السالف الإشارة إليها، نجد أنه على الرغم من الدعم العسكري والمادي والسياسي والمعنوي غير المحدود الذي تلقّاه الكيان الصهيوني من عدد من الدول في عدوانه على غزة، فإنّ ما يستحق الإشارة إليه هو موقف الشُّعب البرلمانية في انتصارهم للبند الثاني من البندين الطارئين في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المعقود بأنغولا بين 22 و27 أكتوبر الماضي؛ الأول مقدّم من قبل وفد كندا باسم وفود الأرجنتين والنمسا وكرواتيا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والسويد والمملكة المتحدة بعنوان «نحو أساس مشترك لتحقيق السلام»، والثاني مقدم من أعضاء برلماني الجزائر والكويت باسم المجموعة العربية، وإندونيسيا، وإيران، وجنوب إفريقيا باسم المجموعة الإفريقية بعنوان: وقف الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في غزة.
وشدد السعدون على ضرورة استمرار الدعم والموقف العربي الواضح ضد هذا العدوان من الكيان الصهيوني، على أن يستمر الموقف الدولي الداعي إلى وقف العدوان الصهيوني على غزة فورا، وأن يحلّ السلام في المنطقة، وأن نشهد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة.