%95.3 من حسابات التداول في البورصة خاملة
يشكّل حجم حسابات التداول الراكدة في بورصة الكويت ظاهرة لافتة، وتتضخم مثل كرة الثلج، حيث تعكس الأرقام تلك المشكلة بوضوح، فمن إجمالي عدد حسابات يبلغ 422.208 ألف حساب بنهاية أكتوبر الماضي، يوجد 402.669 ألف حساب خامل، بنسبة 95.3 بالمئة، مقابل 19.539 ألف حساب نشط فقط على مستوى السوق بنسبة 4.7 بالمئة، وهي نسبة ضئيلة جداً بالنسبة إلى واحد من أهم وأقدم أسواق المنطقة.
وعبثًا تحاول شركات إحياء بعض الأدوات الجاهزة، مثل إقراض الأسهم واقتراضها، لكن لا توجد آذان صاغية أو بيئة مناسبة ومواتية، في ظل جو عام غير محفّز، فالأدوات تحتاج إلى سوق نشط وقوائم شركات سائلة وصانع سوق فاعل وقيمة تداول مستقرة من دون فجوات موسمية.
وفي ظل وجود شرائح كبيرة من الأفراد مرتبطين بالتعامل في السوق، تبدي شركات استثمار أسفها بسبب تجميد وخسارة شريحة الأفراد، ودفعها للخروج من السوق بشكل إجباري.
يُذكر أن واقع وحالة التراجع لحسابات التداول انعكس على إيرادات وعمولات شركات الاستثمار والصناديق والمحافظ، وتعكس إيرادات البورصة بشكل واضح تلك الأرقام، فقد تراجعت حصة البورصة في عمولات التداول بنسبة 72 بالمئة من مستوى 7.8 ملايين دينار الى 4.5 ملايين، بانخفاض 3.2 ملايين.
أيضا تراجعت عمليات المقاصة خلال فترة الأشهر التسعة من العام الحالي، بقيمة 520 ألف دينار بنسبة 16 بالمئة.
وفي الإطار ذاته، تراجعت أيضا رسوم الاشتراكات بنسبة 9 بالمئة بنحو 486 ألف دينار.
وهي كلها مؤشرات تعكس الحاجة إلى إعادة النظر في كثير من الملفات المحيطة بالسوق، ووضع معالجات متوسطة وطويلة الأجل.